قصة ميرنا سعيد مدربة فريق الرجال بنادي الفشن في الدرجة الرابعة (حوار )
حوار ـ مصطفى الجريتلي:
نشأتها في أسرة كان الخال لاعبًا راحلاً في نادي تليفونات بني سويف ـ قبل أن يتوفاه الله ـ وابن خالتها ينشط في فريق كرة الطائرة بنادي بني سويف جعلت ميرنا سعيد لا تجد أزمة بين أسرتها في ممارسة كرة القدم وسط الأقارب في الشارع.
الفتاة التي نشأت في أسرة تُحب الرياضة لم تتخيل أن تحترف لعبة كرة القدم حتى إنها لم تكن تعرف الطريق لتُقدم بفريق نسائي بمدينتها أو المدن المحيطة بها في الصعيد:"الأمر كان صعبًا ولم تكن هناك فرق نسائية ولكن في إحدى المرات كانت هناك بطولة في محافظة الإسكندرية ومديرية الشباب والرياضة في محافظتنا مشاركة فسافرت وكنت هدافة البطولة".
وهي البطولة التي جذبت أنظار مدرب فريق مصر للطيران لطلب رقم هاتف والدها ليضم ابنته بصفوف فريقه القاهري بعدما حاولت من قبل التواجد بصفوف نادي وادي دجلة ولكنها لم تستمر أكثر من شهر:"لم اعتاد على الغربة ولم أتأقلم مع الأجواء هناك".
وانضمت بالفعل الفتاة التي كانت تبلغ من عمرها 14 سنة حينها لصفوف نادي مصر للطيران؛ حيث كان والدها يُخصص لها سيارة تذهب بها لمقر التدريب وتُعيدها لبني سويف مرة أخرى:"انضميت وقتها مرة لمعسكر منتخب مصر للكرة النسائية بعد ترشيح من مدربي ولكن لم استمر".
اللاعبة التي كانت تحصل على راتب قدره 300 جنيهاً من نادي مصر للطيران حينها تعرضت خلال لعبها الكرة خارج النادي لقطع في الرباط الصليبي؛ لتخضع لعملية على حسابها الشخصي:"والدي ووالدتي وقفوا جنبي وبابا قالي اتجوزي ودلوقتي عندي مكة".
ميرنا التي اختارت اسم ابنتها تيمنًا بابنة المحترف المصري بصفوف ليفربول محمد صلاح لم تجد زواجها عائقًا لتعود مرة أخرى لممارسة كرة القدم:"أخبرته برغبتي في أن أكون مدربة فوافق بل حفزني على ذلك رغم أنه ليس من هواة كرة القدم".
لكن الأمر لم يكن سهلاً للفتاة التي لم تجد سوى فرق الذكور لتُدربها فالأجواء بالبيئة الصعيدية لم تشهد حالات مماثلة:"مع الوقت أصبحت اتفاجأ برغبة الناس ف يالتصوير معي وأصبحوا يشجعونني"، بعدما تولت قيادة فريق مواليد 2005 بنادي صناع النجوم ثم طلب منها أحد (كباتنها) أحمد رمضان أن تعمل مع بفريق الفشن بالدرجة الرابعة:"طلبت أن أكون مدربًا عامًا وليس مدير فني واللاعبون يحترمونني ولكن لديّ شخصية قوية أيضًا ولكنني أعاملهم كأخوة صغار لي".
اللاعبة التي ترى في حسام غالي "صاحب الشخصية والحماس في الملعب" ومحمد أبو تريكة قدوة لها في الملاعب لم تخجل في يومها الأول بعالم التدريب:"كنت بلعب وأنا صغيرة مع الصبيان وأقاربي فكان الأمر عادي"، ولكنه على مستوى الدراسة جعلها تهمل دروسها لتُركز في مسيرتها الكروية واكتفت بالدبلوم الفني.
صاحبة الـ 25 عامًا لم تكتفِ بمجالها الجديد كمدربة ولكنها تواصل لعب الكرة بفريق (ميني فوتبول) المنيا:"نادي الفشن لايوجد لديه مشكلة في ذلك ولا أجد أي مشكلة في تنظيم الوقت بين ذلك وبين حياتي الأسرية"؛ حيث ترى الفتاة التي نشأت ببيئة صعيدية أنها لم تحصل على حقها كلاعبة كرة القدم ولكن الله أكرمها في مجال التدريب.
فيديو قد يعجبك: