لست وحدك يا مصطفى.. صفقات كروية ضائعة بسبب "إيميل"

كتب- محمد مهدي:

يسعى أفراد المنتخب المصري لكرة القدم إلى مساعدة اللاعب مصطفى محمد، مهاجم جالاتا سراي التركي في الخروج من الحالة النفسية السيئة التي يمر بها عقب فشل صفقة انتقاله إلى فريق "بوردو" الفرنسي بسبب "إيميل" لم يصل إلى نادي الزمالك، وفقًا لتصريحات مسؤولين بالقلعة البيضاء، بينما قد لا يعرف اللاعب الشاب أن التجربة ذاتها تعرض لها عدد من اللاعبين حول العالم.

صفقة البلدوزر

كان مصطفى الملقب بـ "البلدوزر" قد توجه إلى فرنسا في الليلة الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية لإجراء الفحوصات الطبية بنادي "بوردو" الفرنسي منتقلًا من نادي جالاتا سراي التركي لكنه يحتاج إلى موافقة من نادي الزمالك لتحويل عقده من إعارة إلى بيع نهائي، لكن نادي الزمالك أبلغه بضرورة تفعيل بند بيعه أولًا من قبل الأتراك.

خيوط متشابكة وقع داخلها مهاجم منتخب مصر، عقارب الساعة تمر ومعها يزداد قلق اللاعب الشاب على مستقبله، يتمنى البقاء في فرنسا ليواجه عدد من أساطير اللعبة أمثال ميسي ونيمار وغيرهم وتحقيق مجد في عالم كرة القدم، لكن الوقت يمضي دون حدوث جديد، يتوجه والده إلى مقر الزمالك في ميت عقبة كمحاولة لحل أزمة الابن "الزمالك لن يقف أمام مصلحة نجلي" قالها لإحدى وسائل الإعلام بينما ينتظر رد الإدارة.

الوقت يداهم مصطفى، الفريق الفرنسي لا يفهم أسباب "العَطلة" والد المهاجم لا يصل إلى نتيجة، الفريق التركي لا يُصدر بيانات رسمية عن الأمر، في الساعات الأخيرة من اليوم يظهر رئيس نادي الزمالك ليتحدث داخل القناة الخاصة بالقلعة البيضاء قائلًا "بمجرد أن يقوم نادي جالاتا سراي بإرسال الإيميل يتم تفعيل بند الشراء" لم يأتِ البريد الإلكتروني إلى الزمالك حتى الساعة الـ 12 مساءًا لتذهب أحلام الفتى أدراج الرياح ويسقط في بئر الأحزان.

إلغاء رحلة إيطاليا

في ألمانيا كانت واقعة مشابهة تدور داخل مدينة فرانكفورت حيث يستعد الجناح الصربي فيليب كوستيتش للسفر إلى إيطاليا للانضمام إلى فريق لاتسيو قادمًا من نادي إينتراخت فرانكفورت قبل ساعات قليلة من غلق سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة بأوروبا لكن الأمور انقلبت بغتة رأسا على عقب.

لم يصل البريد الإلكتروني في الوقت المناسب لإتمام الصفقة التي قُدرت بنحو 10 ملايين يورو فضلا عن مليوني مكافآت، مما تسبب في فشل الانتقال وبقاء اللاعب الصربي داخل ألمانيا ليشعر بخيبة أمل ويسعى لمعرفة سر عدم نجاح التجربة ليجد رد غير كافي لدى إدارة ناديه بأن الفريق الإيطالي غير مهتم بضمه.

بعد كثير من الاستفسارات تم إبلاغ كوستيتش بقيام فريقه بإرسال إيميل خاطيء إلى لاتسيو وهو ما أسفر عن وصول البريد الإلكتروني الخاص بالصفقة إلى جهة آخرى، لم يصدق الجناح الصربي الأمر، جن جنونه وقام برفض اللعب مع فرانكفورت في مباراته بالدوري الألماني.

اللحظة الفارقة

في عام 2015 دارت أيضا مأساة في سوق الانتقالات بعد تعثر صفقة انتقال ديفيد دي خيا حارس مرمى مانشستر يونايتد إلى نادي ريال مدريد الإسباني لتأخر وصول الرسالة القادمة من الفريق الملكي إلى النادي الإنجليزي لثانية واحدة، وهو ما أثار حالة من الغضب والاستياء لدى الجمهور على سوء التنظيم داخل ريال مدريد.

كانت الصدمة كبيرة على حارس المرمى المخضرم الذي أنهى جميع الإجراءات الخاصة بالانتقال وبات قاب قوسين أو أدنى من حراسة عرين ريال مدريد وانتهاء علاقته مع فريقه الانجليزي لكن وصول أوراق التعاقد بعد ثانية واحدة من غلق سوق الانتقالات أطاح بالصفقة ليصب الجميع غضبهم على فلورنتينو بيريز رئيس الفريق الملكي.

وانهالت حينذاك الاتهامات بين الفريقين، البعض يوجه اللوم إلى بيريز على البطء في إتمام إجراءات الصفقة والانتظار حتى اللحظات الأخيرة من أجل الموافقة على شروط الشياطين الحمر، بينما يرى آخرون أن مانشستر تعمدوا تأجيل الموافقة حتى الوقوع في تلك الورطة من أجل الحفاظ على دي خيا بين صفوفهم، وكان من الممكن العودة إلى المفاوضات مرة ثانية بعد شهور قليلة، لكن الحارس أنهى على آمال المدريدين بتجديد تعاقده مع فريقه الإنجليزي.