أفضل30.. الحلقة الثامنة.. قصة ناصر ماهر حاوي الأهلي المنتظر
كتب - مصطفى الجرتيلي وعبد الرحمن طارق:
"أعتقدت أن الجميع سينساني حينما أُصبت بقطع في الرباط الصليبي وخاصة أن مدة العلاج تجاوزت 11 شهراً ففشلت العملية الأولى فخضعت لثانية".. هكذا بدأ ناصر ماهر حديثه مصراوي في ثامن حلقات سلسلة أفضل 30.
"أفضل 30" هي سلسلة من الحوارات التي ستُنشر تباعاً على موقع مصراوي على مدار شهر رمضان لـ 30 لاعب بالدوري المصري لفتوا الأنظار خلال موسم 2017/2018.
وظهر ناصر ماهر، البالغ من العمر 21 عاماً، بشكل طيب مع سموحة؛ حيث شارك معه في 33 مباراة ببطولة الدوري؛ حيث سجل هدفين وصنع 4 لزملائه خلال 2743، كما شارك معه في 4 مباريات بكأس مصر ولكنه لم يُسجل أو يصنع أي هدف خلال 361 دقيقة لعب.
ويُعد ناصر ماهر أحد ابناء النادي الأهلي:"التحقت بقطاع الناشئين وأنا في سن السابعة واستمريت به لمدة 10 سنوات حتى تم تصعيدي للفريق الأول تحت قيادة محمد يوسف وهو الأمر الذي كان يُمثل لي نقلة وسعادة كبيرة فدائماً كان حلمي المشاركة مع الفريق الأول".
وفي العادة تكون بداية الناشيء في الفريق الأول عند تصعيده صعبة حتى يتألقم ولكن هذه الرهبة لم تتواجد عند ناصر ماهر:"بالعكس كنت سعيد جداً فلا أنسى موقف حسام غالي معي في المران الأول حيث منحني الثقة بإشادته بقدراتي ولم يكن ذلك هو الأخير فدائماً ما يتحدث عني بشكل مميز في وسائل الإعلام وهو الأمر الذي يُسعدني ولم يتعصب علي حينما أمرر الكرة بالخطأ..وكذلك تحدث معي الكبار في أول مران مثل: وائل جمعة، سيد معوض؛ حيث طلبوا مني خوض التدريبات بثقة وبذل كل جهدي لاستمر في التواجد معهم.. وللأمانة كانوا يفعلوا ذلك مع اللاعبين الصغار المميزين".
ولكن اللاعب ـ الذي كان يُلقب في قطاع ناشئين الأهلي بـ "الحاوي" ـ كان حظه غير جيد في نهاية موسمه:"أُصبت بقطع في الرباط الصليبي خلال أحد التدريبات وظللت 11 شهراً بعيدًا عن الملاعب بسبب فشل العملية الأولى.. في بداية إصابتي حرص الجميع على تحفيزي وأني سأعود أفضل من الأول وكان علاء عبد الصادق معي باستمرار ولكن اختفى من حولي جميع وكلاء اللاعبين باستثناء وكيلي الحالي أحمد يحيى.. ظننت أن الجميع سينساني خاصة وإنني لم أترك بصمة مع الفريق الأول بالمباريات الرسمية.. خشيت أن يقول الناس عني فيما بعد كان هناك لاعباً جيداً في الناشئين اسمه ناصر ماهر ولكن دمرته الإصابة".
ولرغبته في التواجد كانت هذه الإصابة نقطة تحول في مسيرته: "عندما انتهيت من الإصابة طلبت من وكيلي إحضار عرض لي على سبيل الإعارة حتى استعيد بريقي من جديد وكان هناك رغبة متبادلة بيني و بين الأهلي في ذلك الوقت للخروج معاراً وبالفعل انتقلت لبتروجت في موسم 2016/2015 وشاركت معهم بصورة طيبة".
وكان ناصر ماهر قد شارك في موسمه الأول مع الأهلي 2013/2014 في مباراة واحدة ببطولة كأس مصر أمام الرجاء لمدة 45 دقيقة، ولكنه لم يُسجل أو يصنع أي هدف، فيما تواجد بالموسم الثاني له 2014/2015 على مقاعد البدلاء في مباراتي طنطا ببطولة الكأس وإنبي ببطولة الدوري.
ومع بتروجت تغير الوضع مع اللاعب الذي كان يُلقب في قطاع ناشئين الأهلي بـ "الحاوي"؛ حيث شارك في 22 مباراة ببطولة الدوري وصنع هدفاً خلال 1112 دقيقة لعب، كما شارك معه في 71 دقيقة بمباراة ببطولة الكأس ولكنه لم يصنع أو يُسجل.
وكان اللاعب البالغ حينها 19 عاماً عليه التأقلم سريعاً مع الأوضاع في بتروجت بعد عودته من الإصابة ورحيله عن الأهلي:"لعبت كجناح وليس صانعاً للألعاب ولكن المدير الفني للفريق طلعت يوسف أثر في بشكل إيجابي كثيراً فعندما تولى القيادة الفنية للفريق كان من الصعب أن يعتمد على ناشئين خاصة المعارين فله أسلوب لعب معين ويميل للكرة الدفاعية أكثر من الهجومية ولكن حينما شاهدني قال لي أنني مميزاً وأني سأعود للأهلي وأكون لاعب بصفوف المنتخب".
ولم يرى ناصر ماهر العودة إلى الأهلي ولكن سيكون جليس دكة البدلاء خياراً جيداً بعد انتهاء إعارته لبتروجت:"مسؤولو الأهلي طالبوا بعودتي ولكني فضلت الإعارة لنادٍ أخر لرغبتي في المشاركة بمركزي كصانع ألعاب بشكل أساسي عكس ما حدث في بتروجت".
وبالفعل انضم ناصر ماهر لصفوف سموحة موسم 2017/2018 في صفقة تبادلية مع إسلام مُحارب لاعب الأهلي:"فرج عامر، رئيس سموحة كان يريدني قبل ذلك فعندما طلب الأهلي التعاقد مع إسلام اشترط الحصول على خدماتي على سبيل الإعارة لأنه كان يؤمن بقدراتي الفنية، وعندما ذهبت للفريق السكندري تحدث معي وقال لي: (أنت لاعب مميز وانظر ماذا ستفعل هذا الموسم ومعنا وأين ستكون في الموسم المقبل)".
وأصبح ناصر أحد أعمدة فريق سموحة؛ حيث شارك معه بصورة أساسية:"شعرت براحة نفسية كبيرة داخل سموحة وكان الجميع يقدرني نفسياً بشكل أكثر من رائع وهذا ساعدني على التألق وعودتي من جديد للنادي الأهلي والمشاركة معهم في الموسم المقبل".
ومع رحيل عبد الله السعيد عن الأهلي واقتراب عودته يرى البعض أن ناصر ماهر، صاحب الـ 21 عاماً حالياً ـ هو أفضل بديل له:" كنت أتمنى استمرار عبدالله السعيد عند عودتي للاستفادة من خبراته الفنية داخل الملعب؛ فهو نجم كبير ولكن لا يوجد لاعب يُشبه الأخر.. أريد أظهر بشخصيتي وأنافس بقوة.. فعندما اعتزل محمد أبوتريكة رأت الجماهير أن السعيد سيكون خليفته ولكنه نجح في إثبات امتلاكه شخصية مستقلة به وصنع اسمه بذاته وهذا ما أسعى له وهذا هدفي منذ كنت في قطاع الناشئين.. فبالأهلي دائماً هناك أجيال تسلم الراية للأجيال الصاعدة".
وأتم اللاعب حديثه بالإشارة إلى أن النضج الذي ظهر عليه أخر موسمين يعود إلى تدربه تحت قيادة 8 مدربين:"اكتسبت من كل واحد منهم سمة وأسلوب لعب و فكر فني ونجحت في المشاركة بشكل أساسي مع كل مدير فني يدربني".
فيديو قد يعجبك: