حكاية "محنة من 100 عام" التى استشهد بها مرتضى فى احتفاله برحيل اللجنة المالية
كتب - عادل سعد:
استشهد مرتضى منصور رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك أن المجلس خاض معركة بـ"شرف" من أجل انقاذ النادي من محنة لم تحدث منذ 1918 وذلك المؤتمر الصحفي الحاشد كان بالصالة المغطاة بنادي الزمالك من أجل كشف بعض الأمور بعد قرار انهاء عمل اللجنة المالية بالنادي.
وأشار مرتضى منصور في تصريحاته بالمؤتمر الصحفي "الزمالك نادي عريق، تعرض مؤخرا لمحنة لأول مرة يتعرض لها في التاريخ منذ 6 مارس 1918، لكن الزمالك انتصر".
ويبدو أن رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور كان قد أختلط علية الأمر قليلا في التاريخ والحكاية التي حدثت من قرن كامل، جذور الحكاية بدأت منذ عام 1914 عندما كان رئيس نادي الزمالك هو مسيو بيانكي زعيم الجالية الفرنسية الذي تولى رئاسة النادي خلفا لمؤسس النادي البلجيكي مسيو جورج مرزباخ.
مسيو بيانكي كان رئيسا للنادي ولكن كان بعيدا عن إدارة شئون النادي فعليا وترك كل الأمور بيد سكرتير عام النادي مسيو شودواه وكان تاجر خشب في الأساس والنادي يغلب علية الطابع الأجنبي لأن الأعضاء إما من الجاليات الأجنبية أو المصريين ذو الميول الأجنبية، حتى أن أمور ومكاتبات وكل المخاطبات تتم باللغة الفرنسية وهنا أحس القلة من المصريين بإنه يجب التحرك لأن النادي مقام على أرض مصرية وهناك إهمال جثيم في إدارة شئون النادي حيث لا تجري إجتماعات لمجلس الإدارة وحتى عقد إلايجار لم يتم تجديدة وسكرتير عام النادي مسيطر على كل شئ بلا جدوى وهنا ظهر قائد ثورة تمصير نادي الزمالك (المختلط في هذا الوقت) وهو الراحل إبراهيم علام جهينة أول ناقد رياضي مصري وعربي في التاريخ.
الحيلة وليست المؤامرة (من مذكرات الراحل إبراهيم علام جهينة )
قرر جهينة القيام بخطة محكمة مع صديقة مصطفى حسن الذي تفاوض مع مسيو شودواه للإلتحاق بالنادي مع الفريق المصري الذي كان قد فاز في يوم 28 نوفمبر عام 1914 على منتخب قوات الحلفاء وهنا قرر مسيو شودواه إسناد سكرتارية فريق كرة القدم للأستاذ إبراهيم علام جهينة وأمانة الصندوق لصديقة مصطفى حسن وأصبح كل أفراد الفريق من أعضاء النادي وقد نشط الفريق ولعب العديد من المباريات مع الفرق المحلية والأجنبية وعاد النادي للنشاط بعد فترة ركود بدأت مع بداية الحرب العالمية الأولى وكان لموقع النادي المميز في وسط البلد دورا كبير ا حيث يوجد الآن دار القضاء العالي ونقابة الصحفيين ونقابة القضاة ونقابة المحامين ومصلحة الشهر العقاري حيث تدفقت الأموال بكثرة بعد أن كان النادي على وشك الإفلاس وأطلق على النادي إسم (نادي الكرة) ومن شدة الطلب للعب مع الفريق من العديد من الأندية كان ينظم المختلط في اليوم مباراتان نظرا للسمعة الكبيرة التي لازمت الفريق.
الإجراءات التي أتخذها إبراهيم علام جهينة من أجل التمصير
أولا:- الإسراع في مداهمة مجلس الإدارة ملتبس بكل أخطائة ومخالفتة حتى لا تكون هناك فرصة لإصلحها.
ثانيا:- التأكد أن أغلبية الجمعية العمومية صارت من المصريين وذلك لطلب عقد جمعية عمومية غير عادية لحل مجلس إدارة النادي .
ثالثا:- الإتفاق مسبقا على رئيس وأعضاء مجلس الإدارة ليتم ذلك بسرعة.
عندما تأكد إبراهيم علام جهينة من قانونية الإجراءات وأن القانون يسمح فقط لخمسين عضوا بأن يطلبوا عقد جمعية عمومية غير عادية وبعد أخذ إمضاءات الخمسين العضو تم إرسال خطاب بذلك مسجل عن طريق البريد لمسيو شودواه سكرتير عام النادي وصورة من الخطاب للرئيس مسيو بيانكي وعندما حانت لحظة تم عقد الإجتماع في شارع الشواربي برئاسة الدكتور محمد بدر في دار تابعة للأستراليين وهنا تقرر تشكيل أول مجلس إدارة مصري بعد سحب الثقة من المجلس الموجود وكان التشكيل كالأتي:-
رئيس النادي الدكتور محمد بدر
أمانة الصندوق مصطفى حسن
الأعضاء وهم عبده الجبلاوي ومحمود بسيوني ونيقولا عرقجي وحسين فوزي.
وبالفعل سارت الأمور بسرعة وتم إصدار عضويات جديدة ولا يستطيع أن يدخل النادي إلا أصحاب العضويات الجديدة ولضمان الأمن حول النادي تم إستئجار أنفار من حي بولاق أغلبهم من الصعايدة للحراسة ومعهم شخص ينظم حركة الدخول والخروج فقط للأعضاء الجدد وتم ذلك من ثاني يوم على إنتخاب المجلس الجديد وبذلك صار نادي المختلط نادي مصري بعد قاد الفكرة الراحل العظيم علام جهينة والذي ذكر هذة التفاصيل في مذكراته الشخصية.
وفي النهاية أود أن أذكر أن ما حدث في عام 1917 هو شئ بعيد تماما على المؤامرة كما قيل لأنه تمت إستعادت نادي أصبح شئ كبير في مصر والوطن العربي وأفريقيا من أجل المصريين حتى أن إبراهيم علام جهينة رفض تقلد أي مناصب في سبيل المقصد الطيب وهو التمصير ولو إفترضنا أنها كانت مؤامرة فأنا أعتبرها مؤامرة مشروعة لأنها ليست بها خيانة للوطن وللمصريين.
فيديو قد يعجبك: