التسويق واللائحة.. لماذا يفقد الأهلي لاعبيه مجانًا؟
كتب- هادي المدني:
بينما يدفع الأهلي أموالًا طائلة من أجل التعاقد مع لاعبيه الجدد يبدو الخروج من أبواب الجزيرة بدون مقابل هو المصير الأبرز بالنسبة لأي لاعب لا يجد مكانًا داخل جدران القلعة الحمراء.
في حين أن تعاقدات الأهلي في العام الماضي بين يناير 2019 وصيف العام ذاته تجاوزت حاجز الـ300 مليون جنيه، لم يحقق من وراء بيع اللاعبين إلا بضعة ملايين قليلة بصفقات ضعيفة ماديًا، أو رحيل مجاني لبعض اللاعبين.
ولننظر أكثر إلى واقع الأمر داخل الأهلي فإن أكبر قيمة تحصل عليها النادي من وراء بيع أي لاعب على المستوى الداخلي طوال تاريخه هي قيمة انتقال أحمد حمدي للجونة الصيف الماضي مقابل 8 مليون جنيه، وباستثناء ذلك لم يكن هناك أي صفقة داخلية ذات قيمة توازي مع يدفعه الأهلي لشراء لاعبيه.
وبالرغم من ذلك فإن الأهلي أحدث تغييرًا بعض الشيء في هذا الأمر الصيف الماضي، بالحصول على مقابل في أكثر من صفقة بالبيع أو الإعارة لكن يظل بعيد عن التوازن المطلوب بين النفقات والعائدات.
لكن لماذا يعاني الأهلي لتحقيق مقابل مادي من وراء رحيل لاعبيه؟ هذا ما نحاول ايضاحه في هذه السطور.
نقطة فارغة
يعاني الأهلي بالطبع من عدم قدرة إدارة التعاقدات والتسويق به على ايجاد عقود مناسبة للاعبين الذي يرغب النادي في الاستغناء عن خدماتهم.
صرح هيثم عرابي مدير التعاقدات الأسبق بالأهلي عقب رحيله عن النادي في عهد الرئيس السابق محمود طاهر: "إذا كنت تريدني أن أخبرك عن شيء لم أنجح في تحقيقه فهو القدرة على تسويق اللاعبين خارج مصر بشكل جيد، ليحقق النادي عائد من وراء العناصر بدلًا من الاستغناء عنهم مجانًا".
لائحة اتحاد الكرة
اتحاد الكرة والمنظم لمسابقات الأندية في مصر لا يسمح للأندية بالإبقاء على اللاعبين ما لم تتم إضافتهم للقائمة المحلية، وهو ما يعني أن أي لاعب يخرج من قوائم الأندية الأولية من حقه التوقيع لأي نادي أخر دون أن يتقاضي ناديه السابق أي مقابل مادي.
بناء على تلك القاعدة يفقد الأهلي فرصة تحقيق عائد مادي مناسب من وراء رحيل لاعبيه المنتظر خروجهم من القائمة، اللذين يفضلون من جانب أخر الرحيل مجانًا بدلًا من دخول النادي الجديد في تفاوض مع الأهلي حيث سيكون الانتقال المجاني ميزة مادية في عقده بناديه الجديد.
واضطر الأهلي في أكثر من مناسبة إلى الاستغناء عن لاعبين مجانًا أو في صفقات تبادلية ثم إعادة شراء عقدودهم بمقابل مادي كبير بعد ذلك وأبرز مثال على هذا الأمر، حسين السيد الذي رحل لمصر للمقاصة، وإسلام محارب وكل منهما عاد بمقابل مادي ليس قليلًا.
تجربة أخيرة عبرت عن إمكانية استخدام اللاعبين للوائح كورقة ضغط في مواجهة إدارة الأهلي وهي رفض جيرالدو الرحيل في يناير سواء بالبيع أو الإعارة نتيجة لإدراكه أن الأفضل ماديًا بالنسبة له أن يستغني عنه الأهلي بعدما قام بشراء أليو بادجي وأصبح مطلب بالتخلي عن أحد الأجانب لتسجيله بالقائمة، وفيما بعد أعار الأهلي وليد أزارو بمقابل مادي ضعيف للغاية.
تجربة السعودية
التجربة الأنجح بالنسبة للأهلي في استثمار لاعبيه كانت إعارات يناير 2018 إلى الأندية السعودية حيث حقق النادي عائد تجاوز 2 مليون دولار من وراء إعارة صالح جمعة، عماد متعب، مؤمن زكريا، أحمد الشيخ، حسين السيد، وعمرو بركات، لعدة أندية في دوري المحترفين.
فيديو قد يعجبك: