فى سنوات الإستنزاف ... الإسماعيلى بطل أبطال أفريقيا
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب - أحمد كمالى وعمرو إبراهيم:
فى شتاء يناير البارد ، وعلى أرض ملعب ستاد القاهرة ، وعلى خلفية وطن تظلل سمائه أجواء نكسه يونيو الحزين ، وفى حضور ما يزيد على المائة ألف متفرج ، حقق النادى الإسماعيلى بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى لأول مرة فى تاريخ الكرة المصرية ، ليدخل سجلها الذهبى من أوسع أبوابه.
التاريخ 1970 واليوم الجمعه التاسع من شهر يناير أما الحدث فهو المباراة النهائية بين النادى الإسماعيلى ونادى الإنجلبير الكونغولى على زعامة كأس القارة الأفريقية لأبطال الدورى ، أما عن الحضور الجماهيرى فحدث ولاحرج حوالى 120 ألف متفرج وربما يزيد يملأون جنبات ستاد القاهرة المرعب ، وبعض الآلاف الأخرى خارج الأسوار تنتظر الدخول ، فى تكدس بشرى هائل ، خلال تسعون دقيقة هى زمن المباراة الفعلى شقت أهات الجماهير عنان السماء ،مع كل هدف أو لعبة حلوة أو هجمة خطيرة ، يخيل إليك فى بعض الأحيان أنها تحمل فى طياتها أهات أخرى مكتومة عن الوطن الذى تظلل سمائه سنوات الهزيمة الموجعه .
النادى الإسماعيلى حقق نصراً كرويا عظيماً ربما أعاد للمصريين بعض الثقة فى أنفسهم ، بل ربما إعتبروه نصراً رمزياً كانوا يبحثون عنه حتى ولو فى مدرجات الكرة ، وبين أقدام اللاعبين ليدخل عليهم فرحة ولو مؤقته ، تحققت بثلاثة أهداف مقابل هدف تفوق بها النادى الإسماعيلى كانت كفيله أن يحمل الكأس الإفريقية ويحلق بها بعيدا ، فى فوز غير مسبوق تحقق على أرجل مجموعة من اللاعبين هم عناقيد الموهبة ربما غير المتكررة فى تاريخ الكرة المصرية ، فكان منهم على أبو جريشة وحسن مختار وبازوكا وميمى درويش وحودة وأنوس وريعو وغيرهم .
فحصد بهذه الكوكبة من المواهب الإسماعيلى البطولة الأغلى غير المسبوقة تحت قيادة مدير فنى وطنى ربما نسى التاريخ ذكره وهوالكابتن على عثمان وتحت رئاسة المهندس عثمان أحمد عثمان رئيس النادى .
ولأن الكواليس فى الأحداث التاريخية المهمة ربما تكون أحياناً أكثر تشويقا من الحدث نفسه ، فكواليس هذه المباراة تحمل لنا بعض الأرقام والأحداث ذات الدلالة والمغزى ، فعن مكافأة الفوز للاعبى النادى الإسماعيلى بهذه البطولة فكان مبلغ 150 جنيه لكل لاعب .، بينما قدرت بعض المصادر صافى دخل المباراة فى ظل هذا الحضور الجماهيرى الغفير إيرادا وقدره 190 ألف جنيه مصرى.، وهى إيراد 120 ألف تذكره مباعة.
فيما كانت المكافأة الأهم على الصعيد المعنوى والأدبى هى قرار الرئيس جمال عبدالناصر بإستضافه فريق النادى الإسماعيلى فى اليوم التالى للمباراه .
أما الرئيس جمال عبد الناصر نفسه فلم يحضر المباراة ، و حضر نائبا عنه فى مقصورة الإستاد كبير الياوران ومعه وزير الشباب ووزير إستصلاح الأراضى ومحافظ القاهرة سعد زايد والذى كان فى نفس الوقت رئيس إتحاد الكرة المصرى ومعه عدد من أعضاء الإتحاد ،ومعهم المصرى اللواء عبد العزيز مصطفى .
أما الملفت للنظر أن تصريحات بعض المسئولين الحضور لهذه المباراة كان يخيم عليها أحداث وتداعيات أحداث النكسه وما بعدها ، فرئيس إتحاد الكرة يصرح بعد المباراة : ( بأن هذه المباراة نصر كبير للجمهورية العربية المتحدة ، وستكون المباريات القادمة للنادى الإسماعيلى فى البطولة السادسة لكأس أندية أفريقيا فى مدينة الإسماعيلية بعد تحرير الأرض ) .
فيما صرح المهندس عثمان أحمد عثمان رئيس النادى : ( بأن الإسماعيلى استمد عزمه وإرادته من عزم وإرادة الرئيس جمال عبد الناصر ولهذا إنتصر ، فإلى الرئيس جمال عبد الناصر نهدى هذا الكأس بداية للنصر العظيم الذى سيحققه) .
أما عن النادى الإسماعيلى فقد شق طريقه بهذا الفوز إلى المحفل الكروى الأوربى ،حيث تلقى دعوى فورية عقب المباراة مباشرة من رئيس نادى بريمن الألمانى وكان من حضور المباراة للقيام بجولة كروية أوربية لملاقاة عدد من الفرق الألمانية مقابل عشرة آلاف مارك ألمانى لكل مباراة مع القيام بعدد من المباريات الأخرى فى هولندا وربما فرنسا وسويسرا .
النشاط الكروى المصرى فى نهائى الكأس الأفريقية للأندية الأبطال أثبت أن النبض الرياضى كان ينبض فى تلك السنوات ، رغم ظلال الوطن القاتمه من تبعات سنوات النكسة ،والنصر الكروى فى ذلك الوقت ربما أوحى لخيال البعض بنصر أكبر قادم ، وأيا ما كان الأمر فقد كان المصريون ولو حتى تحت ظل الحدث الكروى محتاجون لمكان يطلقون فيه الآهات المكتومه داخل صدورهم بكل قوة كما يحتاجون إلى نصر يشعرهم بالثقة فى أنفسهم .
هذا الموضوع من العدد التذكارى لسلسلة أيام مصريه عن صفحات مطويه من تاريخ كرة القدم عبر القرن العشرين ويتضمن موضوعات أخرى منها ازمة حسين حجازى والنادى الأهلى عام 1928 و كل التفاصيل المتعلقه بالدورى العام فى مصر عام 1948 من حيث عدد الأنديه وسعر التذاكر وتفاصيل وموضوعات أخرى .
فيديو قد يعجبك: