لم يتم العثور على نتائج البحث

دوري أبطال أوروبا

ليفربول

- -
22:00

ريال مدريد

دوري أبطال أوروبا

دينامو زغرب

- -
22:00

بروسيا دورتموند

الكونفيدرالية الإفريقية

الزمالك

- -
21:00

بلاك بولز

جميع المباريات

إعلان

طارق سليم.. المواقف تصنع الأساطير - (بروفايل)

11:47 م السبت 16 يوليه 2016

طارق سليم مع شقيقه صالح سليم

كتب - أحمد جمعة:

يتسند على ما تبقى من قوة تُعينه على دخول أبواب النادي الأهلي، رغم بلوغه من العمر عتيًا، يشدد أزره بزيارة مدرجات مختار التتش وملامسة "النجيلة" التي "تمرغ" عليها وصنعت مجده وسائر أسرته، يحنو لذكريات الأيام الخوالي، حينما كانت تهتف له جماهير المارد الأحمر وتتغنى باسمه.

يجلس طارق سليم على مقعده الوثير أمام مران الفريق، يشعر أنهم بحاجة إليه، كما يتتوَّق هوَّ إلى رؤيتهم، محفوفين بزئير عشاق الفريق من أرجاء المعمورة، يقبلون يديه عرفانًا بفضله، والتزامًا بقواعد أخلاقية سنتها القلعة الحمراء على اختلاف عصورها، يحصلون على جرعات معنوية مضاعفة بزيارته، يفرغونها في شباك أقرب منافسيهم، لتنطوي صفحات من الإنحدار الفني والنفسي، فعلها بينما كان الأهلي يمر بحالة عصبية خلال مشواره ببطولة الدوري العام، ترجل لمشاهدة مران الفريق قبل مواجهة أسوان ضمن منافسات الجولة الـ11 من المسابقة.

يلتزم سليم بأسس النادي الأهلي ومبادئه، في ديدنه أن "الجزيرة" ليست للشهرة أو المال أو المنصب، بل هيّ "البيت الجامع المانع"، جامع لكل تفاصيل الولاء، ومانع لأي عناصر غير مُحبة، يقول في مقابلة تليفزيونية: "الأهلي بالنسبالي مش نادي رياضي، دا بيتي وبالتالي أي حاجة جواه محبهاش تطلع بره، ناس كتير بتسألني عن المشاكل، وأرفض الحديث عنها لأن محدش يحب أن يكون أسرار بيته بره، وده اللي مش عاجب ناس كتير".

لا يريد "الجنتل مان" جزاءً ولا شكورًا من إدارة الأهلي عمّا يقدمه، تربى في بيوت صنع "الأساطير" فالتزم أدبيًا بمنهجهم وحياتهم، فرّغ حياته للنادي منذ أن كان عمره 11 عامًا، عندما بدأ ممارسة الكرة في شارع عكاشة بالدقي، حتى شاهده حسين كامل كشاف الأهلي الشهير، وحمل على عاتقه جذبه لـ"قلعة الموهوبين"، ومن ثم انضم للناشئين ليجد الطريق مُمهدًا لاحتلال مركزًا أساسيًا بالفريق الأول عام 1954.

شارك "المدفعجي" -وكلُها ألقاب لطارق سليم- لأول مرة بقميص الأهلي أمام فريق السويس، بناءً على ترشيح خاص من مختار التتش ليبدأ رحلة التألق لمدة 17 عامًا صال وجال محليًا وإفريقيا وحفر اسمه في سجلات تاريخية لن تُمحى طالما كان وراؤها حكائون يتسامرون في بُناة مجد الأهلي وأسطورته.

ستظل جماهير تتذكر بكل فخر ذلك "الفدائي" الذي اسكتمل لقاء فريقه أمام نظيره المصري بينما كان يئن تحت وطأة "كسر يده" الذي تعرض له بينما كانت المباراة تدور رحاها، ثم أخذ على نفسه عهدًا بالمشاركة في مباراة تالية مع المنتخب الوطني الأول ويده في "الجبس" بعد أخذ موافقة الحكم.

14 لقبًا هيّ حصيلة ما جمعه طارق سليم كلاعب، حيث توّج بـ 7 ألقاب في الدوري و5 ألقاب في كأس مصر وبطولة الجمهورية العربية المتحدة، كما فاز ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام1959، وشارك مع المنتخب في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1960 التي أقيمت بالعاصمة الإيطالية روما، وكذلك في بطولة البحر الأبيض المتوسط و كأس العالم العسكري، وظل مخلصًا لفريق ومنتخب بلاده حتى اعتزال الكرة عام 1965، ليعود إلى مهنته الأصلية كطيار، التي استثمرها أيضًا لخدمة فريقه

لم يكتف "سليم" بسجله الحافل كلاعب، لكنه أكمل مشوار العطاء للأهلي من منصب مدير الكرة في أكثر من مرحلة قاد الفريق خلالها للفوز بعدة بطولات، بقيادة تطوعية، لكنه وسط ذلك تمسك بـ"المبادئ" كالمُمسك على الجمر في تعامله مع اللاعبين المتمردين، خاصة موقفه مع إبراهيم سعيد عام 2001 وهروبه من النادي، حيث قرر إيقافه وإحالته للتحقيق، وبالفعل عاد اللاعب من بلجيكا وانصاع للأهلي، ثم خرج على يد ثابت البطل الذى رفض استمراره بسبب شغبه وعدم التزامه.

تغلب "سليم" من جديد على آلامه التي لازمته قبل أن يفارق الحياة اليوم السبت عن عمر ناهز 79 عامًا، وحرص على توديع "أسطورة الزمالك" حمادة إمام، والتوجه إلى بيته لتقديم واجب العزاء جالسًا على كرسيه المتحرك، ضاربًا بكل "أيات التعصب" الكبرى بين الجمهورين عرض الحائط، ومدونًا موقفًا جديدًا في سجله الشخصي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان