لم يتم العثور على نتائج البحث

الدوري الإيطالي

بارما

- -
16:00

مونزا

الدوري الإيطالي

كالياري

- -
19:00

إنتر ميلان

الدوري الإيطالي

لاتسيو

- -
21:45

أتالانتا

جميع المباريات

إعلان

في مدرجات مصر وغانا.. قصة مباراة واجهت إسرائيل

08:05 م الإثنين 14 نوفمبر 2016

مباراة فولي بين الأهلي والترجي العام الماضي

كتب - محمد زكريا:
قبل يوم، من لقاء المنتخب المصري بنظيره الغاني، في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018، والذي انتهى بتحقيق الأول الفوز على الثاني، كان باسم أسامة يعد العدة للسفر، يقبض بيديه على العلم الفلسطيني الذي اعتاد اصطحابه مع كل مباراة يحضرها من المدرجات، يودع عائلته الصغيرة، قبل أن يتوجه من مسكنه بالقاهرة قبالة ستاد برج العرب بالإسكندرية حيث تقام المباراة الإفريقية الهامة.

صباح يوم المباراة عندما حلت السابعة، كان موعد ابن حي حلمية الزيتون مع الرحيل صوب المدينة الساحلية، وبعد ساعات قليلة كان يصطف في طابور طويل من أجل الدلوف إلى مدرجات الدرجة الأولى، قبل أن يصطدم الشاب العشريني برجال الأمن المكلفين بتأمين المباراة "كانوا عايزين ياخدوا مني علم فلسطين، وحظاظة عليها علم سوريا.. قالولي أنت جاي تشجع مصر ولا فلسطين"، غير أن تصميم صاحب الـ25 عاما على اصطحاب علمه، دفع "الأمن" السماح له المرور برفقته.

dddd


اصطحاب "باسم" لعلم الدولة الفلسطينية، لم يكن حالة فريدة بين الجموع التي حضرت المباراة من أرض الملعب. فقبل 24 ساعة من موعد اللقاء؛ كان البائع هاني جليس أحد شوارع حي المهندسين بالقاهرة، ينظر إلى زبائنه الوافدين طلبًا لأعلامه المصرية، فاجأه أحدهم بطلب شراء علم الدولة المُحتلة، يندهش البائع الثلاثيني للحظات، قبل أن يسأله "إيه الحكاية، عايزه ليه"، فيأتيه الرد سريعا "بكرة مصر هتلاعب غانا والمدرب بتاعهم إسرائيلي"، بعدها طلب البائع من "الزبون" أن يمنحه بعضًا من الوقت لتوفير عدد منه "أصل بجيبه بالطلب.. من ثورة 25 يناير محدش بيطلبه".

2


قبل أن يُغلق "برج العرب" بواباته أمام المزيد من المشجعين، كان "باسم" يشارك رفقاء المدرج بهتافات تبث الروح في لاعبي المنتخب المصري قبل لقائهم الحاسم، يرفع علمه المميز وسط الرفاق، تزداد الأعلام الفلسطينية القليلة من حوله، يُحدثه أحد المشجعين عن قوانين الاتحاد الدولي الرافضة لتلك الممارسات، قبل أن يرد عليه ساخرًا "القوانين اتعملت عشان تخدم إسرائيل.. لكن احنا مش لازم ننسى قضيتنا كعرب".

تنص المادة 23 في لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، على أن "يلتزم الأشخاص بعدم الإساءة إلى كرامة ونزاهة أي بلد أو شخص أو مجموعة من الأشخاص من خلال الكلمات أو الأفعال أو الإزدراء أو التمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو أي شيء آخر سواء النسب أو المولد أو التوجه الجنسي أو أي سبب آخر".

كما فرض "الفيفا" عقوبات صارمة تطبق على المخالفين، وهو الأمر الذي أكده مصدر مسؤول بشركة برزنتيشن سبورت، راعي الكرة المصرية، في حديث تليفوني لـ"مصراوي".

غياب "باسم" عن مدرجات كرة القدم، نظرًا لغياب الجماهير مُنذ فترة كبيرة، ساهم في قراره بمؤازرة المنتخب المصري من الملعب، وليس للأمر أي علاقة من قريب أو بعيد بأي أهداف سياسية "دي مش أول مرة أرفع علم فلسطين في المدرجات.. العلم معايا دايمًا وبروح بيه صالات النادي الأهلي في ماتشات السلة واليد"، كما ينتقد الشاب أن يتم تصنيف حاملي العلم الفلسطيني بالعنصرية حتى وإن قضت القوانين الدولية بذلك "احنا مشتمناش المدرب الإسرائيلي، تجاهلناه تمامًا، لكن كل هدفنا إننا نوصل رسالة.. هي فلسطين".

3


عصر يوم المباراة، كانت الأعلام الفلسطينية لدى "هاني" توشك على النفاذ "كنت جايب 10 أعلام مفضلش منهم غير 2"، غير أن توجيه أحد الزبائن حديثه لآخر عكف على شراء واحدًا منها، شد انتباه الرجل الذي يعمل بائعا للأعلام منذ ما يزيد عن 6 سنوات "الراجل قالوا ممنوع يدخلوا بيها.. مش هيعرفوا"، قبل أن يقتحم البائع الثلاثيني حديثهم بكلماته الواثقة "لا هيتصرفوا.. اللي هيخبيه واللي هيلبسه تحت التي شيرت وهيدخلوا بيها". إلا أن قلة عدد الحاملين للأعلام الفلسطينية في المدرجات، يعود إلى التشديد التي فرضته قوات الأمن على بوابات الاستاد التابع للقوات المسلحة، حسب "باسم".

4


بعد أن عاد باسم إلى القاهرة، تبادل الأحاديث مع أصدقائه عن الأمور الفنية للمباراة، عقب أحدهم على عدم ظهور المدرب الإسرائيلي على الشاشات طوال عمر اللقاء، بادله أخر الحديث عن عدم التقاط الكاميرا لأي مشجع يحمل العلم الفلسطيني، فيما قاطعهم ثالث بالحديث عن أمثلة لعقوبات طُبقت على حالات مماثلة، قبل أن يفصل "باسم" الجدل بين الأصدقاء "احنا مرفعناش العلم عشان نطلع في التلفزيون.. جيلنا اتربى أن إسرائيل عدو، وقضية فلسطين هي جزء من قضية مصر.. هدفنا نقول اننا متمسكين بالقضية.. هدفنا نفكر العالم أن إسرائيل مُغتصب وأن فلسطين مُغتصبة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان