ثلاثة أباطرة يهددون محاولة صلاح شحن تاج البريميرليج إلى مصر
كتب- عبد القادر سعيد:
بم يُفكر الشعراء بعد أن ينتهون من كتابة قصائدهم؟ وإلى أي مدى يظنون أنها ستعيش، هل شعُر أحدهم ذات يوم أن ثمة قصيدة من أعماله يمكن قرائتها بأكثر من طريقة ولأكثر من هدف وفي أزمنة مُختلفة؟، مؤكد أن حافظ إبراهيم كان سيتمتم بقصيدته الخالدة عندما يُشاهد ما يفعله ابن جلدته، محمد صلاح في بلاد كُرة القدم.
"أنا تاج العلاء في مفرق الشرق، ودراته فرائد عقدي"، مصر تتحدث عن نفسها في قصيدة حافظ التي ساهمت في تخليدها أم كلثوم بصوتها الاستثنائي، وفي 2017/2018 تحدثت مصر عن نفسها من جديد بقطعة نادرة منها انتدبت في إنجلترا لتعكس الوجه البراق لبلاد الحضارة.
محمد صلاح لا يمل من التتويج، رأسه اعتاد على ملامسة التيجان، تارة كملك روما، وأخرى كملك مصر، وحديثاً توج ملكاً للقارة السمراء، لكن أحلام كبرى ما زالت تلوح في الأفق، من أهمها حلم تاج البريميرليج الذي يخطو صلاح نحوه بسرعته التي تضاهي انطلاقات سيارات القرن الماضي.
زادت سرعة ابن بسيون عندما حمل ملعب أنفيلد قدميه الخفيفتين، لكنه فوجئ بنفسه في مضمار مُختلف تماماً ملئ بالمواتير التي تطغي سرعتها على صوتها، أحدهم من الأرض التي قدمت رولز رويس للعالم، هاري كين.
أسطورة توتنهام الحية منحت الفريق اللندني حتى الآن (23 هدف) في البريميرليج، كين يتصدر قائمة هدافي الدوري الأقوى في العالم، تأثيره الكبير مع فريقه يجعله مُرشحاً قوياً لنيل جائزة أفضل لاعب في المُسابقة.
هاري المُتوج بالحذاء الإنجليزي الذهبي كهداف للبريميرليج في أخر موسمين لا يشكل فقط تهديداً لصلاح في جائزة الهداف، فهو أيضاً يشع خطورة تمثل تهديداً أكبر لفوز صلاح بجائزة أفضل لاعب في البريميرليج.
مهاجم توتنهام سجل في الموسم الماضي 29 هدف ليقتنص لقب الهداف، وفي الموسم قبل الماضي سجل 25 فقط، لتكون أمامه فرصة كبيرة في الموسم الحالي في كسر رقمه القياسي في الأهداف المُسجلة في موسم واحد.
التهديد الثاني لصلاح على جائزتي الهداف وأفضل لاعب هو المُهاجم الممتع في لمساته سيرجيو أجويرو، أسطورة نادي مانشستر سيتي وهدافه التاريخي، كون فاجئ نجم ليفربول ومحبيه بأربعة أهداف جلد بها الحارس شمايكل الصغير في مواجهة حسمها السيتي أمام ليستر (5-1) لصالحه.
ارتقى سيرجيو للمركز الثاني مع صلاح في قائمة الهدافين قبل أن يسجل محمد هدفه رقم 22 في ساوثهامبتون لينفرد بالوصافة ويواصل ملاحقة كين المتصدر، لكن كون أصبح هو التهديد الأكبر لصلاح، هاري كين لم يسبق له تسجيل +4 أهداف في مباراة واحدة خلال 3 مواسم مختلفة في البريميرليج مثلما فعل أجويرو، الذي سجل أيضاً +20 هدف في أخر 4 مواسم، نجاح لا يتوقف.
فمهما ابتعد صلاح بالوصافة أو حتى بالقمة، فمن الممكن أن يلحق به أجويرو في مباراة واحدة أو اثنتين، خاصة وأنه يتمتع بترسانة مدمرة تعمل على خدمة توصيل الكُرات على قدميه ورأسه أمام المرمى يقودها كيفين دي بروين.
دي بروين الذي لا يشكل خطورة على صلاح فيما يخص جائزة الحذاء الذهبي، لكنه التهديد الصارخ والمُرعب على تاج البريميرليج كأفضل لاعب في المسابقة، فإذا كان الهداف يحصل على جائزة منفصلة معيارها هز الشباك فقط، فإن جائزة أفضل لاعب تُمنح على الأداء والتأثير أكثر من السجل التهديفي، وهو ما يُقدمه كيفين دي بروين على أكمل وجه.
كيفين تُبنى عليه خطة الفيلسوف بيب جوارديولا، صنع 14 هدف وسجل 7 في الموسم الحالي ليساعد فريقه على الابتعاد بالصدارة بفارق 16 نقطة عن مانشستر يونايتد أقرب منافس له، هل هناك تأثير أكبر من ذلك؟!
مسيرة صلاح المُفعمة بالحماس والأحلام أصبحت مهددة لمُعاصرته ثلاثة أباطرة في بلاد صنعت كُرة القدم، هم بالفعل من أفضل لاعبي العالم وليس فقط البريميرليج، مهمة هداف ليفربول أصبحت أصعب، ولكنه يعرف هدفه جيداً ويُصر على الاستمرار في محاولاته لنقل الحذاء الذهبي مصحوباً بتاج البريميرليج إلى مصر، والأهم أنه لم ولن يسير وحيدا في رحلته الشاقة.
فيديو قد يعجبك: