"هل يمكن أن يحدث تغييراً؟" ..ماذا يفعل مخطط أحمال جديد في جدول مضغوط وإجهاد عام؟
مع انتصاف الموسم ضربت حالة من الإجهاد بعض الأندية وعلى رأسها النادي الأهلي صاحب الرصيد الأعلى من المشاركات القارية والدولية والمحلية - في الفترة القادمة - وتساقط لاعبوه واحد يلى الأخر ليأتي جهازاً جديداً في هذه الفترة ووسط هذه الحالة.
وأعلن الأهلي التعاقد مع البرتغالي ريكاردو سواريش مديراً فنياً للفريق ليحدد الأخير الاختصاصات البدنية لمعاونيه حيث يتولى مساعده الأول ماوريسيو فاش مهمة تخطيط الأحمال فيما حدد مهمة بيدرو جيميرايش كأخصائي فسيولوجي ومسئول عن التدريبات الوقائية.
وبات السؤال المهم هل يستطيع سواريش مع معاونيه رفع الحالة البدنية للاعبين أو تغييرها وخاصة في ظل الجدول المزدحم للفريق ؟ وهذا ما ردت عليه مقالة في مجلة "أسبيتار" للطب الرياضي بواسطة مجموعة علماء في هذا المجال (جريجوري دوبون وماثيو نيديليك وآلان ماكول وسيرج بيرثوين ونيكولا إيه مافيوليتي).
في كرة القدم لمستوى المحترفين ،يمكن لبعض اللاعبين لعب ما يصل إلى 70 مباراة تنافسية في كل موسم وهو عدداً ضخماً جدًا للفرق الناجحة، في هذه الظروف عليهم خوض مباراتين في الأسبوع ، وتؤدي المباراة الواحدة إلى إرهاق حاد يتميز بانخفاض القوة العضلية وهو مايتسبب في إصابات عضلية وفي مفصل الركبة التي تعمتد بصورة رئيسية على قوة العضلات المحيطة، وهو الأمر الذي يتطلب عدة أيام للتعافي التام.
وعلى الرغم من توصية فيفا بمدة لا تقل عن يومين بين مباراتين للتعافي ، لكن هذه ليست قاعدة ، إنها مجرد توصية، لتكشف الدراسة بعض الحلول للاستشفاء اللاعب الأول في تقليل الأرهاق والإجهاد والتأثير الإيجابي على الحالة البدنية للفريق بشكل عام مع قصر وقت التعافي بين مباراتين متتاليتين
استراتيجية
ووفقًا لدراسة أجراها الباحثون حول استراتيجيات التعافي المستخدمة حاليًا في فرق كرة القدم المحترفة ، أجاب 32 نادياً بأن الجوانب التي أخذوها في الحسبان لاستعادة استشفاء لاعبيهم تتعلق بالتغذية والماء (97٪ من الأندية) والنوم (95٪ من الأندية) ، في حين أن استراتيجيات الاستفشفاء المتبعة بعد المباريات أو أثناء الأيام التالية كانت الغمر بالماء البارد والمعالجة بها (88٪ ) ،الاستشفاء النشط (81٪) ، التدليك (78٪) ، الملابس الضاغطة (22٪) والتحفيز الكهربائي (13٪).
التغذية والترطيب
تعتبر معالجة الجفاف والكربوهيدرات واستهلاك البروتين بعد المباراة من أساليب التعافي الفعالة لتجديد المياه وتحسين إصلاح تلف العضلات كه استخدمها بشكل منظم ودقيق من أجل الحصول على الاستفادة القصوى منها.
ويعمل البروتين العضلي بشكل إيجابي لإصلاح تلف العضلات بعد مباراة كرة القدم، فعلى الرغم من أن كمية ونوع وتوقيت تناول البروتين لتعظيم تخليق البروتين العضلي بعد التمرين لا يزال موضوعًا للنقاش ، إلا أن استهلاك حوالي 20 جرامًا من بروتين الحليب أو ما يعادل 9 جم من الأحماض الأمينية الأساسية يبدو كافيًا لتحفيز معدلات تخليق البروتين العضلي خلال أول ساعتين من التعافي بعد التمرين .
ويمكن لنظام غذائي غني بالبروتين بعد التمرين أن يحسن أيضًا وظيفة العضلات مع أداء تمارين ركوب الدراجات والحليب المطعم بالنكهات ، وهو منتج ألبان سهل الوصول إليه وغير مكلف نسبيًا ويعد مشروب فعال للتعافي بعد التمرين لاحتواءه على الكربوهيدرات والبروتينات بكميات مثالية لتحسن الانتعاش بعد التمرين ، وأكدت العديد من الدراسات أيضًا التأثيرات المهمة لمكملات حليب الشوكولاتة بعد التمرين على أداء التمرين .
ويوصى أيضًا ببعض العصائر مثل "الكريز" الحامض أو عصير الطماطم أو عصير التوت لتعزيز عملية الشفاء، فهذه العصائر مليئة بمضادات الأكسدة ، مما يقلل الإجهاد التأكسدي والالتهابات، وتناول هذه العصائر قبل وبعد تلف العضلات الناجم عن التمرين والمباريات قادر على تسريع استعادة قوة العضلات.
وجاءت توصية الدراسة ببعض الإجراءات المباشرة بعد المباراة :
أولاً :يجب على اللاعبين شرب كمية كبيرة من السوائل (حوالي 150٪ من فقدان العرق) مع تركيز عالٍ من الصوديوم (حوالي 500 إلى 700 ملجم / لتر من الماء) ، الحليب المطعم بالنكهات وعصير الكريز الحامض أو التوت
ثانياً: بعد ساعة تناول وجبة تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والبروتين.
النوم
إن لعب مباراة كرة قدم ليلاً (من 8 إلى 9 مساءً) يسبب أعباءاً بدنية ونفسية عالية ، حيث تؤدي إجراءات ما بعد المباراة (الرعاية الطبية ، واستراتيجيات التعافي ، والوجبات ، ورحلة العودة) في كثير من الأحيان إلى تأخر وقت النوم ، مما قد يؤدي أيضًا إلى تغيير نوعية وكمية النوم.
ويرتبط قلة النوم بانخفاض أداء التحمل والقوة القصوى ويوجد أيضًا ارتباطاً وثيقاً بين النوم والجهاز المناعي حيث أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 7 ساعات في الليلة في الأسابيع التي سبقت تعرضهم لفيروس الأنفلونزا هم أكثر عرضة للإصابة بالزكام بثلاث مرات أكثر من أولئك الذين ينامون 8 ساعات أو أكثر ، وهو ما يؤكد تأثير النوم على الجهاز المناعي.
وتلعب بعض الوجبات والعناصر الغذائية دورا ً في تحسين النوم أو تأخيره حيث إن الوجبة التي تحتوي على نسبة مرتفعة السكر، قللت بشكل كبير من وقت استجابة النوم مقارنة مع الوجبة وهو ما دفع العلماء للتوصية ببعض العناصر الغذائية الأخرى مثل تلك التي تحتوي على التربتوفان والميلاتونين لتقليل وقت الدخول في بداية النوم و لتحسين كمينه وجودته، وتشمل الأطعمة التي تحتوي على التربتوفان (الحليب واللحوم والأسماك والدواجن والبيض والفاصوليا والخضروات الورقية الخضراء) ، بينما يحتوي الكريز الحامض على تركيزات عالية من الميلاتونين.
ويمكن تعويض قلة النوم ليلاً بقيلولة قصيرة بعد الغداء.حيث وجد أن فترة القيلولة التي تليها فترة نقاهة لمدة 30 دقيقة ، تحسن اليقظة وجوانب الأداء العقلي والبدني بعد فقدان النوم الجزئي، و قد تكون القدرة على أخذ قيلولة لفترات قصيرة خلال اليوم مهارة مفيدة للاعبين خاصة خلال جدول مزدحم.
ووفق الدراسة فإن تمديد كمية النوم على مدى عدة أسابيع إحدى الإستراتيجيات لتحسين الأداء البدني حيث تساهم فترة النوم الأطول عن المعتاد ليلاً في تحسين أداء الرياضي والمهارات الفنية ووقت رد الفعل ولذلك يمنع استهلاك الكافيين قبل المباراة لتحسين الأداء حيث يؤدي تناولها إلى اضطراب النوم مما قد يؤثر سلبًا على عملية التعافي.
الغمر في الماء البارد
أكدت العديد من التحليلات الآثار الإيجابية للغطس في الماء البارد على استعادة الأداء ، الغمر في الماء البارد بعد التمرين فوائد هامة في تقليل ظهور آلام العضلات عن طريق غمر الجسم بالكامل لمدة 10 إلى 20 دقيقة عند درجة حرارة من 12 إلى 15 درجة مئوية مباشرة بعد المباراة أوالتدريبات البدنية.
الاستشفاء النشط
تتضمن هذه الإستراتيجية الجري أو ركوب الدراجات أو السباحة بكثافة منخفضة لفترات تتراوح من 15 إلى 30 دقيقة. غالبًا ما يتم تنفيذ استراتيجية الاستشفاء بعد المباريات .
التدريبات الوقائية
تهتم الفرق المحترفية في كرة القدم بتدريبات الإطالات الوقائية من الإصابات ووفقاً للدراسة فإن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز خصصت ما يقرب من 40٪ من إجمالي وقت التدريب للتدريب على هذا التدريبات لعدة أسباب: لتحسين نطاق الحركة ، ومنع الإصابة ، وكذلك لتعزيز التعافي.
التدوير
وأكدت دراسة نشرت على موقع مركز برشلونة للابتكار على نقاط دراسة "أسبيتار" وخرج الباحث كارلوس لاجو بينياس باستنتاج يفيد أن فترة الـ 72 ساعة بعد المباراة قد لا تكون كافية لاستعادة الاستشفاء الكامل وهو ما يستوجب تنوع الاستراتيجيات للاعبين وتوخي الحذر مع أحمال التدريب في عملية الاستشفاء، مع تطبيق الأساليب التي من شأنها تحسين الحالة النفسية للاعب.
التطابق في وجهتي النظر بقصر مدة التعافي بين المباريات المضغوطة أدى إلى ظهور استراتيجية "التدوير" الذي قدمها المدرب الأسباني رافاييل بينيتيز لأول مرة مع فالنسيا الاسباني فى ثلاث مواسم ( 2001 :2004) فى حقبة لا تنسي للخفافيش شهدت الفوز بالدورى الأسباني (الليجا) مرتين وكأس الاتحاد الأوروبي مرة.
وقال أخصائى اللياقة البدنية باكو دي ميجيل رفيق درب بينيتيز والحاصل على الماجستير فى اللياقة البدنية عن تدوير "رافا" : كنت محظوظاً لمشاهدة التجربة التى قدمها بينيتيز وكانت ملهمة للمدربين فى العالم.
وشرح ميجيل فلسفة التدوير الذى قادها رافا وقال في تصريحات لصيفو ذا جارديان البريطانية " ثلاثة اسباب رئيسية للتدوير ، الأول تجنب الهبوط فى اللياقة البدنية فى ظل توالي المباريات ، الثانى الوقاية من الإصابات ، والثالث زرع التنافس بين أفراد افراد الفريق وتطبيق هذا الأسلوب (أى التدوير ) يكون فى ظل كثافة عالية من المباريات ".
ومن هنا يعمل التدوير المدروس للفريق التي تنافس في مستوى عالي ولعبت العديد من المباريات كحل لمد فترة التعافي للاعبين وبالتالي الارتقاء باللياقة البدنية العامة والوقاية من الإصابات.
فيديو قد يعجبك: