بروفايل.. "الماجيك" صلاح.. أيقونة الجيل ومروض أحلام المصريين

كتب- علي البهجي:

تصوير- كريم أحمد:

محمد صلاح، اسمه الذي بات يتسرب إلى القلوب دون عناء، متسحلا بابتسامته القادرة على قتل الخصوم قبل تسديداته، سرعته كالبرق تقذف في قلوب مناصيره السعادة، يصل إلى المرمى كالسهم، ليكتب مع كل هدف يسجله فصلا مع الأبدية محبوته كرة القدم، والتي عشقها منذ الصغر، ووهب لها حياته، دون الالتفات لأي شي آخر، وضع المجد أمام عينيه راسما لنفسه طريقا لتحقيقه.

تصدره الأغلفه في أوروبا لم يكن محض الصدفة، بل نتيجة رحلة من العناء، من داخل قرية نيجريج بمجافظة الغربية، مررورا بالتنقل بين شوارع القاهرة كمغترب يبحث عن فرصه مع ناديه المقاولون، حتى وصل ليكون الأغلى عربياً.

صلاح تشاء الأقدار أن يصبح هو أيقونة المجد لهذا الجيل، بعدما تسلم الراية من محمد أبو تريكة، قبل عدة أعوام، في تلك الليلة التي صاحبتها دموع الخيبة والخذلان بعد السقوط أمام غانا تحولت لدموع فرح بتحقيق حلم المصريين في بلوغ المونديال.

مولده

كانت قرية نجريج التابعة لمدينة بسيون في محافظة الغربية على موعد مع التاريخ حين استقبلت الطفل محمد صلاح يوم 15 يونيو 1992، وبدأ مسيرته الكروية بفريق الشباب بنادى مقاولون طنطا.

حين بدأ صلاح مسيرته مع الساحرة المستديرة كان عمره لا يتعدى الـ13 عاماً، ليفرض حضورا مع الفريق خلال دورى القطاعات، لينتقل بعدها إلى المقاولون العرب في عام 2007، ولعب لمدة ثلاث سنوات فى قطاع الناشئين.

رفض الزمالك

مع تألق صلاح اللافت مع المقاولون، عرض وكيل صلاح، اللاعب على نادي الزمالك، إلا أن ممدوح عباس رئيس النادي وقتها، قال إن صلاح لاعب صغير مازال يحتاج للكثير لكي يلعب بقميص نادي بحجم الزمالك.

بداية  المجد

في 16 مارس 2012، أقيمت مباراة ودية بين منتخب مصر الأوليمبي بقيادة هاني رمزي والذي كان يستعد لأوليمبياد لندن، أمام نادي بازل السويسري، والتي انتهت بفوز المنتخب بنتيجة 4-3، واستطاع صلاح إحراز هدفين، ليطلب مورات ياكين "صلاح" للخضوع لفترة معايشة لمدة أسبوع مع الفريق، ليلفت النجم المصري الأنظار إليه، ويطلب بازل بشكل رسمي التعاقد معه، لينتقل النجم المصري إلى سويسرا مقابل 2 مليون يورو.

وكانت أول مباراة رسمية لصلاح كانت ضد نادي مولده النرويجي في أغسطس 2012، فيما سجل أول أهدافه الرسمية في الأسبوع الثاني من الدوري السويسري 2012 - 2013 أمام لوزان.

وخاض صلاح 78 مباراة مع بازل في عام ونصف (47 في الدوري، و7 في الكأس، و24 في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي) حيث سجل إجمالي 20 هدفا، واستطاع حصد لقب الدوري السويسري 2012- 2013، وأفضل لاعب في سويسرا هذا العام 2013. ورغم قرب إتمام صفقة انتقال صلاح إلى ليفربول، إلا أن مورينيو أصر على ضم محمد صلاح، الذي انتقل للبلوز في صفقة قياسية وصلت لـ11 مليون جنيه أسترليني (14 مليون يورو).

رحلة تشيلسي

بعد نجاحه مع بازل انتقل إلى تشيلسي الإنجليزي، لكنه لم تكن موفقة حيث شارك في 19 لقاء، بواقع 881 دقيقة لعب، تمكن فيهم من إحراز هدفين، وصناعة 4 أهداف.

بعدها يقرر صلاح ترك تشيلسي وخوض تجربه الانتقال إلى فيورنتينا الإيطالي، وشارك صلاح مع الفيولا في 26 لقاء، بواقع لعب 1792 دقيقة، تمكن فيهم من إحراز 9 أهداف، وصناعة 4 أهداف.

أغلى لاعب عربي

كان انتقال صلاح إلى روما الإيطالي بمثابة بداية جديدة في مسيرته، حيث زاد نضجا وتأثيرا مع فريقه الجديد، وخاض صلاح مع روما 83 مباراة، سجل خلالها 34 هدفاً وصنع 24 هدفاً أخر، ليصبح هدفا لا غنى عنه لفريق ليفربول الإنجليزي، والذي نجح في التعاقد مع قبل بداية الموسم الجاري مقابل 37 مليون جنيه استرليني، ليصبح الصفقة الأغلى في تاريخ النادي.

مع المنتخب

محمد صلاح شارك ع منتخب مصر في 56 مباراة سجل خلالها 32 هدفا، وصنع 18 لزملائه، كما تمكن من تسجيل 16 هدفا في آخر 19 مشاركة له بقميص الفراعنة، ليتصدر بذلك قائمة هدافي الجيل الحالي للمنتخب الوطني.