كتيبة الركراكي.. على حب المغرب تجمعنا

القاهرة ـ مصراوي:

يقف لاعب نادي تفينتي الهولندي بين مُقدمين لاستديو تحليلي من أرض الملعب على هامش مباراة لفريقه يستفسران منه عن حقيقة مفاضلته بين المغرب وهولندا لتمثيل منتخبها ولكنه لا يُبدي اهتمامًا بما يقولناه، أحدهما يصف نيته اللعب بقميص المغرب بالخطأ كونه أحد مواهب منتخب هولندا الأولمبي، وستأتيه فرصه اللعب بالمنتخب الأول في محاولة للضغط عليه ولكن ابن الـ 21 عاما لم يعبأ حتى بذلك ولا بالتلويح إلى احتمالية وجود عقوبات ضده.

وفي مشهد متكرر للاعب ـ الذي أصبحت والدته داعمه الوحيد عقب وفاة والده بعد ميلاده بـ 10 سنوات -وجه مراسل إحدى القنوات الفضائية سؤالاً له عقب إحدى المباريات عن هل تقاضى أموالًا ليُمثل منتخب المغرب ـ كما قال المدير الفني لمنتخب الطواحين وقتها وأحد أساطير الكرة في بلاده ماركو فان باستن ـ ولكن ابن مدينة درونتن الهولندية اكتفى بـ"هذا هراء وكلام غير معقول، هذا قراري ولا دخل لأحد فيه".

الضغط الإعلامي قابله صافرات استهجان ضد اللاعب الذي بدأ مداعبة الكرة في نادي درونتن قبل الرحيل في عامه العاشر لصفوف هيرنفين مُتدرجًا بفئاته السنية المختلفة ومنه بمنتخبات هولندا قبل الانتقال لصفوف تفينتي.

ولكنه قرر تمثيل منتخب دولة المغرب الذي لم يلتمس معه في أي شيء كروي على أرض الواقع سوى انتماء أسرته لها: "سعيد بارتداء قميص المغرب ولم يعد منتخب هولندا يعني لي أي شيء، لقد اخترت بقلبي".

اللاعب هو بالطبع حكيم زياش الذي انتقل بعدها لصفوف أياكس أمستردام ومنه لتشيلسي الإنجليزي ولكن نجم أسود الأطلس ليس الوحيد في قائمة المغرب الذي ربما لم تكن لتراه بقائمة البلد الذي يكتب التاريخ بالنسخة الحالية من كأس العالم قطر 2022 بإقصاء إسبانيا من دور الـ 16 والتأهل لربع نهائي المونديال كأول منتخب عربي يصل لهذه المرحلة في التاريخ.

17 لاعبًا من أصل 26 بقائمة المغرب الحالي بل أن المدير الفني نفسه وليد الركراكي، كان من الممكن ألا تُشاهدهم يزأرون عن البلد الذي تأهل 6 مرات لنهائيات كأس العالم ـ كأكثر بلد عربي بالتساوي مع السعودية وتونس ـ.

أشرف حكيمي، وُلد وترعرع ومارس الكرة في إسبانيا وليس المغرب اختار منتخب بلد والديه:"ثقافتي مغربية؛ في البيت نتحدث العربية، نأكل الطعام المغربي وأنا مسلم بالممارسة وشاهدت مباريات المنتخب المغربي مع والدي، والذي أخبرني الكثير عن لاعبين سابقين كانوا رائعين".

نصير مزرواي وُلد في هولندا وبدأ ممارسة الكرة في نادي ألفينس بويز هناك قبل أن ينضم لناشئي أياكس في 2005 ومنه للفريق الأول في عام 2018 والتألق بقميصه ثم الانتقال لبايرن ميونخ يوليو الماضي، اختار ارتداء شعار أسود الأطلس: "أحب ردّ الجميل إذا قام شخص ما بعمل جيد لي والاتحاد المغربي كان بجانبي منذ البداية؛ فكانوا يراقبونني عندما كنتُ لاعبًا في أياكس بينما المنتخب الهولندي لم يهتم بي ولعبت مرة واحدة بقميصه".

موهبة برشلونة الإسباني عبدالصمد الزلزول وُلد في المغرب ولكنه لم يلعب سوى لأندية الأندلس التي ترعرع بها ورغم ذلك اختار ابن العشرين عامًا تمثيل أسود الأطلس في النهاية بعد تأكيد تقارير إسبانية أن عدم تواجده بالنسخة الماضية من كأس أمم أفريقيا جاء لرغبته في تمثيل لاروخا.

وغيرهم فستجد لحارس مرمى إشبيلية الإسباني الذي وُلد في كندا ياسين بونو قصة حب بالمغرب جعلته يوافق على ارتداء قميصه وكذلك للاعب خط وسط فيرونتينا الإيطالي سفيان مرابط الذي وُلد في هولندا التي ارتدى قميصها بمنتخبات الناشئين ولنجم مارسيليا الفرنسي الذي وُلد هناك أمين حارس والبقية وللمدرب نفسه الركراكي الذي وُلد بفرنسا ولعب بأنديتها وإسبانيا فقط: "منتخب المغرب كان خيارًا طبيعيًا بالنسبة لي، رغم أنني وُلدت في فرنسا لم أحلُم يومًا بتمثيل منتخبها؛ المغرب بلدي وثقافتي الأصلية وتاريخ عائلتي لقد كان اختيار القلب؛ وُلدت بحي شعبي به الكثير من الجنسيات وعشت الأجواء حين كان يلعب المنتخب المغربي".

ولا يجحد هذا مجهود أو انتماء 9 لاعبين ترعرعوا بأندية المغرب أو أكاديمية الملك محمد السادس فالكل توحد على حب المغرب: "إخوتي هيّا للعلى سعيًا"، التي كتبها الشاعر المغربي الراحل علي الصقلي الحسيني ويتغنون بها مع عزف هذا النشيد قبل أي مباراة.