باكيتا.. مدرب الخليج "الوفي" في مهمة ترويض نجوم الزمالك (بروفايل)
كتب- أحمد جمعة:
انتظر البرازيلي ماركوس باكيتا دقات الساعة الرابعة بتوقيت القاهرة لتلقي اتصال هاتفي من رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، يُخبره برغبته في التعاقد معه لتولي تدريب الفريق الكروي الأول بالنادي، الأمر الذي قوبل بالترحيب مناشدًا إياه إرسال تذاكر الطيران للحضور إلى القاهرة لإنهاء التفاصيل المالية وشروط التعاقد.
ودخل باكيتا ضمن ترشيحات اللجنة الرباعية المكلفة من قبل إدارة الزمالك لتصفية الأسماء المرشحة لتدريب الفريق خلفًا للبرتغالي جيسوالدو فيريرا الذي فسخ تعاقده مع النادي منتصف الشهر الماضي.
وظلت اللجنة تنتقي الأسماء المرشحة لتدريب "القلعة البيضاء" حتى تقلص العدد إلى 3 أسماء؛ باكيتا والفرنسي بيرنارد سيموندي والصربي ميلوفان راجيفيتش، لتعرضهم على مرتضى منصور ومجلس إدراته حتى استقر الرأي على المدرب البرازيلي.
"اللاعب المغمور"
لم يسقط ماركوس سيزار دياز كاسترو، الذي ولد عام 1958 بجزيرة باكيتا البرازيلية، داخل دائرة الضوء العالمية خلال مشواره كلاعب في ناديي أمريكا وفاسكو دي جاما، حيث كان من اللاعبين الذين مارسوا كرة القدم للاستمتاع بها فقط.
لكن طموح اللاعب المغمور دفعه للدخول إلى عالم التدريب، حيث تولى قيادة فريق فلامينجو خلال الفترة من 1990 وحتى عام 1998، ثم فريق فلومينينيسي منذ عام 1999 حتى عام 2000، وظهر الفريقان بشكل جيد تحت قيادته.
وبدأت الأضواء تُسلط عليه عندما قاد منتخب البرازيل تحت 17 عامًا للفوز بكأس العالم للشباب عام 2003، وبدأ يشعر بالزهو في مجال التدريب، ليقود الجيل نفسه من اللاعبين للفوز بكأس العالم للشباب تحت 20 عامًا في نفس العام.
وانتقل المدرب الُمنتشي بالانتصار العالمي إلى نادي أفاي البرازيلي لكنه فقد بصماته التدريبية الأمر الذي قاده للرحيل بعدها بشهور والانتقال إلى الخليج العربي، لبداية صفحة جديدة من التعرف على الكرة العربية.
الخليج.. والخدمة الأفضل
طرق باكيتا أبواب التدريب العربي عن طريق الهلال السعودي الذي تولي تدريب الفريق عام 2004، ليقودهم إلى تحقيق الثلاثية التاريخية بالفوز بالدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد.
ووجد مسئولو الاتحاد السعودي أنفسهم أمام مدرب اكتسح البطولات المحلية بالهلال، ليقع الاختيار عليه لقيادة المنتخب الوطني في بطولة كأس العالم 2006 التي أقيمت بألمانيا، لكن "شهرة المدرب المحلي" عجزت عن إنقاذ الصقور الخضر من مرحلة المجموعات، حيث هزم مباراتين من أسبانيا واوكرانيا وتعادل مع تونس ليودع المونديال من المرحلة الأولى وفي جعبته نقطة وحيدة، ليعود مرة آخرى إلى فريقه القديم عام 2007.
وتلقى باكيتا عرضًا لتولى المهمة الفنية لنادي الغرافة بداية عام 2008، ليُسطر من جديد تاريخًا مع الفرق المحلية، حيث فاز بلقب الدوري لموسمين متتاليين 2008 و2009 بجانب لقب كأس الأمير نسخة 2008، ومن ثم درب نادي الريان القطري للموسم 2010/2009
"مجنون ليبيا"
انتقل المدرب البرازيلي لتولي قيادة منتخب لبيبا عام 2010، حيث بدأ في إعداد جيل جديد للتأهل إلى بطولة الأمم الإفريقية، حيث قادهم للوصول إلى البطولة التي أقيمت عام 2012، في الفترة التي شهدت مظاهرات تطالب برحيل الرئيس السابق معمر القذافي قبل أن تتحول إلى معارك مسلحة دفعت الكثير من المدربين لترك أنديتهم وكان منهم المصري أنور سلامة، الذي تولي تدريب الاتحاد الليبي.
"الجميع في البرازيل يقولون إني مجنون لاستمراري في منصبي لكني أريد الاستمرار ومحاولة إنهاء المهمة بنجاح. لا أريد أن أترك اللاعبين. لدي ثقة فيهم وأنا صديقهم وأشعر أنهم يبذلون الجهود من أجلي".. كانت كلمات باكيتا التي أسكتت مطالب عودته إبان فترة الصراعات المسلحة.
وتمسك باكيتا بالبقاء مع المنتخب لكنه فشل في التأهل تحقيق إنجاز يُذكر، حيث خرج بخفي حنين من البطولة كثالث للمجموعة بعد زامبيا صاحبة اللقب وغينيا صاحبة الأرض. وكاد أن يحقق الحلم بالوصول إلى كأس العالم بجنوب أفريقيا عام 2014 قبل أن يتلقى خسارة في الجولة الحاسمة من التصفيات أمام منتخب الكاميرون بهدف وحيد.
العودة
عاد باكيتا مرة آخرى لتولي قيادة فرق الخليج، حيث تعاقد مع نادي الشباب الإماراتي ولكنه لم يستمر طويلًا لينتقل في نفس العام إلى الغرافة القطري قبل أن يتركه لعدم تحقيق نتائج إيجابية في مشوار الفريق بالدوري المحلي، وينتقل إلى الزمالك اليوم السبت.
"ترويض النجوم"
يرى خالد الغندور عضو اللجنة الفنية التي أوكل إليها مرتضى منصور رئيس الزمالك اختيار مدرب الفريق، البرازيلي باكيتا بأنه مدرب يعرف كيفية ترويض النجوم داخل الفرق التي تولى قيادتها.
وقال الغندور لمصراوي: "الزمالك بعد رحيل فيريرا كان بحاجة لمدرب أجنبي لعدم انفراط عقد الفريق".
ويعتبر قائد الزمالك السابق ترشيح مدربين محليين مثل حسن شحاته وحازم إمام ليس إلا من باب "الفرقعة الإعلامية" لأن النادي اتخذ قراره بالتعاقد مع مدرب أجنبي، الرأي الذي سانده جميع أعضاء اللجنة الفنية.
فيديو قد يعجبك: