لم يتم العثور على نتائج البحث

تصفيات أمم أفريقيا

مصر

1 1
17:00

بوتسوانا

دوري الأمم الأوروبية

البوسنة والهرسك

0 1
21:45

هولندا

دوري الأمم الأوروبية

المجر

0 0
21:45

ألمانيا

تصفيات كأس العالم-آسيا

اندونيسيا

2 0
14:00

السعودية

تصفيات كأس العالم-آسيا

الصين

1 3
14:00

اليــــابان

تصفيات كأس العالم-آسيا

فلسطين

1 1
16:00

كوريا الجنوبية

جميع المباريات

إعلان

زاوية أخرى لسقوط صلاح.. حينما بكت "هنا" ذات التسع سنوات

02:50 م الأحد 27 مايو 2018

صلاح

كتبت- منه عمر:

"صلاح وقع على الأض وبيعيط".. وقفت فجأة تلك الطفلة التي لم تبلغ بعدُ سن التاسعة من عمرها، تُدعى "هنا"، تصرخ أمام شاشة التلفاز، مشيرة بإصبعها نحو محمد صلاح، الذي انبطح أرضًا ممسكًا بكتفه.

لم تكن وحدها التي انتابها شعور الخوف، إثر سقوط اللاعب المصري، على الأرض، منخرطًا في دموعه، التي اثاقلت على وجنيته، حاملة معها الخبر السيئ بعدم استطاعة اللاعب استكمال المباراة.

لقطة الإصابة تُعاد مرة أخرى، الصدمة في أعين "هنا"، لتصرخ مجددًا "هو مش هينزل تاني"؟، يجيبها أحد أفراد عائلتها التي حرصت على مرافقته لمتابعة المباراة قائلًا: "لا يا هنا مش هيقدر يكمل الماتش".

تلتف إليه الصغيرة دون أن ترد بكلمة واحدة، تنتظر قليلًا ثم تسأل عن اللاعب الذي تسبب في إصابة "مومو"، لتتلقى الإجابة "اسمه راموس".

صاحبة الأعوام التسعة التي تركت موعد مشاهدة "الكارتون" المفضل لديها، للتحضير لمتابعة المباراة لجأت إلي كرسيها، لعلها تجد ملاذًا، تُسلي به وقتها حتى تنتهي المباراة التي انتهت فعليًا بالنسبة لها بعد خروج صلاح من المباراة.

منة

جلست هنا على الكرسي الخاص بها، انطوت قليلًا، واضعة يدها على خديها، تختلس بنظرها بعض لقطات من المباراة دون أن تكترث بما يدور بها.

تلتقط "هنا" حقيبتها البيضاء الصغيرة، تخرج ورقة صغيرة مرفقة بقلم، وتبدأ في رسم بعض الخطوط بشكل غير مفهوم، الطفلة غلب عليها اليأس والملل بعد خروج صلاح من المباراة.

يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول، معلنًا التعادل السلبي بين الفريقين، وسط استهجان وتأفف من جميع الحاضرين.

هو هيلعب تاني إمتى؟ تكسر هنا حاجز الصمت الذي سيطر على الأجواء، يرد عليها أحد مرافقيها وهو يتابع مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا، "مش عارفين لسه، يا رب يلحق كأس العالم، مضيفًا، "حرام ميلعبش في المونديال".

تعتدل الصغيرة في جلستها، وكأن هناك شيئا آخر سيئا لم تستطع فهمه، تنظر إلى ورقتها مجددًا، لكنها لم تلتقطها، لتتركها على المنضدة، تلتف إلى جوارها، لتفاجأ بخلو القاعة من الحاضرين، بعد أن كانت مكتظة بالمشجعين منذ قليل، لمتابعة الفرعون المصري.

ورقة

لم تجد سوى قلة قليلة، البعض دأب على متابعة مستجدات الإصابة على السوشيال ميديا، علّه يجد شيئًا يثلج صدره ويطمئنه على "الملك المصري"، والبعض الآخر دخل في مناقشات حول أحداث المباراة، والتغيير الذي حدث لليفربول بعد خروج صلاح وكأن شعور الإحباط كوّن هالة على جميع اللاعبين.

تنطلق أحداث الشوط الثاني، وكأن الأمل تجدد فجأة لدى الطفلة، التي علقت بكل تلقائية: "هو لو اللي لابس أحمر كسب.. صلاح هيشيل الكاس"- الأحمر تقصد فريق ليفربول- أجابها الجالس بجوارها "آه يا هنا، ادعى بقى"، ابتسمت الصغيرة وبدأت تتابع أحداث الشوط الثاني بشغف، بعدما تجدد الأمل في نفسها برؤية صاحب الـ25 عامًا.

لم تستمر نشوة الطفلة كثيرًا، فقد تلقى ليفربول الهدف الأول عن طريق الفرنسي كريم بنزيما، بعد خطأ كارثي من حارس الريدز لوريس كاريوس.

تأففت الصغيرة، ثم وقفت أمام شاشة التلفاز، عاقدة حاجبيها، مكتوفة الأيدي، وكأن صورة إصابة صلاح تتردد في ذهنها مرة أخرى.

لم يمض طويلًا، حتى سجل السنغالي ساديو ماني، لاعب ليفربول هدف التعادل، هللت "هنا" وعلت ضحكاتها، لم تلبث طويلًا حتى تساءلت مسرعة "لو الماتش خلص 1-1 يحصل إيه"، لم تتلق إجابة واضحة، فالجميع انشغل بتهنئة بعضهم مرددين "عشان خاطر صلاح، ان شاء الله يشيل الكاس".

تابعت هنا بشغف ردود أفعال القلة الحاضرين، اتسعت ضحكتها بعد الابتسامة التي رأتها في عيون من حولها، زاد اهتمام الصغيرة بالمباراة، انشغلت بالنظر إلى اللاعبين، التي لم تعرف أحد منهم سوى أن فريق صلاح يرتدي اللون الأحمر.

لحظات أخرى، ووطئت قدما اللاعب الويلزي جاريث بيل أرض الملعب، ليحمل معها هدفين في مرمى كاريوس، كانا بمثابة الرصاصتين اللتين قتلا المباراة، لترتفع أصوات ما تبقى من المتابعين معبرين عن اعتراضهم على مجريات اللقاء.

سكنت الطفلة مقعدها، الذي ابتعدت به شئيًا قليلًا عن أقربائها، جذبت ورقتها التي كانت قد أهملتها، لمتابعة المباراة، أخذت في رسم الخطوط مرة أخرى، لتنته من كتابة تلك الجملة "ليفربول 1-2 ريال مدريد، صلاح يخرج من المباراة بسبب الإصابة، أتمنى عودتك سريعًا يا مومو".

براءة هنا لخصت كثيرًا من رسالة نجح صلاح في إيصالها لجماهيره، التي لم تقتصر على فئة الشباب فقط، بل امتدت للكبار والصغار، على حد سواء.

"مو" نجح في جذب قاعدة عريضة من الجماهير، فليس غريبًا أن ينجذب الأطفال له واعتباره مثلًا يُحتذى به في الثقة بالنفس والإصرار والمثابرة.

ربما انتاب الكثيرين حزن بسبب إصابة صلاح وخسارة فريقه، ولكن من المؤكد أن الفرعون المصري سيعطي درسًا جديدًا في التحدي والرضا خلال الفترة المقبلة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان