فريق صلاح (5).. عبد الفتاح عباس "صاحب القرار المصيري في حياة مومو الكروية"
كتب- مصطفى الجريتلي:
"في عام 2004 تفكك منتخب براعم الجمهورية فتعاقد المقاولون مع كابتن ريعو ليكون رئيسًا لقطاع الناشئين به وأنا أتولى قيادة فريق 1992 جددت الفريق وطالبت بتفعيل مقرات المقاولون في الشرقية وطنطا والمنيا على غرار فكرة منتخب البراعم لتمدنا بالموهبين وجائنا من طنطا عدد من اللاعبين من ضمنهم محمد صلاح وهنا حدث قراراً استثنائياً".. هكذا بدأ عبد الفتاح عباس، مدرب فريق 2005 في إنبي حالياً والمقاولون ومنتخب زينزيبار والكرة النسائية الوطني الأسبق حديثه لمصراوي في خامس حلقات سلسلة "فريق صلاح".
الفرق التي تواجد بها محمد صلاح بصفوف المقاولون العرب خلال المراحل السنية المختلفة أفرزت العديد من اللاعبين والمدربين الذين استطاع بعضهم الاحتراف في الخارج فيما بقى كثير منهم في مصر وهو ما نسلط الضوء عليه في سلسلة "فريق صلاح" عن طريق قصص يرونها على ألسنتهم.
بدأ كابتن عبد الفتاح كرة القدم في سن الـ 14 سنة تقريباً:"انضممت لناشئين المقاولون في عام 77 ثم رحلت إلى صفوف هيليوبوليس لمدة موسمين ثم انتقلت لفريق بلبيس وكان هابطًا من الممتاز ولعبت في الدرجة الأولى ثم الجمارك قبل أن اعتزل اللعب واتجه للتدريب في سنة 84".
وكان عبد الفتاح الذي يتمم أعوامه الأولى في عقده الثاني يؤمن أن في فترته من لا يلعب فريق أول للزمالك أو الأهلي فهو سينتهي:"ومنا هنا قررت التوجه للتدريب وبما إني كنت لاعباً في صفوف هيليوبوليس فأصبحت مدرباً بقطاعات الناشئين به حتى عام 90 فتوليت الفريق الأول بنادي أهلية أبو زعبل في مجموعة القناة وحينها نافسنا على الصعود للمتاز ولكن في الموسم الأول صعد المقاولون وفي الثاني صعد بلدية المحلة".
ما قدمه مع أهلية أبو زعبل في الممتاز ب قاده لتجربة في السعودية:"توليت في عام 93 نادي رضوى ثم المجد وعدد من أندية الدرجة الأولى والثانية في جميع المراحل السنية بالسعودية حتى عام 2000 فجائتني فرصة جيدة في بلدي.. منتخب البراعم".
مسؤولو الكرة في مصر مع بداية الألفية الجديدة قرروا الاهتمام بصورة موسعة بقطاع الناشئين:"كابتن ريعو تولى القطاع وأنا كنت معه وعملنا على تقسيم مصر إلى 7 قطاعات كل قطاع يضم أكثر من محافظة ومن كل قطاع نختار أفضل لاعبين في منتخب القطاع ومن منتخبات الـ 7 قطاعات نختار 25 لاعباً فقط هم الأفضل في مصر".
القطاعات ضمت الصعيد ووجه بحري وقبلي والقناة بحيث تكون أعين منتخب البراعم في كافة ربوع مصر:"في فريق 86 كان معنا شيكابالا وعملنا في 2004 على منتخب 93 والمميزين من 94 فكان معنا من 93 كوكا، ربيعة، سيد شبراوي، الشامي وغيرهم ومن 94 كان معنا كهربا ولم يظهر لنا صالح جمعة حينها".
ولكن بعد 4 أعوام من منتخب البراعم قرر المسؤولون إنهاء تجربته في مصر ليسارع المقاولون في الاستفادة من الثنائي في بناء قطاع ناشئين له:"تعاقدوا مع كابتن ريعو كرئيس للقطاع وأنا مدرباً لفريق 92 وبنيت فريقاً وفعّلنا فروع المقاولون في الشرقية، طنطا، والمنيا للاستفادة من الناشئين هناك كما كنا في منتخب البراعم كان هذا في عام 2004 وفي عام 2005 أخبرنا مدرب فرع طنطا بأن هناك لاعبين جيدين بفرق 92 فطالبته بإحضارهم لرؤيتهم ومن ثمّ رؤية إمكانية ضمهم لفرع الجبل الأخضر وكان من بينهم محمد صلاح".
"اللاعبون مميزون بالفعل ولكن كابتن ريعو طلب مننا قيد 20 لاعباً فقط في كل فريق ومعي لاعبين مميزين في فريقي الأساسي ولاعبو طنطا مميزون والعدد أصبح 35 لاعباً فكان لابد من قرار استثنائي".. عبد الفتاح عباس، مدرب فريق 92 في المقاولون حينها يشرح كيف جاء القرار الاستثنائي.
فلم يكن حينها استراحة بمقر النادي سوى لمغتربي الفريق الأول ثم طوّر الثنائي ريعو وعبد الفتاح فكرة استراحة لمغتربي الناشئين:"لم تكن كبيرة فكان لابد أن يقتصر كل فريق على 20 لاعب ولو تم الأمر فلن أضم لاعبين من الوافدون فالأولى من عملت معهم لمدة موسم قبلهم ولكن كان الأمر بالنسبة لي هاماً فكانوا مميزين فتحدثت مع الإدارة أن اللاعبين حال رحيلهم سيندم عليهم النادي ندمًا كبيراً ولو تم ذلك فسأرحل معهم لإنني لا استطيع التقييم!".
المقاولون شكّل لجنة لرؤية اللاعبين:"حينها قررت خوض مباراة من 3 أشواط لدي 35 لاعباً وأريدهم أن يظهرو وحين شاهدتهم اللجنة قرروا بقائهم كاستثناء حينها وأن يصبح الفريق 35 لاعباً عكس باقي الفرق فقررنا المشاركة ببطولة قطاع القاهرة والجيزة ونادي الصيد لكي يُشارك اللاعبين جميعًا".
وعن سر تمسكه بهم وبالأخص بطل حلقاتنا محمد صلاح؟ يقول مدرب ناشئي إنبي حالياً:"هو كان في عامه الـ 13 وكان جسمه ليس بالقوي ولكنه كان يُسلم الكرة لزملائه بدقه ويتسلمها بصورة جيدة وسريع بالكرة ويجيد المراوغة فهل أتركه في هذا السن فضممته وكان حينها يلعب في مقاولون طنطا كظهير أيسر فشارك معي هذا العام 2005 بهذا المركز".
ولكن صلاح يلعب كظهير أيسر؟ يرد:" اللاعب في الصغر لابد أن يلعب في أكثر من مركز وكان اعتمادي في طريقة لعبي على أن الظهير الأيمن والأيسر يلعبان كجناح وأفرغ لهما المساحات وأخبرهما إنهما جناحا الطائرة بالنسبة لفريقي وكان يُسجل حينها أهدافاً أيضاً والدليل أن كان لدي بالفريق 3 أو 4 في مركزه وجسمانياً أفضل منه ولكنني كنت أشركه لسرعته ومراوغته التي ستفيدني في طريقة لعبي".
وبعد عام من قدوم صلاح وتدريبه بصفوف المقاولون رحل كابتن عبد الفتاح عباس:"جائتني فرصة عام 2006 لتدريب منتخب مصر للكرة النسائية في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم وفي 2008 جائتني فرصة لتدريب منتخب زينزيبار فكنت قد وضعت السيرة الذاتية الخاصة بي في وزارة الخارجية وتم ترشيحي من قبلهم واستمريت هناك 5 مواسم حتى عام 2013 وكان صلاح قد صعد للفريق الأول وانضم للمنتخب واحترف في صفوف بازل فلم يتحدث شخصاً عن دوري لعدم وجودي ولكن صلاح اعترف بموقفي معه في لقاء تليفزيوني أُجري معه حينها".
ولكن هل نساه صلاح؟:"عدت لمصر لتدريب منتخب الكرة النسائية مرة أخرى في 2013 وكانت تدريباتنا في مشروع الهدف وقابلته هناك واحتضني وكنا سعداء باللقاء وظللنا نتحدث عن هذه الأيام الجميلة وعن مشواره وغيرها من الأمور.. لا أتواصل معه حالياً ولكن كلانا يحب الأخر".
وظل عبد الفتاح عباس مدربًا لمنتخب مصر للكرة النسائية لقيادته في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا واستمر معه حتى 2014 قبل أن يعود لتدريب الفرق مرة أخرى:"قضيت 2015 مدرباً لأندية قسم ثاني وثالث وفي 2016 توليت رئاسة اللجنة الفنية لمنطقة القاهرة والمدير الفني لمنطقة القاهرة حتى مايو الماضي 2018 ثم انضممت لصفوف قطاع الناشئين في إنبي".
وفي منطقة القاهرة كان له بصمة في قطاع الناشئين:"الحمدلله لأول مرة تم تنظيم منتخب أعمار 9،10،11، 12، 13 وغيرنا نظام مسابقات البراعم بتكريم الجميع واختيار المميزين وشكلت 5 منتخبات للقاهرة ومنهم من سافر إلى اليابان وحصل على برونزية العالم في بطولة العواصم".
وعن حلمه في إنبي يتم صاحب الـ 55 سنة حديثه قائلاً:"في 2005 دربت محمد صلاح وأنا الآن مدرباً لفريق 2005 بالنادي البترولي وأراها صدفة للبحث عن محمد صلاح جديد".
فيديو قد يعجبك: