أحمد طارق يحيي: "التالتة يمين" حكاية زملكاوية.. وغياب مرتضى لهذا السبب (حوار)
حوار- أحمد جمعة:
كان أحمد طارق يحيي، عائدًا من الجونة مبتهجًا بتتويج الزمالك بكأس مصر أواخر عام 2013، يرى الحافلات تنقل جماهير الأبيض التي زحفت خلف ناديها تُمني نفسها بنصر يُعيد لها الأمل بعد فقدان للفرحة وابتعاد البطولات عن فريقها.
ينظر لهم "أحمد طارق" من داخل سيارته، لتبدأ كلمات تطرق ذهنه نحو ما يشعر به هؤلاء من فرحة، وما بداخله هو من سعادة غامرة، لتكون أول تدوين بكلمات "التالتة يمين" التي صدح بها منذ أيام، في ظل أيام "مُفترجة" على فريقه، واندحار للسنوات الخوالي "الكبيسة" التي عاشوها، ثم يكمل باقي كلمات الأغنية بعد ذلك بشهر.
يقول: "بدأنا ننفذها قبل حسم الدوري بشهر، ووقتها أخدنا قرار باحتمال تصويرها فيديو كليب، وبالفعل تم تنفيذها قبل مباراة الإسماعيلي بأسبوع".
استطاع أحمد طارق أن ينتقي نجوم الزمالك على مدى تاريخه، الذين عايشوا الإنجازات وكتبوا بحروف من ذهب أسماؤهم في سجلات القلعة البيضاء الحافلة بذكرياتهم، يؤكد أن الأمر كله "بتوفيق ربنا" أن جمّع كل هؤلاء النجوم الكبار في يوم واحد لتصوير الأغنية باستاد القاهرة، حيث تحدث معهم مباشرة وبشكل شخصي للحضور، وأبدوا موافقة بدافع "نعمل أي حاجة علشان الزمالك".
لم يكن في حسبان أحمد أن ينظر داخل استاد القاهرة الدولي ليجد 22 لاعبا بالزمالك يمثلون الفريق بداية من فترة الستينات وصولا للجيل الحالي، يرى حسن شحاته "معلم الزمالك" ونجله كريم، وحمادة إمام والإمبراطور حازم، وأحمد حسام ميدو، والهداف التاريخي للأبيض عبدالحليم علي، وأيمن يونس وجمال عبدالحميد انتهاءً بعمر جابر.
"ناس كتير اتضايقت لعدم تواجدها بالأغنية. وكنا نود أنمثل كل أجيال الزمالك عبر تاريخه. وكان عندنا 60 اسم للتواجد، ووفقنا في الوصول لـ 30 شخص منهم وهو نص العدد، لأننا لن نصور إلا ليوم واحد لصغر الميزانية وضيق الوقت".. هذا ما أشار إليه نجل لاعب الزمالك الأسبق طارق يحيي، والذي أكد أن هناك من قدم اعتذاره عن المشاركة لأسباب شخصية فقط؛ مثل الكابتن محمود أبو رجيلة وتامر عبدالحميد وأحمد مصطفى وإسماعيل يوسف وأيمن طاهر وحازم إمام الصغير.
زملكاوي منذ الطفولة
يؤكد أحمد أن علاقته بالزمالك منذ نعومة أظافره حين شاهد والده يرتدي القميص "الأبيض أبو خطين حمر" وتربيته بالنادي ومشاركته بقطاع الناشئين لمدة 7 سنوات كانت لها تأثير كبير في أن تخرج كلمات الأغنية معبرة بشكل مؤثر عن أغلب مشجعي المارد الأبيض: "أنا زملكاوي تربيت في النادي وأنتمى له، ونشأت على حبه وأنا صغير ، وهذا ليس له علاقة بالحصول على البطولات من عدمه، بخلاف علاقتي بوالدي، ولعبي في الزمالك 7 سنين في الناشئين، وهذا أثر بشكل كبير على تكويني".
لكن التعليم حرم أحمد طارق أن يُكمل مسيرته الكروية، يوضّح سبب ابتعاده عن الملاعب بالقول: "دراستي -تعليم بريطاني- وكان صعب المواظبة على أمرين، فالرياضة تحتاج للتفرغ بشكل كامل "حد يصحى وينام ويتنفس كورة" بمعنى أنها تحتاج للتفرغ، ولم استطع توفير ذلك لصعوبة دراستي. وأراد الله أن أدخل مجال المزيكا وأحقق هذا النجاح".
"يبقى طارق يحيي أكثر المتضررين من الأغنية"، فما إن تداولت صورة تجمعه بميدو خلال تصوير "كليب الأغنية" باستاد القاهرة، حتى فُتحت نيران الهجوم على مدرب الإسماعيلي أنذاك تتهمه بـ"تفويت" المباراة لصالح فريقه السابق، يرد أحمد بأن والده لم يتدخل في اختيار المشاركين وهوّ من تولى بشكل شخصي التواصل معهم، ولم يكن ليقدم على التساهل خلال مباراة الزمالك بالدوري على الإطلاق لأنه في النهاية مدرب محترف.
مرتضى منصور؟
يرد أحمد على انتقاد مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، بغيابه عن المشاركة بالأغنية بقوله: "كلمت أحمد مرتضى وأكدت ترحيبنا بمشاركته ووالده المستشار مرتضى إن رغبوا في الحضور، ولم اتصل بمرتضى بشكل شخصي لأنني لم أكن متأكدا من حضور كل هؤلاء النجوم لأنه ليس هناك عقد مبرم ، وقد تحدث ظروف تمنعهم من الحضور، وربما تُلغى كافة الترتيبات".
وأضاف: "عندما رأيت هذا الحضور الكبير هاتفت مجددا أحمد مرتضى، لكنني فشلت في الوصول إليه خلال التسجيل".
وعاد أحمد طارق يقول: هناك نقطة لابد من توضيحها أنه ليس كليب احتفالي لإنجازات حدثت بنادي الزمالك، هذا مقطع يؤرخ ويؤكد حالة "حستها في مدرجات التالتة يمين"، ولن استطيع إحضار كل نجوم الزمالك ولاعبيه.
تسويق "السوشيال ميديا"
أوضح أحمد طارق يحيي أنه اجتمع مع "الأدمنز" الخاص بحسابات الزمالك على مواقع التواصل الاجتماعي وعرض عليهم الأغنية والفيديو كليب، وطلب منهم تسويق للأغنية حتى تصل لكل "زملكاوي"، ونؤكد أنها مُهداة لنادي الزمالك تعويضًا عن خسارته أمام فريق الأهلي بمباراة القمة.
كان لابد أن يكون الإهداء مختلفا: "إهداء لكل واحد مش وسطنا ومش هيعرف يفرح معانا عمرنا ما هننساكو - إهداء لكل واحد ما خلاش البطولة شرط للوفاء - إهداء لكل زملكاوي".. كانت الثلاث جمل التي زينت بداية المقطع المُصور.
لكن الأغنية تعرضت للتسريب قبل موعد عرضها مرتين، الأولى للصوت قبل تصوير الفيديو كليب، ونجحنا في حذفها، وتكرر الأمر مرة آخرى ووجدت مباركات على الأغنية -والحديث متواصل لأحمد- وتم الاضطرار للتعجيل بطرحها بيوم، ورغم كونه شيئا سلبيا لأي موسيقي، إلا أن هذا الأمر قام بدعاية مجانية لنا وجعل التشوق أكثر لطرح الفيديو كليب، ونجحنا فيما كنا نسعى له وتصدرت لأيام متتالية مواقع التواصل باختلافها.
الاختلاف في "الإحساس"
يؤكد أحمد طارق أن الأغنية عبرت عما كان يشعر به نحو فريقه، لكن ما جعل هذا النسيج المتكامل الذي أعجب الجمهور يخرج بهذه الضورة هو توحيد اللحن والكلمات والتوزيع، حيث قدمها أحمد في الثلاث حالات منفردا "هذا في عالم الفن له تأثير كبير لأنه يضفي طابع خاص وتيمة للأغنية ولا يجعل هناك تشتيت للذهن".
وفي ختام حديثه، قال أحمد إنه يعكف على مشروع لأغنية جديدة خاصة بنادي الزمالك، يأمل منها أن تكون كما نجحت "التالتة يمين".
فيديو قد يعجبك: