بالفيديو: في عيد ميلاده الـ 44.. أن تكون ابن الثعلب حمادة إمام!

كتب ـ مصطفى الجريتلي:

يُدرك جيدًا أن كونه ابنًا لأحد نجوم كرة القدم في مصر الراحل حمادة إمام يضع على كاهله ثقلاً؛ فالأب حين يكون نجمًا في مجاله لا يريد أن يأتي ابنه ويكون أقل من ذلك حتى لا يقول الناس أنه جاء بـ"الواسطة".

وهو ما دفع حازم إمام ـ الذي يحتفل بعيد ميلاده الـ 44 اليوم 16 أبريل ـ لبدء مشواره الكروي خارج أسوار القلعة التي تحوي العديد من الذكريات لجده حارس مرمى فريق القدم الأسبق بها يحيى إمام ووالده أحد أساطير النادي فانضم لصفوف ناشئي نادي الصيد:"وأنا صغير حينما كنت أذهب للتدرب في الزمالك كنت انضم يومين أو ثلاثة ثم أشعر بعدم الارتياح.. الجميع ينظر لي على كوني ابن حمادة إمام".

وفي صفوف الصيد وجد حازم لاعبين يشبهونه فاندمج معهم حتى انضم لصفوف ناشئين المنتخب الوطني:"بدأت أتأقلم مع حياة كرة القدم فلم انضم لمعسكرات المنتخب من قبل وكنا في الصيد في مستوى معين ليس تركيزنا على كرة القدم فعلياً ولكن مع المنتخب كانت الأمورمختلفة وكنت سعيدًا جدًا رفقتهم".

وهي المرحلة التي وصلته خلالها عرضًا من قبل نادي المقاولون، فالمدير الفني للناشئين يريد ضم موهوب نادي الصيد وهو ما جعل حازم إمام سعيدًا:"المقاولون كان قوي جدًا بالناشئين وفي منطقة القاهرة كان هو والنادي الأهلي وكنت سعيد أن العرض ليس لكوني ابن حمادة إمام".

فأراد حازم نقل سعادته لوالده حينما كانا بسيارة الثعلب الكبير وفي طريقهما لمنزلهما:"أتذكر الموقف جيدًا كنا على كوبري قصر النيل فأخبرته أن كابتن زمزم يريدني أن انضم لصفوف المقاولون وكنت أظن أنه سيكون سعيدًا فرد علي (أنت عبيط أنا سايبك في الصيد عشان مبسوط لكن لو بجد وعاوز تلعب كورة هيكون في الزمالك).

ومع تألق حازم بصفوف النصر التقطته أعين كابتن بدر حداد ليطلب ضمه لصفوف ناشئي الزمالك:"كان فريقًا قويًا كنت أخبر والدي أنه من الصعب تواجدي معهم فدائمًا ما يفوزوا علينا بأرقام كبيرة.. أتذكر في مرة تعادلنا سلبيًا فكنا سعداء جدًا".

ولكن حازم انضم لصفوف ناشئي الزمالك ولموهبته تم تصعيده للفريق الأول سريعًا وهو في سن الـ 18 لتصله العديد من العروض خاصة مع تألقه أيضًا بصفوف المنتخب الأولمبي والشباب.

فمع وصول عرضًا من الدوري الإيطالي فكر حازم في السفر وأن يعطي الزمالك فقط حق رعاية فلم يكن هناك عقدًا بينهما.

ولكن هذا الأمر قد يبدو عاديًا للاعب أخر ليس ابنًا لأحد أساطير القلعة البيضاء:"أنت ابن حمادة إمام ياعني أيه تمشي من النادي ومايخدش منك فلوس".. حازم كان يرى في مقابل الرعاية ربح للزمالك ولكن قائد الزمالك الأسبق كان يشدد على أن ابن حمادة إمام لا يُغادر بهذه الطريقة وهو لن يوافق عليها.

وهو الأمر الذي أدركه حازم حينما كبر ولكن حينها كان يرغب في الاحتراف وبعدها انتقل لصفوف أودينيزي الإيطالي في عام 1996 قبل أن يخرج معارًا لصفوف دي جرافشابا لهولندي في عام 1999 قبل أن يعود للزمالك في عام 2000.

فحينها تحدث معه حمادة إمام لكي يعود إلى بيتهم الزمالك رغم وصول حازم العديد من العروض التي ربما مثلت أضعاف أضعاف ما يتفاضاه مع الزمالك ولكن الثعلب الصغير نفسه لم يفكر بها بقدر عودته لبيته.

لتقوى علاقته بوالده عكس فترة ما قبل صعود حازم للفريق الأول فكان يتعامل مع حمادة إمام كأبن يتحدث مع والده عكس حينما صُعد للفريق الأول فأصبحا أقرب لصديقين لاعب سابق ولاعب حالي يوجه الأول النصائح للثاني.

وهو الأمر الذي كان يسعد حازم إمام حتى جائه والده في مرة وكاد يكسر عليه باب غرفته:"لا أتذكر هل كنت متعبًا أم حزينًا ولكن حينها دخل رئيس النادي جلال إبراهيم غرفة الملابس وصافتحه وأنا جالس في مكاني فعاد لي والدي غاضبًا من الموقف ويخبرني أن الأمر يحمل عدم تقدير ..(أنت بتكلم رئيس الزمالك لازم تقوم تقف وهو بيكلمك)".

فتربى حازم على حب الزمالك من والده واحترام رموزه فخلال رحلته التي شهدت أخر فصولها عام 2008 لم يرتدي الثعلب الصغير قميصًا في مصر بخلاف الأبيض ذو الخطين الحمر.