الحوار الأخير.. خالد توحيد قبل وفاته: "حظي أن الله زرع لي الحب في قلوب الناس"
حاورته ـ ريهام حمدي:
شاء القدر أن الحوار الذي أجراه قبل أيام من تعرضه لأزمة صحية يُنشر بعد رحيله إلى جوار ربه، فبقيت آخر كلماته شاهدة على حياته ومماته وما قدمه في مشواره المهني الذي انتهى في الساعات الأولى من الثلاثاء الماضي.
"حظي أن الله زرع لي الحب في قلوب الناس، وأن يقدر الجميع المهنية والصدق والاحترام الذي تعاملت به مع مهنتي، لذلك أحاول أن أصمد طوال الوقت لإعلاء القيم العليا حتى وإن كان الالتزام بها يضيف مشقةً وتعبًا، ولكن ليس لدينا أي خيار آخر".
*من هو خالد توحيد؟
-أنا خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة، وهو أحد أسباب سعادتي وثقتي بمهنتي.
تخرجت منذ وقت طويل، ولكن في نفس الوقت لم أتوقف عند الإبقاء على العلاقة الأكاديمية، فبعد حصولي على البكالوريوس حصلت على درجة الماجستير 2013، وحاليا أقوم بالتحضير للدكتوراه.
امتهنت الإعلام، منذ 35 عامًا، ولا أعرف عملًا غيره. بدأت في الصحافة الورقية مع مجلة الأهرام، منذ العدد صفر عام 1989، وكنت أحد مؤسسي المجلة.
عملت بكل الأقسام في المجلة، وترأستها في عام 2014 وحتى عام 2017، وبدأت العمل في الإعلام تزامنا مع عملي الصحفي.
لي تجربتان هما الأبرز، بالإضافة إلى تجارب أخرى متفرقة، وهما استاد النيل، وتولي رئاسة قناة الأهلي وإدارة الاستديو التحليلي، وهما تجربتان فارقتان، قدمتا لي رصيدا وزخما إعلاميا كبيرا.
تلك مرحلة كانت نقلة كبيرة لي مع الجماهير. أنا سعيد الحظ لأنني توليت رئاسة قناة النادي الأهلي ولمرتين 2009 و2018.
والمرة الأولى ربما بحكم الخبرات الإعلامية حققت مردودا إيجابيا جدا، كان سببا كبيرا في عودتي مرة ثانية لرئاسة القناة. وهذه المرة أحاول لإعادة القناة إلى ما كانت عليه في أعلى نقطة والتي وصلت لها في الفترة من مارس 2010 وحتى نهاية العام، وشهدت إطلاق البث الرسمي.
وهذه المرة نحاول تكرار التجربة وأن تكون قناة الأهلي عند حسن ظن جماهير النادي الأهلي لأنها النافذة الأساسية والأولى والأهم.
* عودتك للقناة مرة أخرى ماذا مثلت لك؟
- القيمة من عودتي للقناة أن يرتبط اسمي بالنادي الأهلي لمرة ثانية، ولم يبالغ من قال إنه لشرف كبير مجرد عبورك بجوار سور النادي الأهلي، فما بالك بتولي المسؤولية بالنادي الأهلي وتولي القناة: الواجهة الإعلامية الأهم خاصة في هذه الفترة التي تشهد تراجع دور الصحافة وتنامي دور الإعلام الإلكتروني.
ولكن يظل للإعلام المرئي قيمته ووزنه وتأثيره، وأعتبرها مهمة كبيرة وشرفا كبيرا واختبارا في مرحلة سنية تختلف تمامًا عن تولي نفس المسؤولية الحقبة الماضية، حيث كنت أصغر سنا، بالإضافة إلى تبدل كثير من الأحوال.
* هل فرحة الجماهير بتوليك رئاسة القناة شكلت عبئًا كبيرًا عليك؟
- ظاهريا عبء، ولكن ثقة الجماهير بك تزيد ثقتك بنفسك. فرحة جماهير الأهلي، والتي أتت بنسبة إجماع كبيرة تعتبر عبئا كبيرا بالرغم من أنها تحتوي على حب وتمييز وتقدير للشخص نفسه، وهو ما يجعل الشخص لا يمكن أن يندم على ما بذله من تعب في هذه المهنة.
كانت قوة دافعة، وسلاحي الحقيقي هو الجمهور، لأنه في النهاية هو المتلقي لما نقدمه على شاشة القناة.
وحقيقة لم أدرك حجم هذا الحب إلا عندما تم تعييني، وكتبت على حسابي الخاص بفيسبوك، شعرت وقتها بحب الناس يتدفق أنهارا تجاهي لذلك في كل مرة أتأكد أن ما أبذله من مجهود حقيقي وصادق لا ينسى أبدا.
ولا يمكن أن تتغافل عنه الناس حتى مع تغيير الزمن؛ فالجماهير دائما تستطيع التمييز بين السيئ والجيد.
حظي أنْ زرع الله لي في قلوب الناس الحب، وأن قدّر الجميع المهنية والصدق والاحترام الذي تعاملت به مع مهنتي، لذلك أحاول أن أصمد طوال الوقت لإعلاء القيم العليا حتى وإن كان الالتزام بها يضيف مشقة وتعبًا، ولكن ليس لدينا أي خيار آخر.
* لماذا تأخرت عودتك للقناة مرة أخرى؟
- لا أعلم، ولكن دائما كنت أرى تقديرا كبيرا أنه دائما كان اسم خالد توحيد على قائمة المرشحين لرئاسة النادي الأهلي، وأن أترشح دائما حتى وإن لم يتم الترشيح في حد ذاته شرف ونجاح.
* ما خطتك لتطوير القناة؟
- استغرقت حوالي شهر ونصف، بعدما توليت رئاسة القناة لوضع رؤية واستراتيجية كاملة وبالفعل وضعت رؤية لعشر سنوات قادمة للقناة أطلقت عليها "رؤية مستقبلية 2018-2028" وتصورت بها كل التفاصيل بما فيها كيف سيكون حال الكوادر بالقناة بعد عشر سنوات، وكانت رؤيتي أن يكون الجميع من الكفاءات ومن أبناء النادي الأهلي على أساس أنه من المؤكد في هذا المجتمع الكبير هناك كل التخصصات بالقدر الكافي من المهنية والكفاءة والتي من السهل الاستعانة بها ولكن يجب أن يوضع ذلك في خطة طويلة المدى، بالإضافة إلى الجوانب المهنية وخيوط أساسية، وهي التأكيد على قيم ومبادئ النادي الأهلي والتذكير بها وتجديدها وكيفية تنشئة أجيال جديدة على هذه القيم والمبادئ، لأنه لا بد أن يكون هناك رؤية تنويرية وكيف نسلم القيم والعادات والتقاليد ليس فقط على مستوى المجتمع، ولكن أيضا على مستوى مؤسسات المجتمع، وهو ما حدث عبر مؤسسات النادي الأهلي، فتم توريث قيم الأهلي عبر التاريخ من خلال وسيلة لديها القدرة على تناول ذلك مع إيقاع الحياة السريع وانتشار المواقع الإلكترونية، وهي صاحبة القطاع الأكبر من المتلقين، بدأ يصبح المحتوى المقدم لا يحتوي على ذلك، لذلك هذا هو دور الإعلام.
يجب على القناة أن تواكب الغزو الثقافي والإنترنت والثقافات، لذلك يجب دائما تجديد مبادئ النادي الأهلي والتذكير بها وتربية الأجيال الجديدة عليها والتي يفترض أن يكونوا بعد سنوات هم حائط الصد للنادي وجمهوره.
* ما خطة البرامج الجديدة للقناة؟
- تم إطلاق المرحلة الأولى، وكان تصوري لها إعداد الأعمدة الأساسية التي تلبي المطلوب بالدرجة الأولى لدى المشاهد، لذلك أعددنا مجموعة من البرامج الأساسية هي "ملعب الأهلي" الذي يذيع الاستديو التحليلي للقناة، وبعده برنامج "الأهلي اليوم"، وهو برنامج "توك شو" رئيسي للقناة، يقدمه مجموعة مختلفة من المذيعين، وكتب هذا البرنامج على الورق بطريقة رائعة ولكن بعد تنفيذه ظهر بطريقة أفضل بكثير، وكان هناك برنامج صباحي تأخر لبعض الأسباب.
أما المرحلة الثانية، فكان بها مجموعة البرامج المتخصصة، وأولها برنامج "الأشبال" الذي يقدمه أسامة حسني، وهو يختص بجميع ما يخص فرق قطاع الناشئين، مع إذاعة مباريات كثيرة من قطاع الناشئين على الهواء، ويتبعهم برنامج "الرياضة العالمية"، يقدمه عمر ربيع ياسين، ثم برنامج "الألعاب الأخرى"، ويهتم بجميع الألعاب الأخرى بالنادي يقدمه خالد العوضي وبعض الوجوه الأخرى .
فيديو قد يعجبك: