الكرة والرئاسة .. العشق الممنوع (تقرير)
كتب - محمد يسري مرشد:
خطف الظهور الاستثنائى للرئيس عبد الفتاح السيسي منذ تنصيبه رئسيا للجمهورية فى يونيو 2014 لمشاهدة مباراة منتخب مصر ضد نظيره الغاني الأضواء من مؤتمر الشباب بأسوان والظهور النادر للرئيس بالملابس غير الرسمية ببلاد الذهب.
وأعاد السيسي إلى الأذهان علاقة رؤساء مصر بكرة القدم منذ إعلان الجمهورية عام 1953 وتولي اللواء محمد نجيب رئاسة مصر قصة "العشق الممنوع" التى تدور حول ميول الرؤساء فى التشجيع محلياً ومنع الكشف عنها خلال فتراتهم الرئاسية.
الرئيس الراحل محمد نجيب الرئيس الأول للجمهوية كان الأكثراً ظهورا بملاعب كرة بين رؤساء مصر السبعة الأخرين (2 منهم مؤقتين) ، وجاء ظهور نجيب الأول فى سبتمبر من عام 1952 فى افتتاح الموسم الكروى وتحديداً بملعب كوبرى القبة ( بجوار ملعب جهاز الرياضة العسكرى ) ليشاهد مباراة ودية احتفالية بين منتخب القوات المسلحة ومنتخب أندية القاهرة.
وتوالي ظهور نجيب بملاعب الكرة سواء لمشاهدة مباريات الأهلى والزمالك أو لمنتخب مصر ليبقى الرئيس المصرى الأكثر ولعاً بكرة القدم والوحيد الذى وطأة قدميه أرض الملعب سواء للمصافحة أو للإستعراض بالكرة.
واختلف الدافع وراء ظهور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الأول بملاعب كرة القدم عن نجيب ، رأي ناصر أن الرياضة يمكن أن تلعب دوراً لتسليح الجيش المصرى وبالفعل استجاب الأهلى والزمالك لاقتراح الرئيس الراحل واتفق الناديان على تخصيص جزء من إيراد مباراتهما معا التي أقيمت فى الـ 31 أكتوبر من عام 1955 لصالح الجيش لتشهد الظهور الأول للرئيس الثاني للجمهورية بملاعب كرة القدم.
علاقة ناصر بملاعب الكرة كانت نادرة إلى حد ما سواء للظروف السياسية التى تعشيها البلاد أو لإهتمامه الأقل من سلفه بكرة القدم ، ولم يعرف عنه انتماءه إلا عقب وفاته بأكثر من 20 عاماً .
وذكر رشاد كامل رئيس تحرير مجلة "صباح الخير" نقلا عن منير حافظ الرجل الثاني في مكتب معلومات عبد الناصر لمجلة صباح الخير 8 فبراير 1990 بان الزعيم الراحل كان يميل إلى الأهلي وكان أهلاويا جداً بالإضافة إلى عائلته ولكنه كان يخفي ميوله.
الرئيس محمد أنور السادات كان حاضراً بجوار ناصر ومجلس قيادة الثورة فى زياته لملاعب الكرة إلا أنه لم يثبت عنه حضوره إلى ملاعب كرة القدم خلال فترة رئاسته قبل أن يفتح ملف انتمائه بواسطة نجله جمال وهو ما دفع مرتضى منصور لإتهام الرئيس الاسبق بمجاملة الفريق الأحمر.
الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أحيا سنة الرؤساء التى هجرها السادات ليبدأ خطوته الأولي بالظهور فى كأس الأمم الأفريقية عام 1986، التى توج بها منتخب مصر بعد تغلبه على الكاميرون ثم مباراة الكأس الأفرو آسيوية عام 1989، التى فاز بها الأهلي بعد تغلبه على فريق "يوميورى" اليابانى، ثم نهائي بطولة الأندية العربية التي فاز بها الأهلي بعد تغلبه على فريق الشباب السعودي بالإضافة إلى مباراة احتفال النادي الأحمر بالمئوية أمام برشلونة.
مبارك حضر ودياً ورسمياً ، شاهد تدريبات المنتخب ومبارياته وفوزه بكأسين للأمم الإفريقية ، وكان ظهوره الأكثر محلياً بمباريات الأهلي إلا أنه لم يثبت انتماءه المحلي للأحمر .
ظهور عبد الفتاح السيسي الأخير لمتابعة مباراة مصر وغانا بالجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولي لكأس الأمم الافريقية جاء مختلفاً ولأول مرة يشاهد الرئيس مباراة لكرة القدم منذ وصوله إلى كرسي الرئاسة بشكل علني وسط مجموعة من الشباب .
فالسيسي لم يثبت عنه انتماءه الكروى أو شغفه بكرة القدم وهو ماذكره وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز فى لقاء تلفزيوني قائلا " السيسي يتابع مباريات كرة القدم ولا يهتم بها كثيرأ ، فريقه الرئاسي أجمعوا أنه ليس له انتماء فى كرة القدم " .. السيسي نفسه رد على هذا السؤال فى لقاء تيلفزيوني قبل الانتخابات الرئاسية بـ : "بشجع اللى بيشجعه كل المصريين " .
فيديو قد يعجبك: