بعد أزمة صلاح.. من يٌنقذ اتحاد الكرة من التخبط وحذف البيانات؟
كتب - أيمن جيلبرتو:
تسبب قرار اللجنة الخماسية التي تُدير الاتحاد المصري لكرة القدم، بحذف البيان المتعلق بإصابة محمد صلاح لاعب منتخب مصر وليفربول الإنجليزي بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في حالة من الجدل والاستياء بسبب سوء إدارة أزمة تتعلق بأحد أبرز نجوم كرة القدم "عالمياً" في الوقت الراهن.
وتأكد بشكل رسمي إصابة محمد صلاح بفيروس كورونا خلال تواجده في معسكر منتخب مصر، بعد إجراء مسحة طبية استعداداً للمشاركة مع الفراعنة أمام توجو بالجولة الثالثة للتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2022.
الطريقة التي تعامل بها اتحاد الكرة مع الملف والتخبط الذي ظهر من خلال البيانات الإعلامية، تسبب في أزمة كبيرة، لكن تلك المرة تخطت حدود الوطن لكون الملف متعلق بمحمد صلاح أحد أبرز نجوم الكرة العالمية في الوقت الراهن.
ونشر اتحاد الكرة بياناً إعلامياً أعلن من خلاله إيجابية مسحة صلاح الطبية وإصابته بفيروس كورونا، وسلبية المسحات المتعلقة بباقي أفراد المنتخب، وكشف عن قيامه بإجراءات عزل صلاح وخضوعه للبروتكول الطبي والتواصل مع أطباء ليفربول.
وقامت وسائل الإعلام المحلية والعالمية بنقل الخبر الأبرز، وتناول تقارير تتعلق بأزمات ليفربول المتوقعة بعد إصابة صلاح وانضمامه لقائمة الغيابات، بجانب استفسارات عن موقفه وطريقة علاجه، وهل سيستمر في مصر أم سيعود لإنجلترا عبر طائرة خاصة.
وخلال دقائق معدودة في عصر لا يحتاج فيه الخبر لأكثر من دقائق ليُصبح "تريند" وحديث العالم، قام اتحاد الكرة بدون أي أسباب أو توضيحات بحذف البيان الخاص بإصابة صلاح بفيروس كورونا واستبداله ببيان مثير للجدل.
وكشف اتحاد الكرة في بيانه الجديد أن هناك 3 حالات بين منتخبي مصر وتوجو مصابة بفيروس كورونا وسيتم خضوع الثلاثي لمسحة ثانية للتأكد من الإصابة.
ما قام به اتحاد الكرة أدى لحالة من الجدل عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي اخبار تتعلق بإصابة عدد من نجوم المنتخب، دون أي بيان توضيحي من اتحاد الكرة حول السبب الرئيسي لحذف بيان إصابة صلاح.
وظهر عمرو الجنايني رئيس اللجنة الخماسية التي تُدير اتحاد الكرة وأكد إصابة صلاح بفيروس كورونا، ليخرج بعد ذلك بيان إعلامي يؤكد الإصابة، ويُبرر رئيس اللجنة حذف البيان، "كنا نتمنى أن تكون المسحة الثانية سلبية"، دون النظر للأزمة التي تسبب بها قرار حذف البيان.
وتفاقمت الأزمة إعلامياً على المستوى العالمي بعدما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لقيام صفحة تحمل اسم منتخب مصر "موثقة" بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تقوم بعمل حظر لصحفيين أجانب قاموا بالاستفسار عن حالة صلاح وأسباب حذف البيان.
ووفقاً لما صرح به مصدر مسؤول في اتحاد الكرة، فإن الحسابات التي تحمل اسم منتخب مصر، لا يتحكم فيها مسؤولي المركز الإعلامي لاتحاد الكرة، وهم فقط يتحملوا مسؤولية صفحة اتحاد الكرة الرسمية "التي قامت بحذف البيان".
ولم يصدر اتحاد الكرة بشكل رسمي بعد أي بيان يوضح فيه علاقته بتلك الصفحات أو أسباب حذف بيان إصابة محمد صلاح، والاكتفاء بتصريحات عمرو الجنايني عبر وسائل الإعلام بالتأكيد على عدم قيامهم بحظر أي شخص.
اتحاد الكرة في وقت متأخر من الليل حاول تصحيح الخطأ من خلال نشر بيان إعلامي باللغة الإنجليزية، لكنه بعد ذلك قام بوضع البريد الإلكتروني الخاص بطبيب الفريق محمد أبوالعلا من أجل الرد على استفسارات وسائل الإعلام الأجنبية.
لم تكن تلك الأزمة هي الأولى فيما يتعلق بـ"حذف البيانات" دون أي توضيح رسمي لتلك الأسباب، لكن بسبب مكانة صلاح العالمية، تفجرت الأزمة التي تتعلق بالخطابات الإعلامية التي تخص اتحاد الكرة والتخبط وعدم التنسيق بين الإدارات.
أول الأزمات في الفترة الأخيرة من نفس النوع ظهرت مع قضية محمود عبدالمنعم "كهربا" لاعب وسط الأهلي، ومحمد فضل عضو اللجنة الخماسية.
بعدما تفاقمت الأزمة بين الثنائي وقدم كل شخص شكوى ضد الأخر للجنة الانضباط، تم ترتيب جلسة لتقريب وجهات النظر بين الثنائي.
وقام اتحاد الكرة بنشر بيان أشار خلاله لقيام كهربا بالاعتذار لمحمد فضل وانتهاء الأزمة.
وبدون أي توضيح أو الكشف عن الأسباب، قام اتحاد الكرة بحذف البيان، ليخرج محامي كهربا ويؤكد أن ما حدث "تصالح" وليس اعتذار، وبعد ذلك أعلن فضل عن انتهاء الأزمة.
وحتى الآن، لم يكشف اتحاد الكرة عن أي تفاصيل تتعلق بتلك الواقعة أو أي بيان من جانب لجنة الانضباط لتوضيح كواليس الأزمة وكيف انتهت والنتائج المترتبة على الشكاوي وسحبها بعد ذلك، وكأن الأزمة لم تكن.
الأزمة الأخيرة من نفس النوع، تتعلق بالخطاب الذي تم نشره بخصوص اللاعب الذي يحمل الجنسية المصرية رامز حفظ الله لاعب ميلوول، وما تضمنه من بنود أثارت الجدل فيما يتعلق باخطار النادي بتحمل اللاعب لقيمة تذاكر الطيران والإقامة والانتقالات اثناء فترة تواجده بمعسكر منتخب الشباب.
اتحاد الكرة قام باستبدال الخطاب، بنشر صورة لربيع ياسين المدير الفني لمنتخب الشباب، وبعد ذلك تم الإعلان عن فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الخطاب وكيف تم إرساله بتلك الصيغة.
ويبقى السؤال، من يُنقذ اتحاد الكرة الذي يُدار بواسطة اللجنة الخماسية من حالة التخبط والتضارب وعدم التنسيق بين الإدارات المختلفة قبل اتخاذ القرار النهائي والإعلان عن أي قرار؟
فيديو قد يعجبك: