"السنغال قفلت اللعبة".. معجزة كروية أم طَفرة لن تتكرر؟
لعل المتتبع للكرة الإفريقية خلال الأعوام الأخيرة سيجد أن الاسم الأبرز والحاضر بقوة في غالبية مراسم التتويجات على صعيد المنتخبات في مختلف الفئات العمرية هو السنغال، بعد سيطرة كاملة على جميع الألقاب داخل المستطيل الأخضر او حتى على الشواطيء.
ختام العرض المبهر للجماهير الإفريقية، كان قبل ساعات، حين توّج المنتخب السنغالي ببطولة كأس أفريقيا للشباب تحت 20 عامًا، بعد الفوز على منتخب جامبيا في المباراة النهائية بنتيجة (2-0)، في لقاء أقيم على ملعب "استاد القاهرة" في نسخة 2023 والتي أقيمت بمصر، ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكن المنتخب السنغالي ضمن المشاركة في بطولة العالم في إندونيسيا، إلى جانب صعود منتخبات تونس ونيجيريا وجامبيا للمونديال.
وتمر الكرة السنغالية بحالة متميزة من خلال حصول المنتخب الأول على بطولة كأس أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ "أسود التيرانجا" بعد الفوز على مصر في المباراة النهائية.
وعلى مستوى منتخب المحليين توّج المنتخب السنغالي باللقب الأفريقي على حساب المنتخب المستضيف الفريق الجزائري بركلات الترجيح، ثم فاز منتخب الشباب بلقب كأس أمم أفريقيا على حساب جامبيا.
ماضي باهت
في خمسينيات القرن الماضي ومع انطلاق اول نسخة لأمم إفريقيا عام 1957 بالسودان والتي فاز بلقبها المنتخب المصري، وحتى بطولة 1963 لم يكن للمنتخب السنغالي تواجد على الساحة الإفريقية، حتى جاء عام 1965 ليشهد الظهور الأول باحتلال السنغال المركز الرابع، اعقبه غياب قرابه الربع قرن، حتى جاء عام 1990 بتكرار نفس الانجاز واحتلال المركز الرابع في البطولة التي حصد لقبها الجزائر.
مع بداية الألفية الجديدة، وتحديدا في عام 2002، تمكن المنتخب السنغالي من التأهل إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخه، في المجموعة التي كانت تضم بجانبه وقتها المنتخب المصري، ليصعد على حساب مصر والجزائر والمغرب والسودان ونامبيا، وفي نفس العام خسر المنتخب السنغالي لقب أمم إفريقيا في النهائي أمام الكاميرون بركلات الترجيح.
ثورة ميتسو
الظهور الأول للسنغال في كأس العالم 2002 بكوريا واليابان تحت قيادة المدير الفني برونو ميستو لم يكن ظهورا عاديًا، بعدما تمكن من الفوز على حامل اللقب في مستهل المشوار وبعد ذلك التأهل من دور المجموعات وإقصاء السويد في دور الـ 16 من البطولة، لكنه خرج من ربع النهائي على يد تركيا التي واصلت طريقها لتكتفي بعد ذلك بالميدالية البرونزية.
ما قدمته السنغال خلال كأس العالم 2002 وبطولة أمم إفريقيا في نفس العام جعل الكل يراهن أن جيل كان يقوده نخبة من أساطير الكرة السنغالية عبر تاريخيا، سيكون له حضور بارز في البطولات المقبلة سواءعلى الصعيد الإفريقي او الدولي، لكن ما حدث كان عكس المتوقع بخفوت نجم اسود التيرانجا سريعا.
غياب السنغال عن مراكز القوى داخل قارة إفريقيا استمر ما بين عامي 2002 وحتى 2019، أي ما يقرب من 17 عاما، باستثاء حصولهم على المركز الرابع في بطولة أمم أفريقيا 2006، التي استضافتها مصر وحققت اللقب وقتها.
التلميذ سيسيه
بعد 16 عاما، عاد أليو سيسيه أحد تلاميذ المدرب الفرنسي الراحل برونو ميتسو منتخب السنغال للظهور مجددا على الساحة الإفريقية بقوة، حيث قادة للعودة للمشاركة في كأس العالم بروسيا 2018، والوصول إلى نهائي كأس أمم إفريقيا 2019 وخسارة اللقب، لسيناريو مشابة لما حد مع ميتسو في عام 2002.
سيسيه تعمل الدرس من معلمة، فبعد إخفاق في نهائي أمم إفريقيا 2019 والخروج من كأس العالم، عاد مرة ثانية بعد 3 أعوام ليشارك في كأس العالم 2022 بقطر على حساب منتخب مصر، وقبلها فاز باللقب القاري لأول مرة في تاريخهم على حساب الفراعنة.
ما حدث بعد ذلك أكد أن ما تحققه الكرة السنغالية ليس طفرة كما حدث معها في عام 2002، والدليل على ذلك عقب الفوز بأمم إفريقيا للكبار والتأهل إلى كأس العالم 2022، واصلوا كتابة التاريخ وحققوا كأس أمم إفريقيا للكرة الشاطئية، وأعقبه الفوز بلقب أمم إفريقيا للمحليين على حساب الجزائر صاحبة الأرض، ثم الفوز بلقب أمم إفريقيا للشباب التي احتضنتها مصر.
الجدير بالذكر أن منتخب السنغال الأول البطولة على حساب منتخب مصر والأمر تكرر في نهائي كأس إفريقيا للكرة الشاطئية، وفي بطولة المحليين فازت اسود التيرانجا على الجزائر أصحاب الأرض.
فيديو قد يعجبك: