طبيب نادي إيفرتون هيثم سالم يرد.. لماذا طال علاج محمد إبراهيم؟ (الحلقة الرابعة)

حوار ـ مصطفى الجريتلي:

"بجد عندنا كفاءات طبية كبيرة ولكن الفارق بينا وبين أوروبا النظام.. هناك في نظام واحد كل الأندية ملتزمة بيه".. هيثم سالم طبيب بنادي إيفرتون الإنجليزي الحالي يحكي ليلاكورة خلال الجزء الرابع والأخير، عن المنظومة الطبية بالأندية المصرية والفارق بينها وبين أوروبا وكيف يُساهم في تطويرها ولماذا طال علاج محمد إبراهيم بعد إصابته مع الزمالك أمام صندوانز.

لا يُنكر هيثم وجود اختلاف شكلاً وموضوعًا في المنظومة الطبية بالأندية بمصر والدوري الإنجليزي ولكنه في الوقت ذاته يرى أن المنظومة الطبية للأندية في مصر بحاجة لمزيد من النظام والاهتمام.

فظلّ هيثم قرابة 3 أشهر يجتاز اختبارات ويحصل على دورات قبل أن ينضم للجهاز الطبي بنادي إيفرتون:"كان التحدي الأول ليّ الدخول جوه السيستم هنا في انجلترا وأفصل بين أني كنت لاعب وبحب الكرة وبين كوني طبيب"، فيُشدد الطبيب المصري على أنه يعلم طيلة الوقت طبيعة عمله وحدوده.

وفي نفس الوقت يشعر بأنه لم يرد الدين لمصر التي جعلت منه طبيبًا مميزًا يعمل الآن بصفوف نادي كبير مثل إيفرتون في انجلترا:"خلال شهر فبراير حتى ديسمبر الماضي بالتنسيق مع طبيب المنتخب المصري محمد أبو العلا، كانت هناك دورات للأطقم الطبية بالأندية في مصر ونزلت رئيس اللجنة الطبية في الدوري الإنجليزي يُحاضر بجانب أطباء إنجليز ودكتور أبو العلا كان مُشرف".

وهي الأمور التي كانت في حاجة لمخاطبات رسمية من قِبل الاتحاد المصري لكرة القدم حتى يعمل هيثم من جانبه وهو ماتم:" كنت أسعد واحد لما الدورة اتعلمت، حاجة تشرف وجود كل الأندية بمصر والإنجليز كانت وجهة نظرهم جيدة لكم المشكلة أن الأندية هنا مش مُنظمة ولديّ أكاديمية فوركورنرز ونزلت حقيقة إسعافات فيفا مصر قبل ما تتوزع على المنتخبات وأي شخص أو جهة سيطلب مني أي شيء لن أتأخر في المساعدة".

لذا لايجد طبيب إيفرتون الإنجليزي مشكلة في وضع ما يُشبه (الروشتة) لتطوير المنظومة الطبية في الأندية بمصر:"التعامل مع إصابة اللاعب قبل وصوله للمستشفى يؤثر على فترة عودته بصورة كبيرة لوتمت بصورة جيدة ستسير كل المراحل التالية على خير وهذا أول شيء لايوجد به نظام في مصر، أبسط شيء في الإصابات العضلية يمنحوا اللاعب مضادات التهاب وهذا خطأ خاصة في الأسبوع الأول من الإصابة".

"الجزء الثاني هو التأهيل، نحن نعمل كفريق واحد وهناك خطة للعلاج من الإخصائي النفسي، للبدني والطبي ومتخصص التعذية وهكذا ولكن في مصر بعد كل إصابة يعود اللاعب بوزن زائد..ويكون قرار عودة اللاعب للمشاركة هو أصعب قرار فنجد لاعبين كُثر يصابون وقد يعودون دون اكتمال الشفاء، وفي أوروبا قرار العودة مرتبط بأرقام و(تارجتس) يصل لها اللاعب، فإذا أُصيب إصابة عضلية فلن أوافق على عودته إلا إذا ركض بمعدل ركضه السابق وليس إذا قال لي إنه يشعر بأنه قادرًا على اللعب الانطباع والأحاسيس جيدة ولكن ليست لها مكان هنا".

ويضرّب طبيب نادي إيفرتون مثلاً بإصابة لاعبهم البرتغالي أندريه جوميز ولاعب الزمالك الأسبق محمد إبراهيم أمام صندوانز:"جوميز خلال 3 ساعات كان قد خضع لعملية ومن قبلها تم إسعافه في الملعب وعادت عظام الكاحل مرة أخرى في 7 دقائق تقريبًا فعاد بعد 3 أشهر للملاعب مرة أخرى ولا أعلم ماذا حدث لمحمد إبراهيم ظاهريًا أجدها نفس الإصابة ولكن أنظر متى عاد هل أُسعف بطريقة صحيحة داخل الملعب وخلال التأهيل، هارفي إليوت تعرض لإصابة مشابهة مع ليفربول وعاد في وقت مشابهة لجوميز للركض مرة أخرى".

ولأن الإصابة تكون مُتعلقة بطبيعة العضلة وأمور أخرى يعمل هيثم رفقة الجهاز الطبي بنادي إيفرتون كغيرهم من الأجهزة الطبية بالدوري الإنجليزي على معرفة طبيعة كل عضلة لكل لاعب لتجنب حدوث إصابات لها بالتنسيق مع الجانب البدني الذي يقوم به كل لاعب في التدريبات:"وبنشتغل بعد كده على تطوير كل لاعب بالتعرف على التكوين الجسماني له وهنا تكون الفوارق بين الأجهزة الطبية بين الأندية".

وهي أمور تجعل اللاعب في أوروبا يُشارك خلال 50 أو 60 مباراة في الموسم الواحد وقد يخوض لقاء كل 3 أيام بصورة عادية:"التفاصيل في الأرقام والاستشفاء فاللاعب يُشارك مع فريقه بالدوري ودوري الأبطال أو الدوري الأوروبي والمنتخب ولكن يتم حساب كل شيء له، ماذا يأكل؟.. التدريبات التي سيخوضها خلال فترة الراحة، في مصر توقف الدوري أو الراحة هي راحة كاملة من التدريبات وبتفضل لوقت كبير خلال التوقفات ولكن هنا يتدربون بالطبع بصورة أقل ولكن لاتجد راحة تامة؛ فتجد صلاح في دبي يقضي إجازته وفي نفس الوقت يتدرب في (الجيم)"