تحليل القمة: البدري دافع أمام مدرب خاض مرانًا واحدًا مع الزمالك
بقلم- أيمن محمد:
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
فاز مؤمن سليمان علي الأهلي بثلاثية في نهائي الكأس الموسم قبل الماضي في مباراة كان الزمالك فيها يدافع والأهلي يستحوذ دون خطورة حقيقية ..فيدخل مؤمن التاريخ كونه أول مدرب مصري يهزم الأهلي منذ محمود الجوهري، ابن الأهلي السابق.
يفوز الأهلي بثلاثية نظيفة علي الزمالك في مباراة تسيدها الأخير دون خطورة، بل دون أدني خطورة، ورغم ذلك تسمع بعض الهمهمات التي تتحدث عن فرصة أهدرها حسام البدري لبلوغ التاريخ.
صحيح أن البدري بات أول مصري يفوز علي الزمالك ثلاث مباريات متتالية في الدوري، دو أن تهتز شباكه بهدف وبتسجيل سباعية من الأهداف، ولكن تلك الأرقام ستظل موجودة داخل السجلات الرسمية التي نعود إليها قبل المباريات، ولكن هناك ذاكرة أخرى كان يجب علي البدري أن ينظر إليها.
سؤال مباشر: من هو بطل السوبر في موسم 2001-2002؟
سؤال آخر: كم انتهي لقاء بيبو وبشير ؟
تحقيق رقم فريد أمام المنافس سيبقي في عقل الجماهير دائما، وسترتبط أنت معه بتلك المباراة، لن يتذكروا مباريات متتالية تحقق فيهم الفوز بالتأكيد سيسعدون بذلك، ولكن تحقيق نتيجة كبري يصب في مصلحتك أنت (أقصد مصلحة حسام البدري)
مانويل جوزيه فاز علي الزمالك مرات كثيرة ولكن يبقي فوزا واحدا محفورا في ذهن الجماهير، وربما فقط مباراة الكأس 4/3، نظرا للنتيجة الكبيرة والندية المتبادلة وظروف المباراة هي من تقترب منها.
البدري يعرف إيهاب جلال جيدا، ويعرف أنه الأخير يلعب بأسلوب لعب واحد مهما كلفه الأمر ، تقدم الأهلي مبكرا نتيجة للضغط العالي الذي طبقه البدري وساعده في ذلك عدم قدرة لاعبي الزمالك علي تنفيذ أسلوب جلال بدرجة عالية من الكفاءة والنتيجة 1/0 قبل مرور ثلاثة دقائق.
أيهما أضعف في التمرير والإستلام وحماية الكرة ..الونش وجبر وطارق حامد والشناوي أم أيمن حفني والشامي ومدبولي ؟ إختار منطقة الضغط.
البدري بدلا من أن يقوم بمباغتة الزمالك بضغط متتالي لإخراجهم مبكرا من المباراة وتحديدا عند مناطق الزمالك الدفاعية (الحلقة الأضعف) اختار أن يعود للخلف لحماية مرماه من فريق تولي مدربه قيادته قبل 24 ساعة وخاض تمرينا واحدا معهم!
حتي الدقيقة 40 لم يقم الأهلي ببناء هجمة واحدة ولم يستطع الخروج بالكرة حتي مع تغير خطة اللعب إلي 4-4-2 ثم 4-1-4-1 بسبب ضغط الزمالك الإضافي فمع صعود حازم إمام ومؤيد العجان وضغط دونجا المبكر ومساندة طارق حامد له، واجه جبر والونش ثنائي هجوم الأهلي السعيد وأزارو.
كيف جاءت ركلة الجزاء؟ مع تغير مكان عبدالله السعيد مع مؤمن وتحول الأول لجناح أيسر ، تمركز مؤمن بشكل خاطئ ومعه إضطر السولية لتمرير الكرة بالعرض رغم تواجد مساحة خالية.
ولإن لاعبي الزمالك يراقبون لاعبي الأهلي man mark تسلم عبدالله الكرة من منطقة الثلث الأخير وعاد بها إلي منتصف ملعب الأهلي ثم أرسل تمريرة لمعلول المنطلق والذي هرب من رقيبه أو بمعني أدق توقف رقيبه فجأة دون مبرر .
الهجمة انتهت بهدف للأهلي من ضربة جزاء ولكننا نتحدث هنا عن وضعية اللاعبين داخل أرض الملعب ، مؤمن كان يجب أن ينطلق في المساحة خلف دونجا ويمرر له السولية الكرة في العمق وبالتالي يصبح متجها بشكل عمودي تجاه المرمي (هذا هو التصرف المثالي في بداية الهجمة)، ولكن مع سوء التمركز والقرارات الخاطئة لجأوا لإعادة الهجمة بشكل مختلف حتي عاد عبدالله للخلف، وقام بالتمرير لمعلول .
ما علاقة ذلك بالمدير الفني؟
أولا- البدري اختار أن يعود للخلف بدلا من الضغط المبكر، وهذا استدعي اللعب بـ4-1-4-1.
ثانيا- ذلك جعل عبدالله السعيد يقوم بمهام جناح الوسط الأيسر، وبالتالي في وقت لا يوجد فيه (أجايي خلف أزارو) لا يوجد داعٍ لتغيير مكاني مؤمن زكريا وعبدالله.
ولكن لأن تغيير عبدالله بات ضروريا، وجعله في مركز الجناح بسبب ديناميكية اللعب التي انتهجها جلال في الوسط، وبالتالي ستفقد عبدالله إذا استمر حائرا مع ثنائي الوسط يبحثون عن الكرة وإذا امتلكوها ضاعت منهم بسرعة.
الأهلي أحرز الهدف الثاني وأعقبه بفرصة أخري من الشناوي أهدرها أزارو ثم عاد مرة أخري الشناوي ليعطي فرصة لأزارو ليسجل في المرمي الخالي من حارسه ..نتحدث عن الدقيقة 54 .
البدري يتقدم بثلاثة أهداف، ولديه فرصة ذهبية للمزيد من التسجيل أو لدخول التاريخ، ولكن يبدو أن المدير الفني للأهلي اكتفي فقط بالفوز، وهو أمر لا يلام عليه طالما حقق فوزا مريحا ومرضيا له ولكننا فقط نتحدث عن تاريخ أهدره البدري بمحض إرادته.
ذكروني بفرصة للزمالك في المباراة ؟ عبارة قالها البدري أثناء المؤتمر الصحفي قبل المباراة ..ولكن هل تعلم أن الأهلي لم يسدد كرة بين الثلاثة خشبات علي مرمي الشناوي بعد الهدف الثالث.
ماذا لو كان هو نفس الأداء ولكن النتيجة لصالح الزمالك ؟ أعني لو قام الزمالك بترك الكرة للأهلي ولعب مدافعا هل كان سيتغير التحليل؟ الإجابة عند فاروق جعفر.
يقول ملك النص والمحلل الكروي الشهير عن رايه في تولي إيهاب جلال مسئولية الزمالك ومقارنة ذلك بما حدث مع الجوهري ..قال أن الجوهري جاء من النادي رقم 1 إلي النادي رقم 2 وهذا مقبول ..ماذا يعني ذلك ؟
هذا يعني ببساطة أن النادي الذي يختار الدفاع غالبا ما يكون الأقل جماعيا ويلجأ لذلك من أجل تمرير الوقت ومن ثم مباغتة المنافس الأقوي جماعيا وهذا ما كان موجودا وقت مؤمن سليمان الذي إختار أن يلعب علي المرتدات نظرا لقدرات الزمالك الجماعية الأقل أمام الأهلي ومعها نجح في الفوز .
وهو ما إختاره فيريرا أيضا أمام فتحي مبروك في كأس مصر بعد أن نال هزيمة في الدوري وقام أيضا بمحاولة تكراره في السوبر ولكنه خسر أمام زيزو والذي تولي المسئولية فقط بعد تسعة أيام من رحيل مبروك! .. السؤال هل كان الأهلي الأضعف جماعيا أمام الزمالك قبل المباراة
إيهاب جلال أهدر فرصة لدخول التاريخ أيضا عندما إستعان بعناصر بعيدة تماما وتحديدا باسم مرسي ورغم ظهور أيمن حفني بمظهر جيد ولكنه لم يفاجأ البدري بأي خدعة فقد توقع الأخير تماما ماذا سيفعل جلال ولم يقم الأخير بتجهيز مفاجأة له في أي من أوقات المباراة.
ولكن كما كان للبدري إنتصارا من المباراة ، كانت هناك مكاسب لإيهاب جلال أبرزها أنه قام فعليا بتغيير شكل الفريق في 24 ساعة رغم عدم وجود خطورة.
أخيرا .. إذا دافعت أسبانيا أمام البرتغال لن يكون ذلك منطقيا حتي لو تحقق الفوز ، أمام إذا دافعت البرتغال أمام أسبانيا سيكون ذلك منطقيا والعبرة دائما ليست بالدفاع فقط أو الهجوم فقط ولكن في كل مراحل كرة القدم ( الدفاع ثم التحول من الدفاع للهجوم ثم الهجوم ثم التحول من الهجوم للدفاع ) وهناك مرحلة أخري ال break تستطيع أن تقرأ عنها في كتابي اللعبة الحلم .
فيديو قد يعجبك: