"خلط السياسة بالرياضة بات ممكنا".. من هو الملك على فرج الذي طلب دعم فلسطين مثل أوكرانيا؟

القاهرة - مصراوي:

منذ سنوات عديدة كان عدد من أعضاء نادي هليوبوليس الرياضي يلتفون حول الملعب الزجاجي للاسكواش مشدوهين ناحية طفل لم يتعدى السادسة من عمره يبكي لأنه لا يرغب في ترك المكان، يتمنى اللعب لساعات أطول بجوار شقيقه الأكبر، تحاول أسرته إقناعه بمغادرة الملعب دون جدوى، لم يكن أحد يدرك حينذاك أنه سيصبح ذات يوم بطل العالم ، وأن اسم "علي فرج" سيتكب في تاريخ اللعبة ثم سيتحول بعد ذلك إلى أيقونة بسبب كلمات أطلقها كالرصاصات من على أرض انجلترا مهد اللعبة.

ولم تكن نجاحات فرج وليدة الصدفة، فقد عُرف عنه منذ صغره مدى ارتباطه بالمضرب والكرة الصغيرة، يذهب رفقة عائلته وشقيقه الأكبر إلى النادي لممارسة اللعبة كهواية قبل أن ينشغل بها وتصبح مصدر اهتمامه وشغفه الدائم، يحقق بطولات محلية عديدة ويشارك في المحافل الدولية، يُلقي الرعب في قلوب خصومه من شدة "حرفنته" وتلاعبه بالكرة بسلاسة ودقة غير أنه اختار في وقت مبكر أن يُنهي مسيرته بعد انتهاء مرحلة الناشئين ولا يستكملها في عالم الاحتراف.

كان على فرج الاختيار بين الاسكواش كحياة كاملة أو التركيز في دراسته واستكمال طريقه كمهندس حيث درس الهندسة الميكانيكية في جامعة هارفارد قبل أن يتخرج عام 2014، أراد الاكتفاء بما حققه من نجاحات كبيرة في بطولات الناشئين لكنه استمع في النهاية لنداهة الاسكوش، وقرر السير في طريق الاحتراف ليُظهر داخله موهبته الكبيرة ومدى براعته داخل الملعب الزجاجي خاصة في مبارياته أمام الكبار.

قوة المصنف الأول عالميا بالاسكواش تعود إلى قدراته في التعامل مع المنافسين بمستوى عالي، يدرسهم جيدا قبل المباراة، يكتشف مكمن خطورتهم ويقضي عليها في الأشواط الأولى وفي حالة عدم وجود التوفيق بجانبه لا يفقد تركيزه، يستعين بالصبر والهدوء، يتحكم في أعصابه، ثم يعود إلى المباريات في مفاجآت مدوية، يقول عن ذلك إنه يشاهد مباريات خصومه قبل المواجهة بساعات قليلة ويتخيل جميع المواقف الصعبة وكيف يتصرف خلالها بالطريقة الأمثل.

صال وجال اللاعب المهشور بأخلاقه الرفيعة في الملاعب الزجاجية حول العالم، اختطف الفوز من أمام اللاعبين المخضرمين أمثال محمد الشوربجي وشقيقه مروان وطارق مؤمن والألماني سيمون برونزر الإنجليزي نيك ماثيو حيث اقتنص ألقاب كثيرة من أبرزها بطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش، وبطولة العالم وبطولة مصر الدولية وبطولة السويد المفتوحة وبطولة قطر حتى وصل لصدارة التنصيف العالمي .

وكانت بجوار البطل وخلفه بطلة أخرى كانت الملهمة وصديقة الطفولة و"أجدع" الأصدقاء ، نور الطيب بطلة العالم السابقة والمعتزلة حديثاً التي وقت بجوار الزوج ، زميلا وصديقاً ثم شريكاً للحياة ليدخلا التاريخ معاً في 2017 إثر فوزهما لبطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش لفئتي الرجال والسيدات ليصبحا أول شخصين متزوّجين يفوزان سويا بلقب البطولة.

وبين خطف الأضواء وصدارة التصنيف العالم ثم التراجع للمركز الثاني فجر الملك المصري على فرج بطل العالم للأسكواش مواقع التواصل الإجتماعي عقب تتويجه بببطولة أوبتاسيا التي احتضتنها لندن عاصمة إنجلترا بخطاب موجه للإعلام الغربي أشبه بالرصاصات ضد الأزدواجية في المعاير في تعامل الرياضة مع السياسية.

واستغل علي فرج، المصنف الثاني حاليا على العالم فوزه بلقب بطولة "أوبتاسيا" البريطانية ليسلط الضوء على معاناة فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ 74 عاما بعد أن طُلب منه دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا في اللقاء القصير الذي يقام مع الفائز عقب المباريات مباشرة .

وقال فرج عقب نهاية المباراة :"ما سأقوله سيسبب لي المشاكل، فجأة أصبح ممكنا خلط الرياضة بالسياسة، هذا هو الواقع الموجود والمعروف للجميع، الحديث عن هذه القضية ليس على هوى الإعلام الغربي، ولكن الجميع في الوقت الحالي يتعاطف مع الشعب الأوكراني بسبب الحرب الروسية، إنما يجب أن نذكر فلسطين أيضا".

وأضاف "فجأة اصبح ممكن خلط الرياضة بالسياسة وممكن نتكلم. لنتكلم عن فلسطين ايضا التي تمر بم تمر به اوكرانيا ، الفلسطينيون يعانون منذ 74 عاما ولا أحد يتكلم، لنتكلم عن فلسطين أيضا التي تمر بما تمر به أوكرانيا منذ 74 عاما".

وانتزعت كلمات فرج تصفيق جميع الحضور قبل قبا تنقل كلماته عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتحوز على اشادة كبيرة في الأوساط الرياضية وبين الجماهير التي أثنت على موقف اللاعب وجرأته والقضية التي طرحها.