البرونز الأوليمبي (4).. بوفون "حارس المنتخب الأمين" صاحب الهدف في التصفيات الأفريقية
كتب ـ مصطفى الجريتلي:
"أخبرني أحد أصدقائي أن هناك منتخب للصالات يتم تكوينه فأخبرته إنني مستعد للانضمام له فتحدث مع أحد الأشخاص الذين يعرفون الجهاز الفني وأخبرهم عني فأوضحوا أن أخر يوم بمعسكرهم الأول سيكون يوم غد لذا إذا أردت التواجد علي السفر إلى القاهرة فسافرت والحمدلله عدت بزي المنتخب فكان اللاعب الذي يحصل على الزي يعلم إنه سيُشارك في المعسكر المقبل.. عدت سعيدًا جدًا ولكن الجميع كان يستغرب الأمر".. هكذا بدأ عبد الرحمن الجرواني حديثه لمصراوي في رابع حلقات البرونز الأوليمبي.
"أبطال البرونز الأوليمبي" سلسلة تُنشر تباعًا على موقع يلا كورة تتناول قصة كل عضو بالمنتخب منذ بدايته للكرة حتى التتويج بالبرونزية في أولمبياد بيونس آيرس للشباب 2018 على لسانه.
بداية عبد الرحمن كانت من الإسكندرية:"انضممت لمركز شباب الحرية القريب من مسكني في منطقة محرم بك في الإسكندرية ثم التحقت بفريق مواليد 2000 بنادي الأوليمبي كحارس مرمى مثل جدي ووالدي فوالدي كان بناشئين النادي ولكنه اتجه بعد تخرجه إلى العمل".
ومع الأوليمبي كان لعبد الرحمن بصمة:"الحمدلله أتمرن مع الفريق الأول منذ موسمين ودخلت قائمته في مباراتين ولكنني لم أٌشارك ولكن أتدرب معهم والكل يشيد بي وأشارك مع فريق الشباب في مبارياته الهامة".
وعلى هامش الأوليمبي كان يلعب خماسي مع مركز شباب الحرية الذي بدأ بصفوفه:"والحمدلله كنت أظهر بصورة جيدة وهو ما دفع أحد أصدقائي لإخباري أن هناك منتخبًا يُشكل للصالات وإذا أردت التواجد علي السفر إلى القاهرة فسافرت".
لم يكن يُخطط لأي شيء سوى تجربة الأمر فكان اليوم الأخير في التجمع الأول للمنتخب:"لاعبون كُثر يختبرون هناك 5 حراس ثابتين و7أخرين يتم تغييرهم.. الأمر كان صعب جداً وكنت تحت ضغط ولكن الحمدلله ظهرت بصورة جيدة.. وكان من يحصل على زي الفريق سيستمر فتفاجئت بكابتن هشام يمنحني الزي ويخبرني بموعد المعسكر المقبل وكنت في غاية السعادة ففي يوم أصبحت لاعبًا بمعسكر منتخب مصر".
وحينما عاد بوفون ـ كما يُلقبه زملائه تشبيهًا بالحارس الإيطالي المحترف في صفوف باريس سان جيرمان ـ إلى الإسكندرية لم يصدقه أحد:"أسرتي، أصدقائي، النادي الجميع كان يستغرب الأمر فخلال يوم أصبحت بمعسكر المنتخب ولكن الأمر ليس سهلاً فهذا كان يضع علي ضغطًا ومسؤولية كبيرة".
ولكن بوفون ـ الذي كان بصفوف منتخب إسكندرية قبل إلغائه ـ كان دائمًا يشعر بالقلق:"كل يوم يأتي حراس مرمى جُدد للاختبار بخلاف المتواجدين فكنت تحت توتر عصبي فكنت أخشى أن أظهر في مران بصورة ليست جيدة فأغادر حتى أختارني كابتن هشام بجانب حارسين أخرين بقائمته وكان هذا غريباً لأن عادة يسعى المدرب لاختيار 12 لاعبًا وحارسين ولكنه كان يخشى الإصابات".
ومع البطولة الأفريقية كانت انطلاق عبد الرحمن:الحمدلله أُشارك بصورة أساسية والحمدلله لم يتم استبدالي حتى الأولمبياد كما سجلت هدفًا في مرمى أنجولا باستغلال لعبهم بـ power play وسددت الكرة والمرمى خالي وفزنا بسداسية مقابل هدفين".
Power play ميزة لأي فريق خماسي حيث يُمكنه إشراك لاعب بقميص حارس المرمى ليزود من قوته الهجومية وفي حالة إنهاء الهجمة يخرج عن الملعب ويُعود الحارس مرة أخرى.
ولكن لا زال يتذكر صعوبة البدايات:"أول مرة ألعب وسط كاميرات وجماهير ولكن الحمدلله كان الظهور جيد وتصديت لأكثر من كرة وفي العام البطولة كانت خير احتكاك لنا قبل المونديال بعدم الخوف أمام الإعلام والجماهير".
فهناك اختلافًا بين الكرة الخماسية والـ 11:"كحارس مرمى الأمر مختلف في كيفية التصدي وغلق المساحات والكرات العالية وحجم المرمى أشياءً كثيرة فاستعديت للأولمبياد بجرعات تدريبية أكبر لكن ظللنا فترة لا نعلم مصيرنا هل سنُشارك أم لا حتى قررت اللجنة الأولمبية بدعم من هاني أبو ريدة مشاركتنا فخضنا معسكر تدريبي في الإسكندرية".
وهو المعسكر الذي كان له تأثيرًا جيدًا على المنتخب:"الجميع كان سعيدًا ومتحمسًا ويرد الظهور بشكل جيد".
البداية كانت مع الأرجنتين صاحب الأرض:"الأمر كان صعبًا الجماهير تجلس على مدرجات حديدية تقريبًا فمع حماسهم تشعر أن المدرجات ستقع علينا في الملعب ولكن الحمدلله لاعبيهم أهدروا عدة فرص وتصديت لأخرى وسجلنا في أخر دقيقتين هدفين ثم في الشوط الثاني تعادلوا".
وهي نتيجة غير متوقعة بالنسبة لهم:"لم نستطيع النوم في اليوم السابق لها كنا نفكر فيما سيحدث هل سنفوز أم سنتعادل هل سنُهزم بهدفين أم أكثر الجميع في الحافلة ونحن متجهين للمباراة كان ساكنًا وحينما وصلنا الملعب شدد معنا كابتن هشام على ضرورة التركيز صنع شيئًا مميزًا لنا وحتى لو هُزمنا فلازالت البطولة أمامنا ولكن علينا بذل كل الجهد داخل الملعب".
لتبدأ رحلتهم في أولمبياد الأرجنتين:"فزنا على العراق الأقوى في المجموعة وظهرت بصورة جيدة الحمدلله ثم فزنا على سلوفاكيا بهدفين مقابل هدف وهي كانت مباراة حياة أو مت فتم تغيير اللوائح قبلها بدلاً من الصعود بالمواجهات المباشرة لفارق النقاط لأجل الأرجنتين ولكن الحمدلله ظهرنا بصورة مميزة".
وتصدر المنتخب بعدها مجموعته ليواجه روسيا في دور نصف النهائي:"الحمدلله صعدنا أول مجموعة وكانت الفريق الروسي في المتناول ولكن كنا مرهقين فخضنا مباراتين في يومين متتاليين أمام بنما والعراق وكنا نحاول الفوز أمام روسيا فالفوز بها يجعلنا نضمن ميدالية ذهبية أو فضية ولكن الحمدلله على كل حال.. فكنا نعلم إننا سنواجه الأرجنتين إذا خسرنا فهي لن تفوز على البرازيل وكنا نعلم أن المباراة ستكون صعبة بسبب الجمهور لإننا أحرجناهم في الافتتاح".
وبالفعل ضرب المنتخب المصري موعدًا مع نظيره الأرجنتين:"لم نكن موفقين في البداية وسكنت شباكنا 3 أهداف وكان الجميع يستغرب ماذا يحدث في المباراة حتى سجل محمد طلعت في نهاية الشوط الأول".
وبين شوطيي المباراة كان لحديث كابتن هشام مدربهم الأثر:"أخبرنا إن لازال الوقت معنا ولابد أن نفعل شيئًا جيدًا لنا ونركز في الملعب والحمدلله سجلنا الهدف الثاني سريعاً ثم الثالث والرابع وكنت استغرب مما يحدث ولكن كان علي ضغطًا من فكرة إن يسكن شباكي هدفًا فأضيع مجمهود فريقي ولكن الحمدلله فزنا في النهاية وكانت مباراة الأرجنتين بمثابة بطولة خاصة لنا".
مستواها في الأولمبياد دفع العديد من الأندية تفاوضه:"الحمدلله وصلتني عروضًا من أندية بالدوري الممتاز وأنتظر نصيبي في الفترة المقبلة".
فيديو قد يعجبك: