"يومين تلاتة ومحدش هيفتكرني".. قصة المصري إيهاب الذي دعمه تشيلسي (حوار)
كتب-مصطفى الجريتلي:
"يومين تلاتة ومحدش هيفتكرني.. لكن كرم ربنا كان في دعا الناس ليا الأيام اللي فاتت"، كانت هذه الخلاصة التي توصل لها محمد إيهاب، بعدما انتشرت قصة دعم نادي تشيلسي الإنجليزي له خلال أزمة صحية يمر بها عبر رسالة بريدية موقعة من قائد فريقه، الإسباني سيزار أزبيليكويتا.
يدرس إيهاب علوم الحاسب في إحدى الجامعات الخاصة بالقاهرة، إذ تعرض لأزمات صحية جعلته مع انتشار فيروس كورونا يُتابع مباراة تشيلسي أمام مانشستر سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا من غرفته.
استقبل إيهاب النهائي باستعدادات خاصة للحدث الذي لم يعشهِ منذ موسم 2011/2012 حين توج "البلوز" ـ كما يُلقب فريقه الإنجليزي ـ بدوري أبطال أوروبا على حساب نظيره بايرن ميونخ الألماني، كما قرر والده استغلال المباراة لرفع الحالة المعنوية لنجله.
البطولة تأتي في وقت يُعاني فيه ابن الـ 22 عامًا من أزمة صحية: "دورنا كأباء إسعاد أولادنا وبالنسبة لمحمد لن يُسعده شيء بقدر تشيلسي فالتقطت له صورًا ومقاطع فيديو وهو يُشاهد المباراة في غرفته وأرسلتها عبر بريد إلكتروني إلى نادي تشيلسي".
ولكن لم ينتظر والد محمد الذي يعمل في إحدى شركات المقاولات شيئًا من تشيلسي سوى دعم النادي الإنجليزي لنجله: "تفاجئت بالرسالة البريدية الموقعة من قائد النادي".
قصة تشجيع طالب الفرقة الثالثة بكلية علوم الحاسب لنادي تشيلسي بدأت من أسرته حين كانت تُشاهد نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2007/2008: "بطبيعة سني لم أكن مهتمًا بالمباراة ولكنني كنت أعرف دروجبا حين واجه منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا 2006 وكنت أحب اللون الأزرق فشجعت تشيلسي ولكن للأسف هُزمنا حينها".
أراد إيهاب احتراف كرة القدم كحارس مرمى في الصغر ولكن مشكلة صحية منعته ولكنه لم يتوقف وظلّ يمارس لعب الكرة بصورة أسبوعية مع أصدقائه في وقت لم يهتم بتشجيع تشيلسي حتى عام 2013 بعد تتويجه بدوري أبطال أوروبا:"لم تكن البطولة سببًا رئيسيًا ولكنني بدأت الاهتمام بتشيلسي ومشاهدة مبارياته في المقاهي مع الأصدقاء بعد الحصول على إذن والدي".
لم يكتفِ محمد بمتابعة مباريات تشيلسي فقط بل انضم في عام 2015 لرابطة مُشجعين للنادي لم تكن رسمية حتى انضمت لرابطة أكبر رسمية موجودة في مصر ليرافق أعضائها في كل تجمع لمشاهدة المباريات الهامة للفريق حتى عام 2020 حين تفشي فيروس كورونا وتعرض في نهاية العام ذاته لوكعة صحية ألزمته المنزل فحصل على بطاقة اشتراك لمشاهدة مباريات فريقه والبطولات الأوروبية.
يقول والده ليلاكورة: "قللنا تجمعاته بسبب تفشي فيروس كورونا والوعكة الصحية التي تعرض لها لكن الحمدلله كل الأمور طيبة الآن" لذا كان من المعتاد أن يجلس محمد ليشاهد المباراة في غرفته: "علقت كل حاجة عندي عليها علم تشيلسي في الأوضة وكانت لحظات متتنسيش".
وثق والد محمد هذه اللحظات وأرسلها لنادي تشيلسي:"من شهر فبراير ومحمد بيمر بمراحل علاجية وعمليات صعبة في وقت كورونا منتشرة ففكرت في حاجة تسعده ومافيش غير تشيسلي ولكن لم أتوقع ماحدث".
الوالد ظلّ بعد المباراة بمساعدة أحد أفراد العائلة يبحث عن طريقة للتواصل مع نادي تشيلسي حتى أرسل عبر البريد الإلكتروني للنادي موقف نجله قبل أن يصله ردًا بعد ثلاثة أيام برسالة موقعة من قائد فريقه، الإسباني سيزار أزبيليكويتا، جاءت:
"يؤسفني سماع أنك لم تكن على ما يرام مؤخرًا.. نيابة عن الجميع هنا في تشيلسي أغتنم هذه الفرصة لأقدم أفضل تمنياتنا لك بالشفاء العاجل.. لا استطيع سوى تخيل مدى صعوبة الأمر في هذا الوقت ولكن رجاءً أعلم أنك في ذهننا، أنا وزملائي ونرسل لك كامل دعمنا".
رحلة الوالد ليطلب من تشيلسي دعم نجله لم يكن يعلم بها المشجع الصغير حتى وصلت للوالد الرسالة يوم 29 يونيو الماضي:"أول ما صحي قلته ممكن تفتح (الإي ميل)، ليظل محمد لدقائق غير مستوعب مايحدث وما وجده في الرسالة البريدية التي وصلته من نادي تشيلسي:"نزلت الرسالة تاني يوم على فيسبوك عندي واتقلبت الدنيا".
لا يعبأ أحد من أسرته بما حدث سوى بما كسبه نجلهم من دعوات: "الأعمال بالنيات وربنا كان عالم بنيتي إني عاوز أفرح ابني وأرفع روحه المعنوية وتفاجئنا بكم الدعوات.. في ناس بتعمل حاجات أهم في المجالات العلمية والسياسية والرياضية ولكن هذا هدف الرياضة بعيد عن التراشق على مواقع التواصل"، وهو الواقع الذي يؤكده المشجع الوفي لتشيلسي ممتنا لهذه الرسالة التي دعمته نفسيًا في وقت كان يحتاج فيه لشيء يسعده.
فيديو قد يعجبك: