الرباط الصليبي.. "هدية الأهلي" يشعل معركة بين فرج عامر وطولان.. وضحية "ميدو" يصعدها للقضاء (تقرير)
كتب - محمد يسري مرشد:
تجربة مريرة تبدأ عندما يخبرك الطبيب أن نتيجة أشعة الرنين المغاطيسي تؤكد إصابتك بقطع فى الرباط الصليبي الأمامي "ACL" والتى ستبعدك عن الملاعب لمدة 6 أشهر.
فى البداية الألم الصاعد من الركبة يعتصرك والهلع يصاحبه بعد صوت "القرقعة" المسموع بوضوح ثم يبدأ "تورم" الركبة وعدم القدرة على "فرد" القدم بصورة طبيعة ومع نزول طبيب الفريق يصبح التشخيص المبدئى والحتمى هو اشتباه بقطع فى الرباط الصليبي.
الطبيب قد يكون متعاطفاً معك ويخبرك أن يوم غد سيكشف حجم الإصابة وبعد ليلة صعبة تصل فيها إلى المستشفي بعكاز سيضعك طبيب الأشعة داخل ما يشبه التابوت وبعدها يقابلك ويبلغك أن الإصابة " رباط صليبي".
"رباط صليبي" هى كلمة تحمل عداء للرياضيين ولاعبى كرة القدم خاصة، فالأمر لا يتوقف على جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي فقط بالأمر، هو اختبار للإرادة والعزيمة والصبر فـ80% من نجاح جراحة إعادة بناء الرباط الصليبى يتوقف على المريض؛ ولذلك الجراحة فى عيادة شيبرهوف أو إيمهوف أو فابرياس بألمانيا لا تفرق كثيراً عن عيادة الخبير المصرى أحمد عبدالعزيز.
عادة ستستمر معك فى الأيام الأولى وهى تدريبات "التقويات" بوضعين فقط ثم يأتى دور استخدام أجهزة الموجات والعلاج المائى وأجهزة التحمل فى صالة الألعاب البدنية، والأمر واضح ولا مفر منه التكرار ثم التكرار والجد من أجل صناعة ركبة "مقاتل"، وبعد الفحص مرة أخرى يأتي دور الجرى الخفيف ثم التدريب بدون التحامات ثم العودة بعد 6 أشهر.
فى بداية عودتك إلى المستطيل الأخضر بعد برنامج بدنى عقب انتهاء فترة التأهيل يسيطر الخوف عليك من الالتحام والحركة المفاجئة ورويداً رويداً تبدأ فى الدخول إلى الأجواء، وعندها فقط سيكون الاختبار الأصعب والأهم وهو: هل نجحت فى شهورك الـ6؟.
وبين مئات الرياضيين فى العالم الذين تعرضوا للإصابة بالرباط الصليبي، نعرض خلال السطور القادمة أغرب 6 حالات منها المحلي ومنها العالمي:
1- مارادونا ألمانيا
سيباستيان دايسلر اسم لا يتذكره الكثيرون بعد مسيرة قصيرة مع كرة القدم، ولتعريفه سأستعين باللقب الذى أطلقه عليه القيصر "فرانز بيكنباو" وهو "ماراودنا ألمانيا".
دايسلر موهبة فذة ألمانية أجهز الرباط الصليبي عليه، أكثر لاعب كرة قدم محترف بالعالم تعرض للإصابة بقطع فى الرباط الصليبي ووصل عددها إلى 5 فى الركبة اليمنى فقط.
وبسبب الإصابات قرر دايسلر الاعتزال وهو فى الـ27 من عمره وكان آخر ما قاله "لم أعد أثق بركبتي اليمنى التي طالما عذبتني وأنا راحل لأسباب صحية ".
2- مارادونا الإسماعيلية
عمر جمال لاعب وسط الإسماعيلي الذى يلقب بـ"مارادونا الإسماعيلية" كان وضعه غريبا ومختلفاً فالأمر لم يكن بالنسبة للاعب الموهوب تقصيرًا من اللاعب بل كان خطأ فى الجراحة.
وتعرض عمر جمال للإصابة بالرباط الصليبى بمباراة الإسماعيلى والمصرية للاتصالات موسم 2008 – 2009 وبعد فترة من العلاج والتأهيل عاد اللاعب فى موسم 2009 -2010 ليكتشف الأطباء خطأ فى الجراحة الأولى ليعيد اللاعب الجراحة مرة أخرى فى ألمانيا ويعود بعد غياب 10 شهور إلى الملاعب.
3- الصليبي يلتهم "شيتوس"
قد يكون وائل رياض شيتوس لاعب الأهلى ومنتخب الشباب السابق هو أكثر لاعب مصرى تعرض للإصابة بقطع فى الرباط الصليبي ووصل العدد إلى 3 مرات.
شيتوس منذ انضمامه للجونة تعرض للإصابة 3 مرات بالصليبي أجهزت على مستقبله الكروى ليعتزل كرة القدم وهو ابن الـ28 من عمره ويتجه إلى العمل الإعلامي.
4- "صليبي" رزق يشعل شجارًا بالأيدي بين عامر وطولان
فى 2015 اشتعلت معركة بين محمد فرج عامر رئيس سموحة وحلمي طولان المدير الفني للفريق السكندري بسبب محمود رزق الصفقة الجديدة.
محمود رزق مدافع المنصورة الشاب كان قد تعرض للإصابة بالصليبي مرتين وطلب طولان التعاقد معه إلا أن فرج عامر رفض وتبادل الطرفان بالاتهامات ثم اشتبكا بالأيدي.
الأهلي بعدها تدخل وحصل على توقيع رزق بعد رفض سموحة التعاقد معه، وفسخ التعاقد مع طولان ويعلق الأخير "الأهلي استطلع رأيي فى مستوي محمود رزق وقلت لهم لاعب رائع وهذه هديتي لكم ".
وتعاقد الأهلي مع رزق وأعاره لنادي الإنتاج الحربي ليتعرض للإصابة بالرباط الصليبي للمرة الثالثة لينتقل مؤخراً للاتحاد بعد توصية من طولان.
5 - ميدو
أحمد حسام "ميدو" لاعب الزمالك الأسبق ومنتخب مصر الأسبق لم يتعرض للإصابة بالصليبي ولكنه كان بطل واقعة "غريبة" فى ملاعب كرة القدم مع لاعب الإعلاميين مصطفى عبدالرحيم عام 2004.
فى عام 2004 قرر الإيطالي ماركو تارديلي المدير الفني للمنتخب فى هذا الوقت إقامة مباراة ودية استعداداً لتصفيات كأس العالم 2006 مع نادي الإعلاميين.
ميدو اشتبه عليه مصطفي عبدالرحيم لاعب الإعلاميين بأيمن صلاح الذى مرر الكرة بين قدميه "كوبرى" ليذهب إلى عبدالرحيم ويضربه بعنف ويتسبب فى إصابته بالصليبى واعتزاله كرة القدم.
قضية ميدو ولاعب الإعلاميين اتخذت مساراً بعيداً عن الرياضة وذهبت إلى المحاكم وأثارت الجدل لفترات طويلة.
6- لعنة البداية
محمود محمود لاعب الأهلي الشاب لم يكن الأول الذى تعرض للإصابة بالصليبي فى مباراته الأولي بل سبقه الغاني أكوتي منساه قبل 13 عاماً فى مباراة الأهلي أمام إنيمبيا ببطولة دوري أبطال أفريقيا.
كذلك إصابة فيرناندو جاجو نجم خط وسط منتخب الأرجنتين الذى أصيب فى مباراته الدولية الأولى أمام بيرو ضمن التصفيات اللاتينية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بعد عشر دقائق فقط من نزوله.
المفارقة فى هذه الإصابة أن الجهاز الطبي لمنتخب التانجو أبلغ اللاعب بحجم الإصابة، ولكنه أصر على استكمال المباراة قائلاً: "لا يهمني، اسمحوا لي أن ألعب، اربطها فقط وسأكمل المباراة، هذه مواجهة مهمة ولن أخرج.. اربطها فقط".
فيديو قد يعجبك: