والد البطل حسونة يحكي رحلة "الذهب" التي بدأت بتوقيع ورقة تعهد (حوار)
كتب- علي البهجي:
بدماء مصرية وبأيدي تشققت ورسمت بين ثنايها علامات الكفاح، دخل الشاب فارس رافعًا جبهته حتى كادت تشق سماء طوكيو وخلفه أب بمواصفات قائد ملحمي ينوب عن ابنه في لحظات الانكسار، صعد صاحب الـ 23 عامًا لمنصات التتويج ليحمل الذهب لكن لم تلك المرة بألوان علم بلاده الأم، فطوال سنوات مضت تربى الفتى صاحب الأصول المصرية في صالات الحديد هناك في قطر وعلى مدار 4 أعوام تشرب كل الخبرات التي مر بها والده حتى اتقن فنون اللعبة ونال ما تمناه أباه لنفسه قبل عقود.
توج الرباع القطري فارس إبراهيم حسونة بالميدالية الذهبية في منافسات رفع الأثقال للرجال وزن 96 كجم ضمن فعاليات أولمبياد طوكيو، وذلك لأول مرة في تاريخ دولة قطر.
سجل فارس حسونة رقما قياسيا أولمبيا، 225 كجم، في منافسات النتر وحاول أن يسجل رقما قياسيا عالميا خلال محاولته الأخيرة برفع 232 كجم، لكنه أخفق.
وسجل الرباع 177 كجم في منافسات الخطف و225 كجم في منافسات النتر، بوزن إجمالي 402 كجم وهو رقم قياسي أولمبي أيضا.
فارس حسونة هو لاعب قطري من أصل مصري اضطر للسفر لدولة قطر بعد سفر عائلته منذ سنوات حصل على الجنسية القطرية ووالده وشقيقه.
ولد فارس حسونة في محافظة الغربية بمدينة المحلة الكبري، في شارع سعد زغلول بمنطقة البوظ عام 1998، وبدأ في رفع الأثقال بنادي 23 يوليو بالمحلة متأثرا بوالده إبراهيم حسونة نجم المنتخب المصري لرفع الأثقال والذي حقق لمصر عددا من الميداليات الذهبية في بطولة أفريقيا وقاد تدريب منتخب مصر للأثقال قبل أن يدخل في خلافات مع اتحاد رفع الأثقال ليترك تدريب المنتخب المصرى.
يلا كورة تواصل مع والد البطل فارس حسونة ليحكي مشوار ابنه من الخروج معه من مصر حتى حصد الذهب.
يتذكر إبراهيم حسونة أول رحلة له بعيدة عن مصر كمدرب كانت في عام 2006، حين تولى تدريب منتخب السعودية لرفع الأثقال ونجح في قيادتهم إلى الأولمبياد في عام 2008 في بكين، قبل أن يعود إلى مصر لكن سرعان ما سافر مرة أخرى إلى الإمارات في عام 2009.
ينتقل للحديث عن ابنه ورحلته التي كانت أخر محطاتها في مصر مع بطولة الجمهورية في شهر أكتوبر 2013 وشارك في بطولة الجمهورية لرفع الأثقال وحصل على المركز الثاني.
وأضاف:" أجرى اختياره أفضل رباع في آسيا العام الماضي وذلك بعدما حقق ذهبية بطولة آسيا وذهبية بطولة العالم وتحطيم رقم بطل العالم في رفع الأثقال رغم فارق السن.
واستطرد: تركت مصر حين كان فارس عمره 15 عاما وسافرت إلى قطر، بعدما كنت مدربا لمنتخب مصر لرفع الأثقال وتركت المهمة بعد العديد من المشاكل اجبرتني في النهاية على اختيار طريق السفر".
وأكد أنه بعد سفره إلى قطر لم يتواصل معه أحد في مصر من أجل العودة مرة أخرة وتولى مهمة تدريب المنتخب، مشيرًا إلى أن غالبية اللاعبين المميزين حاليا في مصر تولى تدريبهم في وقت سابق حين كان في مصر.وتابع:"قصة فارس ليس له علاقة بسفري إلى قطر في عام 2015 فوقتها كان لا يزال فتى ولم يكن لدينا أي ترتيب أو تنظيم من أجل لعبه باسم دولة قطر".
وأشار إلى أنه حين كان يذهب معه إلى صالة الحديد في قطر ويتدرب وجد لديه الامكانيات التي تؤهلة للفوز للبطولات، وبالفعل شارك في بطولات محلية وقارية، ولعب في دورة الألعاب الأولمبية 2016 حين كان عمره 17 عاما وحصل على المركز السابع وبعدها بدأ الحديث عنه.
وأكد أن في قطر الاهتمام كبير بإعداد بطل أولمبي على عكس المناخ العام في مصر المليء بالمشاكل والصراعات على حد وصفه.
وأضاف" قالوا لي هتعمل ايه في طوكيو 2020؟ مضيت انه هيافس على ميدالية ذهبية وهذا ما تحقق بالفعل لأنني أقوم بتدريبه بنفسي ".
وتابع:" لا أحد هنا يتدخل في عملي، في قطر حين تعمل وتحقق انجازات يتمسكون بوجودك على عكس التواجد في مصر كثرة المشاكل تقف عائق أمام تحقيق أي شيء"
وأتم:" بالتأكيد أتمنى العودة في أي وقت والمساهمة في تحقيق إنجازات لبلدي مصر، وسافرت إلى قطر من أجل تربية أولادي بسبب المشاكل المالية التي كنت اواجهها هنا وكان وقتها السفر هو الحل للحصول على أموال كافية لتربية أولادي بشكل جيد".
فيديو قد يعجبك: