الأهلي والزمالك يحاصران العميد.. كيف حرق حسام حسن مراكب العودة؟
كتب- عبدالقادر سعيد:
حسم "العميد" أمره. اتخذ قراره بوضع حد لمسيرته التدريبة المُتلكئة نحو البطولات. قرر أن يجازف، أن يُقامر ويرمي بكل كروته، لكنه لم يكن يدري أن إحدى هذه الأوراق التي بعثرها مسببة للاشتعال، فأحرق بنفسه كل مراكب عودته!
بدأت رحلة مُهاجم مصر الأسطوري مع التدريب منذ عشر سنوات، انطلقت قافلته من بورسعيد، لكنها لم تصل، 10 أعوام من التدريب بلا بطولة، رأى الذهب على بُعد أمتار في 3 نهائيات لكن عُنقه فضّلت الفِضة.
استهدف حسام حسن في استهلال مشواره الوصول إلى تدريب نادي الزمالك الذي أصبح أحد أساطيره بعد أربع سنوات فقط قضاها في ملعب حلمي زامورا حقق خلالها ما لم يُحققه أساطير سبقوه بالخطين الحُمر فوق قميصهم الأبيض.
ونجحت خطة "العميد"، تحبيشة النقاط التي جمعها مع المصري ثم المصرية للاتصالات جعلته مؤهلاً لخوض التجربة في الزمالك، وفي 2009 استقبل حسام وتوأمه استقبال الفاتحين، ظن الفارس الأبيض أنه سيعود بطلاً تحت قيادة ابن منافسه "المُحبط" بعد أن تحول من الأحمر إلى الأبيض وأثبت ولاءه لعباً وقولاً.
وفي طريقها نحو اللقب الأول، ويا له من لقب، بطولة الدوري الغائبة منذ 2004، اعترضت طائرة قادمة من البرتغال قافلة حسام حسن الذي فوجئ بشيخ الأهلي مانويل جوزيه، جاء ليبطل سحر التوأم ويحول مسيرة اللقب من ميت عقبة إلى الجزيرة.
ترحل بعدها العميد وتوأمه بين المصري والمقاصة، ومكثا عامين في الأردن حيث داعبا هناك حلم كأس العالم، لكنهما سقطا في "الملحق" أمام أوروجواي (5-0) لتنتهي المسيرة، ويقرران بعدها بفترة قليلة أن يعودا إلى القاهرة.
في مهمة حسام حسن الثانية التي هي ربما الأخيرة، اصطدم التوأم بمرتضى منصور، تنافرا كمغناطيسين في أول احتكاك، تكفل إبراهيم بالرد على هجمات رئيس الزمالك وملاحقته في عقر داره، بينما اكتفى "العميد" بالصمت الذي غلف أحزانه على حلمه الذي ضاع مجدداً.
وبعد مسيرة قصيرة في الاتحاد السكندري، عاد حسام للمصري، لكنه ظل بلا بطولة، وصل إلى نهائي كأس مصر ثم كأس السوبر لكنه خسر في المرتين أمام الأهلي، هذا الاسم الذي يهز "العميد" ويزلزل كيانه حُباً وكرهاً، خوفاً وطمعاً.
الأهلي الذي يعيش بداخل حسام حسن هو الحلم الأكبر الذي كشف عنه صراحةً، العميد الذي سُدت طرق العودة للزمالك في وجهه بعد الصدام مع مرتضى، تجرأ على الإفصاح عن حلم تدريب الأهلي في وسائل الإعلام، وسط سخط وغضب جماهيري وترحيب إداري.
محمود طاهر، هو الكارت الذي حرق به حسام حسن مركب العودة للزمالك، فتضرمت نيرانها بمركب العودة للأهلي، أعلن "العميد" دعمه لرئيس الأهلي السابق في الانتخابات التي خسرها أمام الخطيب عقب أيام قليلة من رفع القميص الأحمر في وجه جماهير الزمالك في مباراة بين المصري والأبيض.
حسام حسن الذي يعيش في حالة تسامٍ وترفع بدا وكأنه يتوسل ويتسول تدريب الأهلي في عهد طاهر، لكنه يعلم جيداً استحالة تحقيق طموحه في عهد الخطيب، فعاد حلمه لسريرته، وعاد العميد لتقريع نفسه على حرق كل المراكب.
أسطورة الأهلي والزمالك أصبح محاصراً من سفن الأحمر والأبيض في تنقلاته القليلة بين شواطئ الإسكندرية وبورسعيد مع فريقه الأخضر الذي يتمنى أن يُحارب به العملاق الأحمر والفارس الأبيض للانتقام لكبريائه الذي خُدش بسببهما أكثر من مرة.
جدد العميد عقده مع المصري لأنه لا فرصة لتدريب الأهلي أو الزمالك، لم يعد يجسر على هذا الحلم الآن، على الأقل لمدة 4 سنوات قد تتغير خلالها أو بعدها الإدارات في القلعة الحمراء والبيضاء، ولكن سيستمر حسام مُقاتلاً باحثاً عن طريق للرجوع، حتى ولو ظل سنوات وسنوات في محاولة صُنع مركب نجاة بيديه، سيُحارب إرضاءً لغروره، هذا ما جُبل عليه العميد، وهذا ما سيظل عليه للأبد.
فيديو قد يعجبك: