حكاية نهائي كأس 2007- عندما استفاق الزمالك وانتصر الأهلي

كتبت- نورهان سراج:

لا يمكن أن تخضع مباريات القمة للمنطق أبدا، هذا ما تعودت عليه جماهير الأهلي والزمالك، بعد نهاية كل لقاء بين الخصمين، وعندما يخسر من له الغلبة، أو ينتهي اللقاء بتعادل محبط لجمهور الفريقين الذين لا يقبلون سوى الفوز.

كذلك كان اللقاء الأخير بين القطبين في نهائي كأس مصر عام 2007، الزمالك يتمتع بطفرة في مستواه مع المدير الفني هنري ميشيل، وجيل الأهلي الذهبي يُمتع جماهيره تحت قيادة الساحر مانويل جوزيه، لمن الغلبة إذن؟

قبل المباراة

ينتظر عشاق الفريقين المباراة بفارغ الصبر، جمهور الزمالك يثق في فوز فريقه، ولما لا وهو الذي يتمتع بمستوى رائع مع مدربه الجديد هنري ميشيل، وفي المقابل، ينتظر جمهور الأهلي تحقيق فوز جديد على خصمه التقليدي، جيل ذهبي يضم أبو تريكة ومتعب وبركات وفلافيو، يقودهم مانويل جوزيه صاحب الخبرة، بالطبع قادر على الفوز.

البرتغالي مانويل جوزيه اختار خوض المباراة بنفس تشكيل مباراته السابقة أمام الإسماعيلي على طريقة 3-4-1-2، وفضل هنري اللعب على طريقة 3-4-2-1 على أن يحتفظ بالغزال الأسمر شيكابالا على مقاعد البدلاء كورقة رابحة أخرى.

التشكيل

دخل الأهلي المباراة بتشكيل مكون من: حراسة المرمى: أمير عبد الحميد

الدفاع: عماد النحاس- شادي محمد- أحمد السيد

الوسط: إسلام الشاطر- محمد شوقي- حسام عاشور- محمد بركات

وسط هجوم: محمد أبو تريكة

هجوم: عماد متعب- فلافيو

فيما دخل الزمالك بتشكيل مكون من:

حراسة المرمى: محمد عبدالمنصف

الدفاع: وائل القباني- عمرو الصفتي- وسام العابدي

الوسط: طارق السيد- علاء عبدالغني- تامر عبد الحميد- أحمد غانم سلطان

وسط هجوم: حازم إمام- جمال حمزة

هجوم: عمرو زكي

المباراة

مدرجات ستاد القاهرة امتلأت على آخرها، جمهور القطبين توافد مبكرا لمشاهدة اللقاء، لا مكان للمزيد، اللاعبون ينزلون إلى أرض الملعب، الحكم يطلق صافرة البداية، الجماهير تشاهد وتترقب وتنتظر.

الأهلي يضغط في الدقائق الأولى من المباراة، يشن هجمات تنذر بالخطر على مرمى الزمالك، لكن دون فرصة كاملة تحقق هدفا، الأبيض يحاول ولكن على استحياء، الاستحواذ كان من نصيب الشياطين الحمر، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الفريقين.

التغييرات

في الزمالك، لعب أحمد عبدالرؤوف بديلا لوسام العابدي "المصاب" في بداية الشوط الثاني، وخلال المباراة نزل شيكابالا إلى الملعب بدلا من حازم إمام "الضعيف بدنيا"، وأحمد حسام بدلا من تامر عبدالحميد.

وفي الأهلي، حل أسامة حسني بديلا لفلافيو، وأحمد شديد قناوي بدلا من إسلام الشاطر، وأحمد صديق بديلا لحسام عاشور.

الشوط الثاني

مع انطلاق صافرة الشوط الثاني، انتظرت جماهير الأهلي أن يستمر الاستحواذ ويترجم لهدف في شباك الأبيض، ولكن بعد مرور خمس دقائق فقط، سدد عبدالمنصف حارس الزمالك كرة وصلت إلى مدافعي الأهلي شادي محمد وعماد النحاس اللذان لم يجيدا التعامل معها لتمر الكرة ويندفع أمير عبدالحميد في محاولة فاشلة لانقاذها، في الوقت الذي انطلق فيه البلدوزر عمرو زكي ليرتقي للكرة ويسددها برأسة ويهز الشباك، وتتعالى صيحات جماهير الزمالك في الدقيقة 50، إنه الهدف الأول في شباك الأهلي.

هدف بهدف

الندية.. كانت عنوان المباراة، خمس دقائق أخرى مرت، قبل أن يهيئ أمادو فلافيو الكرة برأسة ليعطيها للقناص عماد متعب، الذي انطلق بالكرة في سباق مع الصفتي مدافع الزمالك، ويسدد كرة صاروخية في مرمى عبدالمنصف، وصفها معلق المباراة مدحت شلبي: "كرة لا تصد ولا ترد يابني، طلقة رصاص وفي حراسة الصفتي".

وبنزول الغزال الأسمر، تعالت صيحات جماهير الزمالك، شيكابالا الممتع في أرض الملعب، يراوغ، يصنع، ويسجل بيساره في الدقيقة 64 من تصويبة رائعة، ويعلن تقدم الزمالك مرة أخرى.

مدحت شلبي معلقا: "يخرب عقلك يا مدحت يا شلبي، أنا قلت الزمالك محتاج شيكابالا، الغزال الأسمر لا يجلس على دكة الاحتياط".

وهنا جاء موعد الماجيكو محمد أبوتريكة، وبالتحديد في الدقيقة 87، معشوق الأهلي يرد على موهبة الزمالك، متعب يراوغ وشوقي يمرر، والساحر يصوب ويهز الشباك، الأهلي يتعادل مرة أخرى، المباراة انتهت واللقاء لم ينتهِ، الاحتكام إلى الوقت الإضافي.

الشوط الثالث

بعد مرور 9 دقائق من الوقت الإضافي، يظهر شيكابالا مرة أخرى، يمرر الكرة من ناحية اليمين لجمال حمزة، الذي سددها ببراعة على يسار أمير عبدالحميد حارس الأهلي، الزمالك يتقدم ويثبت تفوقه للمرة الثالثة خلال اللقاء.

الإرهاق البدني بدى على لاعبي الفريقين، ولكن الأهلي يرفض الاستسلام، والزمالك يصر على الحفاظ على انتصاره وتفوقه، حتى جاء دور البديل الأهلاوي أسامة حسني مع انطلاق الشوط الرابع.

الشوط الرابع

أضاع أسامة حسني البديل فرصة هدف مؤكدة من تمريرة لأبو تريكة في الشوط الثالث، وفي الدقيقة الأولى من الشوط الرابع، سجل أسامة حسني هدف التعادل برأسية رائعة من تمريرة محمد بركات، المباراة تعود مرة أخرى للملعب، لقاء تاريخي، شاشة ستاد القاهرة تضيء بنتيجة اللقاء حتى الآن 3-3، الجماهير تتساءل من البطل؟

هدف الفوز

بعد مرور دقيقة واحدة من الهدف الثالث للأهلي، تلقى أحمد صديق "البديل" الكرة من تمريرة أبو تريكة، مررها صديق إلى أسامة حسني، أسامة يسجل مرة أخرى برأسه، وجماهير الزمالك تلقي باللوم على أحمد حسام مدافع الفريق، الأهلي يعلن الفوز والتتويج.