"الكرة الاستعراضية إلى زوال" .. نهاية حقبة جوارديولا العشوائيات في مصر (تحليل)
كتب - محمد يسري مرشد:
ماذا يحدث لنا؟، لا نستحق تذيل جدول الدوري، نلعب بشكل جيد، نهدد الخصوم، ونستقبل أهداف بطريق غريبة ، كرة القدم غير عادلة، ومع هذا لن أتنازل عن معتقداتي، هذا هو أسلوبي ولا أخشى دفع ثمن الدفاع عنه" .. تاكيس جونياس المدير الفني لوداي دجلة.
دفع اليوناني تاكيس جونياس المدير الفني لوادي دجلة الثمن، ثمن الكرة الاستعراضية والتقليد الأعمى فريقه يقبع في مؤخرة الجدول وهو يهيم في خيالاته بأن هدفه أكبر من فكرة البقاء وأن ما يقدمه هو الأفضل لينتهى يومه بالإقالة وليست الاقالة بحسب بل إعلان نهاية هذه الحقبة الاستعراضية الكرة القبيحة التى تنظر إلى كرة القدم من منظور "المتعة" و "الترفيه" والشيء الذي لا قيمة له سوى التسلية.
المدرب اليوناني جسد شخصية "مجنون جوارديولا" خلال قدم نموذج للمهوسين بالمدرب الكتالوني والذين يحلمون بالوصول إلى رأس الإدارة الفنية لأى فريق لتجربة ما تعلموه أو ما يؤمنوا به من خرافات لتطبيقه فوق أى أرض وتحت أى سماء.
هو غارقاً بالكامل في الإيمان بجوارديولا فسار على خطاه على أمل النتائج فلم يجدً إلى دوامة الهبوط في الموسم الماضي والهروب منها في المباراة الأخيرة وقاع الجدول هذا الموسم ليضرب مثلاً وتجربة جية بما يمكون أن يحدث لو تولى "مجنوناً لبيب" فريقا في الدوري المصري وسط هذه العشوائية ومصير "جوارديولا العشوائيات".
خاض جونياس مع دجلة 48 مباراة ، فاز في 13 وخسر 14 وتعادل في 21 مباراة وهو ما يعني إن نسبة فوز المدرب مع دجلة 27% فقط على الرغم من استحواذ الفريق الأصفر على الكرة في معظم مباريات ، الموسم الحالي لعب دجلة 11 مباراة فاز في مباراة وخسر 7 وتعادل في 3 مباريات، في المركز الأخير والثاني من حيث الأضعف دفاعياً وهجومياً حيث إنه لم يسجل بطريقته الممتعة للجماهير سوى 9 أهداف فيما استقبلت شباكه 18 هدف فلماذا فشل بطريقة "السيرك" وفشل عشقه لبيب؟
عزيري العاشق : سأخبرك شيئاً قبل أن ابدأ ودعنا ننتظر للنهاية قبل اطلاق الأحكام النهائية ، انتظر للحظة واخلع معطف التعصب لمناقشة أكثر افادة حول أسباب فشل فكر الفيلسوف الأسباني .
وسأبدأ من هنا ، من تعريف كلمة اختراع؟
"كل فكرة جديدة وقابلة للتطبيق على الأرض، فى أى بقعة من بقاع العالم بشرط تطبيقها على ارض الواقع بسهولة ويسر" .
واحداً من أهم التعريفات فى العصر الحديث، الفصل ما بين الإختراع والإبتكار والفلسفة الخاصة، الفارق بين ما وضع من أجل الأغنياء وما يصلح للعالم ويصنفه العلم .
السيارة الفيراري، باهظة الثمن، بالطبع مبهرة فى تفاصليها، تخطف الجميع لالتقاط الصور بجانبها لكنها لا تصلح للسير فى قارات بأكلمها، لا تناسب هذا العالم لذلك لا يصح أن يطلق عليها، اختراع غير التاريخ وكذلك كرة القدم اذا ارتبط اختراعك بالأموال الخليجية بميسي وبوسكيتس في كتالونيا وليفاندوفسكي والابا ومولر فأن اختراعك يقف عند حدود فريقين فقط فى العالم وعندها يفقد مسمي الإختراع .
جوارديولا، واحد من هؤلاء الذي طرقوا باب العظماء لأحداث ثورة تاريخية فى كرة القدم تكتب باسمه، وجوده مع برشلونة صنع له شعبية جارفة، مريدين واتباع، ينظرون على كل ما يقوم به بأنه اختراع جديد، ليتحول التقييم المنطقي العقلاني إلى تعصب أعمي، والعمي والعلم لا يجتعان.
التطوير الوهمي هو الذى يطمس هوية اللعبة الأكثر شعبية فى العالم، العبث فى عصب كرة القدم من أجل هوس الإختراع ودخول التاريخ تم افساده فى مهد كرة القدم إنجلترا التى بدي وانها تدافع ليس عن التطور والحداثة والإختراعات ولكن عن "هوية " حارس المرمي لن يصبح وظيفته الاساسية صانع العاب وأن يقييم بعدد تمريراته الصحيحة ومرواغاته الناجحة وتمريراته البينية، الأهداف لن تستبدل بنسبة الأستحواذ وأكبر عدد من المراوغات الناجحة ، ومركز المهاجم لم ينقرض ويتحول لوهم .
لا ينكر الا جاحد مدرسة لا ماسيا فى برشلونة وخصوصيتها على الكتلان فقط، ولن ينكر إلا جاحداً الابتكار الذى قدمه بيب لفلسفة استاذيه يوهان كرويف ورينوس ميتشيلز أو حتي هيربرت تشابمان إلا نه مع مرور الوقت تحول لمتطرفاً فى التمسك بفلسفته إلى الحد الذى جعل الأمر يبدو وأنه يخوض حربا " شخصية" لكسر كل الثوابت من أجل بيب فقط وليس من أجل فريقه.
4-3-3 بنكهة جوراديولا، 4-1-4-1 المستوحاه من عشرينات القرن الماضى ، جنون الاستحواذ على الكرة والسيطرة وإعادتها بالضغط العالي ، إعلاء قيمة المراوغة والمتعة والتحقير من القتال والدفاع والإندفاع والإرادة والصراع كقيم بالية لكرة القدم لا تصلح أمام تقديم أكبر قدر من المهارات ، فتحول الإنتصار فى هذه الفلسفة إلى ممارسة أكبر قدر من فنون الكرة مع الوضع فى الإعتبار أن الفنون تقتصر على ما تعمله فى مدرسة الثلاثي (كرويف - ميتشيلز - بيليسا ) وما يقدمه.
مع قدوم بيب لإنجلترا كان التحدي الذى يواجههه أخطر هذه المرة ، كان عليه خوض معركته الجديدة على الأرض التى اخترعت كرة القدم ، وهناك ضرب الإنجليز فلسفة بيب ، الكرة الثانية قهرته ، أجهزت على رسمه على الأرض ، خطفت منه بريقه ، عاد واكتسح في موسم رائع ولكنه لم يفرض السيطرة، واجه الأمرين، واجه مالم يواجهه في حياته، الموسم الماضي حقق تاريخاً والموسم الحالي اعترف أنه ليس من كبار أوروبا ويحتاج الكثير للوصول إلى مصاف الكبار.
(العند ، الجمود ، التعصب) مثلث لن ينجح معه أى مخترع ، لو تمسك كل مخترع بتجربته الأولى دون تعديل أو تطوير والاستفادة من الأخرين لبقي العالم فى عصر الشموع والدواب ،"الانقسام الميتوزي" للسيتي وبرشلونة لن يحدث فالظروف مختلفة والمنافسين ايضاً .
كرة القدم ستبقى لعبة نتائجها لا تتوقف على النسب المئوية والمثلثات والمربعات، ستبقى الجهد والعرق والرغبة والجدية من قيم هذه اللعبة ، الكرة لن تتغير إلى سيرك كبير ممتع هدفها الإمتاع فقط دون النظر للنتائج لأن جمهور الكرة ليس جمهور "بحيرة البجع" و "جوت تالنت" .
الاستحواذ شىء مبهر، تقديم المهارات يمتع، ولكن عليك أن تضع الكرة داخل هذا المستطيل الذي يسمي بـ "المرمى" دون الأرتباط بعدد التمريرات أو المراوغات الصحيحة أو نسبة حارسك فى دقة التمريرات.
فيديو قد يعجبك: