أبو تريكة.. الملاعب كلها تشتاق لك
كتب- علي البهجي:
محمد محمد محمد أبو تريكة، شعاع الأمل الدائم داخل النفوس، كم مرة كان اليأس قريبا من التملك من جماهير الأهلي وأوشك على الإطاحة بأحلامهم ليجد الساحر أمامه بالمرصاد، ابتساماته التي كانت بمثابه لدغات بطعم العسل في قلوب الخصوم، سحره الذي كان يتسلل في قلوب المشجعين للفرق الأخرى دون مشقة، في كل الملاعب التي داس بحذائه على عشبها الأخضر.
أبو تريكة الذي لم تسلم منه شباك ولم ينم جمهور مرتاح البال بسبب أهدافه إلا جماهير ناديه، لكن رغم كل ذلك فالجيمع يشتاق له، الكل لا يزال يتذكر فرحته بعد كل هدف والتي اختفت مع اعتزاله، مشهد خروجه الأخير ووداعه للساحرة المستديرة، لم يكن سوى مشهد حزين ترفض الجماهير أن تصدقه حتى الآن.
ربما لم يكن الأمهر ولا الأكثر تسجيلاً للأهداف بين جيله، لكنه استطاع على مدار سنوات أن يضع اسمه في خانة "عظماء" اللعبة. شهرته تخطت حدود الوطن، لم تقابله طوال مسيرته صافرات استهجان من جماهير الخصوم، لكن كان دائما ما يصاحبه الترحاب بقدومه والتصفيق لخروجه من الملعب، في أوقات كانت ملاعب القارة تضحى وتمسي بالغليان بين الجماهير وبعضها البعض.
تؤمن الجماهير بأن اللاعب محمد أبو تريكة أكثر من أخلص للكيان، وبالدلائل فلم يوجد أي لاعب مر على النادي كان يهرول ليرتمي في طوفان الجماهير الحمراء دون خوف من أي مكروه ربما يصيبه سوى أبو تريكة.
رغم اعتزاله قبل 5 سنوات فإن الملاعب كلها باتت تشتاق لأبو تريكة. أجبر الجميع داخل القارة السمراء على احترامه. يكنون أبناءهم باسمه، يغزلون له الأغاني وعبارات المديح على الجدران وفي الطرقات والأزقة.
التاريخ يتوقف عند بعض اللحظات ليسجل احترامه لأصحاب المواهب، دون الالتفاف لأشباه الموهوبين، ولذلك وجد أبو تريكة مكاناً باسمه في صفحات المجد الكروي دون عناء. شق طريقاً من السحر في سنوات لم تتخط العشر مع نادي القرن في أفريقيا.
ملاعب الجزائر تحبك يا تريكة
كان الصراع على أشده بين مصر والجزائر ما بين العامين 2008 و 2010، وبسبب تصفيات أفريقيا لمونديال جنوب أفريقيا تفجرت أزمة بين البلدين، كل ذلك كان خارج قاعدة وقتها استثني منها محمد أبو تريكة، وفي عام 2010، الأهلي يواجه شبيبة القبائل الجزائري بدوري أبطال إفريقيا، يقرر حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي وقتها خروج أبو تريكة والدفع بوليد سليمان بدلاً منه.
وفي لقطة نادرا ما تتكرر مع لاعب مصري في الجزائر، وقف جمهور الشبيبة ليحيي نجم النادي الأهلي ويصفق له في لافتة رائعة بالرغم من سخونة الأجواء وقتها بين مصر والجزائر لأسباب يعلمها الجميع.
المغرب تسير على خطى الجزائر
بعد عام من واقعة تحية الجماهير الجزائرية لأبو تريكة، وفي سبتمبر 2011 في ملعب محمد الخامس بالمغرب، شهدت الدقيقة 90 من عمر اللقاء قيام جماهير الوداد المعروف بتعصبها لناديها، خروج أبو تريكة بعد قرار المدرب مانويل جوزيه، ليدفع بشهاب الدين أحمد، فلا يسمع صوت وقتها سوى أصوات الجماهير المناصرة لأبو تريكة وكأنها ترفض خروجه من أرض الملعب.
ملاعب آسيا ترحب بالساحر
في كل مكان وله حكاية، فالأمر لم يتوقف على ملاعب أفريقيا، لكنه تخطى سحره لحدود القارة السمراء ليصل إلى السعودية. ففي يناير 2013، وخلال مباراة ودية للأهلي مع الهلال السعودي، تواجد أبو تريكة في تكريم عبدالله الشريدة في اعتزاله.
وقتها، لم يختلف موقف الجماهير عن موقف جماهير شمال إفريقيا التي تم ذكرها، ومن على دكة البدلاء لبي تريكة نداء الجماهير وتوجه لهم لرد التحية التي هتفوا فيها باسمه.
وفي الكويت لم يختلف الأمر عما حدث مع الساحر في جارتها السعودية، وخلال مباراة نجوم العالم أمام نجوم الكويت من أجل افتتاح استاد جابر الدولي، أبوتريكة كان النجم العربي الوحيد الذي يشارك في صفوف فريق العالم.
قامت الجماهير وقتها بتوجيه تحية خاصة لمحمد أبوتريكة، في الوقت الذي كان الملعب يضج بالنجوم أمثال بيكهام، فيجو، كارلوس، وغيرهم.
فيديو قد يعجبك: