من هم سفراء النبي صلى الله عليه وسلم الـ11؟
أبو موسى الأشعري ومعاذ بن جبل
أرسلهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن داعيين إلى الإسلام، فأسلم عامة أهل اليمن وملوكهم طوعاً من غير قتال.
قال الطبري في تاريخه: "وقد اختلف تلقي الملوك لهذه الرسائل، فأما هرقل والنجاشي والمقوقس، فتأدبوا وتلطفوا في جوابهم، وأكرم النجاشي والمقوقس رُسُلَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأرسل المقوقس هدايا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وأما كسرى لما قرئ عليه الكتاب مزقه". قال ابن المسيب: (فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق) رواه البخاري.
انطلق سفراء النبي صلى الله عليه وسلم يحملون بشائر الهدى وأنوار الهداية، من خلال رسائل وخطابات مختومة بختم النبي صلى الله عليه وسلم، تحمل في طياتها دعوته صلى الله عليه وسلم وحرصه على إسلام هؤلاء الملوك، وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لسفرائه قائماً على مواصفات يتحلون بها، من علم وفصاحة، وصبر وشجاعة، وحكمة وحسن تصرف وحسن مظهر.
يقول ابن حجر في كتابه "الإصابة" عن دحية الكلبي رضي الله عنه سفير النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم: "كان يُضرب به المثل في حسن الصورة"، وكان مع حسن مظهره فارساً ماهراً، وعليماً بالروم. وعبد الله بن حذافة رضي الله عنه الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى، كان له دراية بالفرس ولغتهم، وكان مضرب الأمثال في الشجاعة ورباطة الجأش. أما حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك مصر، فقد قال في وصفه ابن حجر:"كان أحد فرسان قريش وشعرائها في الجاهلية"، وكان له علم بالنصرانية، ومقدرة على المحاورة.
لقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوباً جديداً من أساليب الدعوة إلى الله عز وجل، وهو مراسلة الملوك والأمراء ورؤساء القبائل لإبلاغهم دعوة الإسلام ودين الله، وفي ذلك حكمة نبوية ظاهرة، كما فيه كذلك فضيلة للصحابة رضوان الله عليهم، الذين حملوا تلك الكتب والرسائل قاطعين الصحراء والجبال؛ ليشاركوا في تبليغ دعوة الإسلام إلى الدنيا كلها، غير مبالين من أن يُقتلوا، وكان لهذا الأسلوب الجديد الأثر البارز في دخول بعض الملوك والأمراء في الإسلام، كما كشفت هذه الرسائل مواقف البغض من بعض هؤلاء الملوك والأمراء تجاه الإسلام، ومن ثم استطاعت الدولة الإسلامية من خلال ردود الفعل المختلفة تجاه الرسائل النبوية للملوك والأمراء أن تنتهج نهجاً سياسيًّا وعسكريًّا متناسباً معهم.
فيديو قد يعجبك:
اعلان
باقى المحتوى
باقى المحتوى
إعلان