تحليل .. الصراع اللاتيني- الألماني بين واقعية "لاسارتي" وسحر"دياز" وجمود "جروس"
كتب - محمد يسري مرشد:
انتقل الصراع اللاتيني الأوروبي إلى هنا ، الصراع الأدبي بين الواقعية ثم الواقعية السحرية فى أمريكا الجنوبية و الجرمانية الألمانية تجسد مرة أخرى ولكن فى كرة القدم المصرية وبين أطراف ثلاثي القمة.
الأوروجوائي مارتن لاسارتي المدير الفني للأهلي خرج هذه الجولة منتصراً لأسلوبه على جاره الأرجنيتني رامون دياز المدير الفني لبيراميدز والسويسري كريستيان جروس المدير الفني للزمالك ليشتعل الصراع ويصيح الأحمر أقرب من أى وقت مضى من الحلفين فماذا حدث.
واقعية لاسارتي
الواقعية فى أدب أمريكا الجنوبية هي حركة تطورت في أواخر القرن التاسع عشر تحاول تصوير الحياة تصويرًا واقعيًا دون إغراق في المثاليات، أو جنوح صوب الخيال وهو ما فعله لاسارتي حرفياً مع الأهلي حتى الأن.
جماهير الأهلي تطمح فى الكرة الشاملة والهجوم الكاسح، تريد أن يدفع مدربها بكل النجوم، الجميع يريد أداء على غرار شوط الخماسية فى سيبما ، الضغط الطولي و"الرتم" المرتفع فى جميع الأوقات وأمام أى منافس وفوق أى أرض، الإطاحة بهشام محمد وناصر ماهر وأيمن أشرف ولكن المدرب لا ينجرف ويفرض ما يؤمن به.
الأهلي يعاني من اصابات لديه معركة محلية أفريقية فقرر لاسارتي تطبيق "التدوير" حمدي فتحي وياسر إبراهيم وكريم وليد فى الخارج ، هشام محمد وسعد فى التشكيل الأساسي ، جيرالدو يضعه أمام المتألق معلول ليقدمه بصورة مختلفة كما فعل من قبل مع الشحات ورمضان ، الحرية لهاني وللسولية ومن بعده نيدفيد ، تحول إلى 4-3-3 طريقته المفضلة فى أوقات كثيرة، محاولة سد الثغرات حتى لو كانت أمام منافس مثل الداخلية والنتيجة 7 انتصارات متتالية والأقتراب.
لاسارتي لم يغرق فى المثاليات بوضع التشكيل الأفضل والمثالي واجتياح الخصوم ومحاولة استنساخ أسلوب بيب جوارديولاً (الاستثنائى) الأكروباتي فى كرة قدم، لمعرفته بأن يملك فريقاً تعرضه لاعبيه للإصابة فى فترته أكثر من النقاط التى حصدوها، يقدس مبدأ التكيف والتدرج فى كرة القدم وحقق حتى الأن مراده حتى وإن جاءت بعض الأوقات عصيبة تصاحبها انقتادات من المدرجات الافتراضية.
دياز والواقعية السحرية
الواقعية السحرية فى ظهرت فى أمريكا اللاتينية بمنتصف القرن الماضي، تقنية توظف عناصر فنتازية كقدرة الشخصية الواقعية على السباحة في الفضاء و التحليق في الهواء و تحريك الأجسام الساكنة بمجرد التفكير فيها أو بقوى خفية وتصويرها بشكل يذهل القارئ و يربك حواسه فلا يستطيع التمييز بين ما هو حقيقي و ما هو خيالي وهو السحر الذى انقلب على رموان دياز فى مواجهة الجونة.
محمد مجدي "قفشة" بدلاً من محمد فتحي فى الشوط الثاني مع عودة عبد الله السعيد ، تغير أقرب إلى يسجد الفنتازية والتهويل من قدرات عبد الله السعيد ، فهو لم يحلق فى الهواء ولا يملك قوى خفية، فظهر فى الهدف الأول لا يعي مهام مركزه وترك حمدي فى الهدف الثاني يصول ويجول ، التغيير من البداية أربك جميع المتابعين، لا يوجد من يستطيع الدفاع فى وسط بيراميدز والجميع "طايريين".
الهجوم الكاسح والدفع بجميع من يجيد صناعة اللعب ويملك المهارات لم يسعف دياز فى غياب أفضل لاعبي فريقه "نبيل دونجا" الفريق امتلك الكرة ولكنه أفلت من هزيمة ثقيلة بخطأ الحكم فى عدم إعادة ضربة جزاء جدو أو بطرد عمر جابر أو بعدم استحقاق أحمد علي للأنذار الأول مع كيينو.
تحمل دياز هزيمة فريقه بدون شك هو وأحمد حسن الذى لم يخبر الأرجنتيني بما ينتظره فى الجونة سواء فى الملعب أو بقدرات المنافس .
الجرمانية
يتفرد الأدب الألماني الذى تقع تحته سويسرا مسقط رأس جروس المدير الفني للزمالك بخاصية تفرّد بهما عن بقية الآداب العالمية الأخرى التأخر الزمني الذي صحب استقرار اللغة عند قبائل الجرمان "الألمان القدماء" وصاحب هذا التأخر جروس.
المدير الفني الذى يتأخر بشكل مبالغ فى تغيراته لم يتعلم من مواجهة نصر حسين داي ومن بعدها انبي متمتعاً بجموده وفرديته ونفوره من القواعد المفروضة كسمة مواطنيه من الأدباء.
الزمالك يملك جناحين طائرين مصدر قوته مع ساسي، الأمثل 4-3-3 بتأمين النقاز وجمعة وساسي بلاعب وسط ثالث مع طارق حامد ، ويملك جروس ثنائى كان الأفضل قبل عام ، محمود عبد العزيز مع إيهاب جلال ، ومحمد حسن فى دجلة ، على الأقل التأمين بعد التقدم بهدفين، ولكنه لم يفعل وأختار التغيير مركز بمركز إلى أن تعادل.
يحسب لجروس الجملة التكتيكية فى الهدف الأول ويحسب عليه الجمود والتأخير فى التأمين والاعتماد على نفس الاسماء دون منح البدلاء فرصة المشاركة وسيدفع ثمن هذه السياسية لو فقد ساسي أو حامد ، البدلاء الأن بعيدين كل البعد عن الأساسين
فيديو قد يعجبك: