منى عطا الله.. قصة أول حكم نسائي في مباراة بالدرجة الثانية: "طموحي الممتاز"

كتب- مصطفى الجريتلي:

فُوجئ متابعو مباراة حرس الحدود ونظيره بني عبيد، عصر يوم أمس الخميس، بوجود عنصري تحكيم نسائيين في المباراة، وهما الحكم الدولي المساعد أول منى عطا الله، والمساعد الثاني بوسي سعيد.

وكانت المباراة ضمن منافسات الجولة الـ30 في ختام منافسات المجموعة الثالثة بدوري القسم الثاني التي كان قد تأهل عنها بالفعل في الجولة الماضية فريق حرس الحدود.

ولكن لن ينسى متابعو الدرجة الثانية تاريخ المباراة 19 إبريل 2018 فهو كان موعد ظهور أول طاقم تحكيم نسائي في البطولة: "هذه كانت المباراة الأولى لنا في الممتاز ب، ولكنني أمارس مهنة التحكيم منذ 20 عاماً، وأحكم بدوري الدرجة الثالثة رجال".. هكذا بدأت الحكم الدولي المساعد أول منى عطا الله حديثها لـ"مصراوي" عن مباراة أمس.

وترى منى أن المباراة لم تكن صعبة ليس فقط لكون التأهل قد حُسم من الجولة الماضية، بل لاجتهادهم في المباراة: "لا أقيس مستواي وفقاً لمستوى المباراة، بل بنجاحي في إدارتها والحمدلله أديت مباراة جيدة ولم تكن هناك العديد من الحالات الصعبة بها".

ولم تسلك منى مجال التحكيم من فراغ، فوالدها حكم كرة قدم، وكذلك أشقاؤها الأربعة، فأحدهم حكم بالدوري الإيطالي، وأخرى تعمل كحكم نسائي.

ومع الوقت لم تجد منى صعوبة في تحكيم مباريات للرجال: "الأمر في البداية كان صعباً لكونه غريباً على المجتمع، ولكن الآن أصبح أسهل.. أنا خريجة الدفعة الأولى من التحكيم النسائي في مصر عام 1998، ودخلت القائمة الدولية منذ 14 عاماً بالتحديد في 2004، وحكمت في كأس عالم مرتين وخمس بطولات أفريقيا وشمال أفريقيا وأوليمبياد وبطولة عربية.. لذا أصبح الأمر سهلاً مع تمرسي وفرضي شخصيتي في الملعب".

ولا تجد منى فارقاً في العمل مع طاقم نسائي أو رجالي لقيادة أي مباراة:" عملت مع جمال الغندور، عصام عبدالفتاح، سمير عثمان وفهيم عمر، حينما كانوا يحكمون نهائي مباريات السيدات، وتعلمت منهم ولكن لا يوجد فارق، ففي كل مباراة أسعى لتطبيق القانون والاجتهاد وإنجاح الطاقم في أي مباراة".

ومباراة أمس كانت مجرد البداية من وجهة نظر منى عطالله للوجود في الدوري الممتاز: "طموحي التحكيم به فخبرتي ومسيرتي وتاريخي يسمحوا لي بذلك.. فالسيدات قادرات على العمل في أي مجال وليس بالاجتهاد فقط، وأعتقد أن الأمر أصبح قريباً مع دعم لجنة الحكام وثقتها بنا واجتهادنا لفرض أنفسنا في الملاعب".

ولا تجد منى مثلاً أعلى في مصر لكونها خريجة الدفعة الأولى، كما أن اختيارها لحكم واحد فقط من الرجال ليكون مثلها الأعلى سيُعد ظالماً في ظل وجود أكثر من حكم ممتاز المستوى بالدوري.

وتتم منى عطالله حديثها بالإشارة إلى استبشارها بمستقبل التحكيم النسائي في مصر، موجهة نصيحة للعاملين أو المقدمين على العمل به، قائلة: "لا شيء يأتي بالسهل ما عليكم فعله الالتزام والانضباط وفرض شخصيتكم في الملعب فمباريات الرجال تكون صعبة في البداية".