ما هو "الدين الإبراهيمي الجديد" الذي حذر منه شيخ الأزهر؟
كتبت – آمال سامي:
في كلمته الاحتفالية ببيت العائلة المصرية حذر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من خطورة ما يدعى "الدين الإبراهيمي الجديد" مؤكدًا أن التآخي بين الإسلام والمسيحية غير امتزاج الدينين وذوبان الفروق بينهما، منبهًا إلى خطورة الدعوات التي تهدف إلى مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في دين واحد يجتمع عليه الناس حتى لا يتنازعوا، مؤكدًا ان الدعوة في ذاتها ضد حرية الاعتقاد وحرية الإيمان والاختيار.
"الدين الإبراهيمي".. هل هو دعوة جديدة؟
في الآونة الأخيرة صعدت مؤخرًا فكرة الدين الإبراهيمي الجديد، أو الديانة الإبراهيمية الجديدة، ودعمتها عديد من مراكز الأبحاث الضخمة حول العالم، وهي مراكز الدبلوماسية الروحية التي تدعمها العديد من المنظمات والهيئات الدولية، وهي مراكز تهدف إلى الدعوة إلى دين عالمي يمحو الفواصل بين الأديان وهو ما اعتبره البعض أحدى المحاولات الصهيونية للسيطرة على فلسطين، ففي كتابها "الدبلوماسية الروحية والمشترك الإبراهيمي: المخطط الاستعماري للقرن الجديد"، تشير الدكتورة هبة جمال الدين العزب، مدرس النظم السياسية وعضو المجلس المصري للشئول الخارجية، إلى أن الترويج ل "المشترك الإبراهيمي" بين الديانات تمهيد لتغييب التناقض الوجودي بين المشروع الاستيطاني الاستعماري الصهيوني وبين الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني والعربي عموما في المنطقة، كما أشارت إلى أن مصطلح "الدبلوماسية الروحية" يروج لحقوق الإنسان والسلام ومواجهة العنف والإرهاب، كأداة لمسامحة إسرائيل عما تمارسه من انتهاكات لحقوق الإنسان.
جلال الدين أكبر والدعوة لـ"الدين الإلهي"
شهد التاريخ الإسلامي صيحة من هذه الصيحات جاءت من الهند، إذ دعا سلطانها المغولي المسلم "جلال الدين أكبر" إلى دين موحد بين جميع الأديان، وهو مزيج من عدة أديان وليست فقط السماوية، بل الهندوسية والزرادشتية أيضًا، ويعتقد هذا الدين في إله واحد رمزه الشمس والنار، وغير أكبر في الشهادة الإسلامية المعروفة من لا إله إلا الله محمد رسول الله، إلى لا إله إلا الله أكبر خليفة الله، وانكر الملائكة والجن ومنع تعدد الزوجات، وكانت له قوانينه الخاصة، وبينما اعتبره البعض فلسفة صوفية حاولت التوفيق بين الأديان، أعتبره آخرون إلحادًا وخروجًا من الإسلام.
وجلال الدين أكبر ولد لأب مسلم وأم شيعية في عام 949 هـ/ 1542م، وتوفي في 1014 هـ/ 1605م، ووصل إلى الحكم في الهند حين كان عمره ثلاثة عشر عامًا، ولكنه كان يحكم تحت وصاية أتابكه بيرم خان، ولم يحكم فعليًا إلا في عام 1562م، وهو يعتبر من أعظم ملوك الهند في العصر الوسيط واستطاع أن ينهض بها نهضة شاملة.
فيديو قد يعجبك: