في عيد ميلاده الـ34.. حسام عاشور.. عندما يصبح "الجندي" أهم من "الملك"؟
كتب: محمد كمال
رقعة بيضاء وأخرى سمراء اللون في ترتيب انسيابي، وكل لاعب له الحق في التحرك بالطريقة التي تناسبه مع الفريق الذي يلعب له!
الوضع أشبه بلعبة الشطرنج.. يوجد عملاقان، يحاولان الفوز في مواجهتهما بتحريك بعض القطع الصغيرة على الرقع الخاصة بها وفي أدوارها المحدودة، حتى يتنسى لأي منهم إقصاء ملك منافسه، فيفوز باللعبة.
وأي مدير فني، يشبه ذلك الفتي الذي يحرك لاعبيه في الشطرنج، ليحقق الفوز في النهاية.. ولكن هل سألت نفسك من قبل أي هذه العناصر هي الأهم في اللعبة؟
الملك؟ ربما الأهم في المواجهة كلها الحفاظ على حياته ولكنه ليس لاعب محوري من حيث الأداء فتأثيره على الخصم يكاد يكون معدوم، وإذا شكلت فريقًا مكونًا من ملوك فقط، نعرف ما سيحدث بالتأكيد ستخسر الدور! كما كنت تفعل حينما تجمع أفضل لاعبي العالم في فريق واحد في الألعاب الألكترونية "بلايستيشن" ثم تخسر من فريق في الدرجة الثانية بمنتهى السهولة، فكيف يمكن أن يحدث هذا وأنا أشارك بأفضل اللاعبين وفريقي كله مكون من ملوك اللعبة؟
غياب حسام عاشور السبب!
بالتأكيد أن غياب اللاعب الكلاسيكي صاحب اللمسة السهلة الذي يخدم باقي لاعبي الفريق في الملعب بمجهوده المتواصل، الذي لا يسعى دومًا للظهور في الصورة على حساب دوره هو السبب!
هنا وقف البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني الأسبق للنادي الأهلي، وأعطى معاونيه درسًا في كيفية تجميع فريق حسب احتياجاته، وليس حسب مهارات اللاعبين، فأي فريق بدون ذلك الجندي سيعاني كثيرًا.
"جوزيه اختارني للصعود للفريق الأول بالصدفة، رغم أنه حضر مباراة للناشئين للاختيار من 4 لاعبين آخرين، وأكد لمعاونيه أن أفضل ما يميزني أني ألعب السهل وهو أهم شيء في كرة القدم".. "هكذا وصف حسام عاشور تصعيده للفريق الأول بالأهلي بعدما شارك لفترة مع ناشئي المارد الأحمر"
ومنذ هذا اليوم لم يفارق عاشور قلوب مشجعي النادي الأهلي، ولم لا؟ بعد أن وجدت الجندي المناسب الذي يعشق قميص فريقه ويحارب في كل مباراة لأجله منذ كان في عمر الـ 16 وحتى الآن، لم يحاول أن يظهر بأداء لا يناسبه، أو يخطف الأضواء، بل كان هو من يمنح الأخرين الأضواء، بدوره الكلاسيكي غير المتكلف، الذي ساهم في الكثير من الانتصارات.
أطلق عليه الكثير لقب الجندي المجهول، ولكن هل عاشور مجهول فعلًا؟
إذا نظرت إلى الرقعة السوداء في مشوار عاشور ستجد أنه لم يحارب أبدًا لإبراز اسمه بشكل فردي منذ يومه الأول، وحتى لم يحاول أن يظهر بشكل اللاعب المهاري أو المراوغ في مباراة يشاهدها جوزيه بنفسه!
قائد الأهلي ربما هو القدوة لشباب فريقه الآن.. فدائمًا لا يشكو حين يخرج من قائمة الفريق وحين يشارك يؤدي دوره وكأنه لم يغادر الملعب من فترة!
مجهول في افتعاله للمشكلات، فهو يضع شعار ناديه في المقدمة دائمًا.. لم يصرح ضد أي مدرب قرر استبعاده على الرغم من كونه دائمًا الاختيار الأول لأغلب مدربي القلعة الحمراء مهما كانت جنسياتهم أو طريقة لعبهم، فالجميع يفضل ذلك اللاعب الكلاسيكي، الذي يحارب داخل أرضية الميدان بروح الجندي!
جندي واحد ربما ينهي الحرب!
كل مباراة هي جولة في الحرب، ولكن كم حرب فاز فيها ذلك الجندي الكلاسيكي، صاحب الألقاب التي لا تحصى، فإذا ذكرت اسم أي لاعب من ملوك كرة القدم في مصر، بالتأكيد ستجد أن عدد بطولاته أقل من حسام عاشور!
عاشور، الذي وصل مع المارد الأحمر لأكثر من 33 لقب في تاريخه! أكثر من أي لاعب أخر، بل أكثر من بعض الفرق في مصر! لاعب شارك مع جيل الملوك.. وتواجد في المرحلة الانتقالية للمارد الأحمر والتي تعد الأصعب بعد اعتزال أغلب لاعبي الجيل الذهبي، ليحمل شخصية الفريق داخل الملعب، حتى نقلها لشبابه الذي يبدأوا مشوارهم مع النادي اليوم!
كلاسيكيات لا تموت
هي مثل أغاني أم كلثوم أو قصة شعر أبو تريكة.. أداء عاشور في الملعب مثل طريقته خارج الميدان لا يتغير ولا ينطوي عليه الزمن، فهو عاش في الماضي وظهر في أوج مجده ويعيش في الحاضر أفضل حالاته وسيظل في المستقبل يلمع كالجديد وكأنه لم يمر عليه الوقت، هو الطريقة الأسهل لإفشال هجمات الخصم وبدأ الطريق لتسجيل هدف.. هي كلاسيكيات لا تموت
فيديو قد يعجبك: