الصومال على شفا مجاعة وسط انتشار الكوليرا والجفاف
كتبت - إيمان محمود:
ازدادت معاناة الصومال الذي يعاني الجوع والعطش، بعد أن تفشى مرض الكوليرا في البلاد، ليصيب أكثر من 18 ألف حالة هذا العام، مسجلا ارتفاعاً من نحو 15 ألف حالة عام 2016 بأكمله و5 آلاف حالة في الأعوام العادية.
وأعلن رئيس عمليات الاتحاد الأوروبى للإغاثة في الصومال يوهان هيفينك، الجمعة، أن مرض الكوليرا الفتاك يتفشى في الصومال الذى يعاني الجفاف، فيما تتلاشى مصادر المياه النظيفة، وهو ما يعمق من الأزمة الإنسانية في بلد على شفا المجاعة.
وأشار هيفينك - فى تصريحات نقلتها قناة "سكاى نيوز عربية" - إلى أن "السلالة الحالية من المرض فتاكة في شكل غير عادي إذ تودي بحياة مصاب من بين كل 45 مريضًا".
ولم يكن الكوليرا فقط ما يعاني منه الصومال، الذي يعانى أيضًا من جفاف شديد، حيث من المتوقع أن يحتاج أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 12 مليون نسمة الى مساعدات بحلول شهر يوليو، واضطرت العائلات الى شرب مياه موحلة وملوثة مع عدم هطول أمطار وجفاف الآبار والأنهار.
كما تسبب الجفاف في وفاة ما بين 350 و400 شخص، خلال شهر ونصف الشهر، حسب هيئة الإغاثة الإنسانية التركية.
وتشهد مناطق متعددة في الصومال جفافًا حادًا قضى على رؤوس الماشية التي تعد الغذاء الرئيسي للمواطنين في الصومالي، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة منهم إلى جنوب غربي البلاد.
ويتخوف نشطاء في الإغاثة من أن تتكرر مجاعة 2011، التي حصدت أرواح 260 ألف إنسان بسبب الجفاف بشكل خاص، ونظرًا لشح المياه إجمالًا.
وأعلنت الأمم المتحدة في يوليو 2011، إثر موجة جفاف حادة أدت إلى نزوح مئات الآلاف من الأطفال والنساء والمسنين بحثا عن الطعام والماء في الوقت الذي استمر الاقتتال الداخلي بالبلاد علة وقع الأزمة.
وتعلن المجاعة حين يكون أكثر من 20% من الشعب في مواجهة صعوبات في تأمين مواد غذائية اساسية وحين يفوق معدل الوفيات شخصين من أصل كل عشرة آلاف في يوم واحد وحين يطال سوء التغذية الحاد أكثر من 30% من السكان.
ورغم دعوات الأمم المتحدة للدول المانحة لتزويدها بـ864 مليون دولار لإغاثة الصوماليين، إلا أنها لم تحصل سوى على 31 في المئة بالمئة من هذا المبلغ، جزء كبير منه جاء بفضل المنظمات الإنسانية التركية العاملة في الصومال، على غرار الهلال الأحمر التركي، وهيئة الإغاثة الإنسانية، بحسب وكالة الانباء الفرنسية (غرانس برس)
وحذرت الأمم المتحدة الأربعاء من أنها لم تتلق سوى ثلث الأموال التي تحتاج إليها لمنع حصول مجاعة في الصومال، وذلك عشية اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة الغذائية في هذا البلد.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إنه من أصل 864 مليون دولار تحتاج اليها المنظمة الدولية لتجنب حصول مجاعة في الصومال في 2017 بلغت التبرعات حتى اليوم 31 في المئة فقط من هذا المبلغ.
وأضاف أن الأمم المتحدة ستطلق نداء جديدا إلى المانحين ترفع فيه على الأرجح قيمة المبلغ المطلوب لكي تتمكن من مواجهة المخاطر المتزايدة لحصول مجاعة في هذا البلد.
وتقدر الأمم المتحدة أن نصف عدد سكان الصومال البالغ عددهم 6,2 مليون نسمة يحتاجون الى مساعدة غذائية عاجلة، من بينهم حوالى 363 ألف طفل يعانون في سوء تغذية حاد.
فيديو قد يعجبك: