الإنترنت 2014.. شبكة ''معلومات'' و ''إرهاب'' أيضا!
كتبت- نيرة الشريف:
مثلما كانت تحفل مواقع التواصل الاجتماعي خلال عام 2014 بمشاركات الأخبار السياسية ومشاركات أعضائها لأفكارهم ومشاعرهم مع بعضهم البعض، شهدت أيضا المواقع نفسها تداول تسجيلات الجماعات الإرهابية التي تسجل بها قيامها بعملية إرهابية معينة أو استعدادها للقيام بها، في جرأة محسوب تبعاتها من قبل هذه الجماعات.
فقد نشرت جماعة ''أنصار بيت المقدس'' عبر حسابها علي تويتر وعلي مواقع إلكترونية أخري تسجيلا مصورا تعلن فيه مسؤوليتها عن الهجوم علي كمين كرم القواديس، بعد نحو شهر من الهجوم الذي أودي بحياة نحو 30 من جنود الجيش المصري، بواسطة سيارة ملغومة ثم قيام مسلحين بمهاجمة الجنود الذين نجوا من التفجير وقتلهم، والاستيلاء علي كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر النوعية التي كانت موجودة في الموقع، كما يظهر في التسجيل السيطرة علي دبابة ومدرعة تابعة للجيش، ويوضح التسجيل تغيير اسم الجماعة إلي ''ولاية سيناء'' بدلا من أنصار بيت المقدس.
التسجيل الذي ظهر به مشاهد دموية لقتل الجنود لم يكن الوحيد ولا الأول من نوعه، الذي يرصد ترويج الجماعات الإرهابية لنفسها عبر الفضاء الإلكتروني، فنشر أيضا تسجيل لمنفذ الهجوم علي مبني مديرية أمن جنوب سيناء، وهو يوضح سعادته وهو ذاهب لتنفيذ العملية الإرهابية ويشرح فيه سعادته وهو ذاهب لتنفيذ العملية والانتقام لزملائه من الكفار والطواغيت، ويظهر خلال التسجيل سعادته بالمهمة التي سيؤديها.
تري سلمي أنور، الباحثة بالعلوم السياسية، أنه خلال السنوات الأخيرة قد ظهرت تعبيرات مثيرة للذهن ومعبرة عن حقائق تتعلق بملامح العالم على شاكلة ''الجهاد الإلكتروني'' و ''الإرهاب الرقمي'' و ''الحروب الافتراضية'' تماشيا مع حقيقة أن الشبكة العنكبوتية قد أصبحت عالما كاملا متكاملا موازيا للعالم الحقيقي, وأن الحركات الدعوية وكذلك الجماعات الجهادية قد أوجدت وبفعالية فضاءها المنشود على الإنترنت ليس فقط للتواصل فيما بين أعضائها ولا حتى الترويج لأفكارها, بل, وهذا الأفدح، لنشر طرق صنع القنابل المنزلية!''.
وتضيف أنور:''يزيد من تعقيد الأمر عدة عوامل, أهمها أن الجماعات المتشددة قد أصبح لديها في كثير من الأحيان عنصر بشري على مستوى عال من المهارة والتدريب في مجال المواجهات الإلكترونية والترويج لأفكار جماعتهم مهما تكن غير مقبولة. كذلك نجد أن لدى تلك الجماعات ما يشي بوجود خطة إعلامية ذات أهداف واضحة وتحركات ثابتة, وهو ما تمت ملاحظته على داعش وإصرارها على استخدام الميديا الإلكترونية كأفضل ما يكون لبث الذعر والترويج لصورة دموية مفزعة للحركة حتى بما لا يطابق الواقع بالضرورة، النقطة الثانية تتمثل فيما لفتت إليه دراسة حديثة أصدرتها وحدة دراسات متخصصة في بريطانيا من أنه ما أن تقوم السلطات بغلق أو إزالة محتوى جهادي ذي طابع إرهابي حتى يعود للظهور مجددا على الفور ما يعزز فكرة أن هذه الجماعات والحركات لديها ''كتائب إلكترونية'' مكرسة بالكامل لهذا العمل.''
ويري دكتور محمود عبد الظاهر، أستاذ العلوم السياسية والتاريخ والخبير الاستراتيجي، أن ظهور العنف من خلال المواقع الإلكترونية مرتبط بتطور حوادث العنف في ذاتها، ويؤكد أن الجماعات الإرهابية تستخدم الفضاء الإلكتروني لهدفين الأول للترهيب والثاني للترغيب، فالترهيب موجه للرأي العام الذي تصل إليه هذه الرسائل بأننا أقوياء ونستطيع أن نفعل وننشر بلا حياء ما نفعله، وساعد علي ذلك ظهور شبكات التواصل الاجتماعي وانتشارها الضخم، مما سهل علي أي شخص أو جماعة نشر أي مادة تريدها، أما الهدف الثاني فهو الوصول لمن لديه مثل هذا الفكر وترغيبه في الانضمام إليهم والعمل معهم.''
ويعلق حازم العتر، مونتير ومصور بالتليفزيون المصري، علي نشر هذه الجماعات لأفلام مصورة تسجل فيها عملياتها الإرهابية قائلا: ''هذه الأفلام تؤكد أن هناك آلة إعلامية كبيرة تدير الأمر كلية، فصعب أن يقنعنا أحد أن هذه الجماعات ''التافهة'' لديها مثل هذا الفكر أو يعرفون كيف يصورون وينتجون أفلاما متقنة هكذا، أي نعم هناك أفلام تم تصويرها بتليفونات جديدة، ومن الممكن أن يوضع عليها قطعة موسيقي وتصبح فيلما وانتهي الأمر، لكن زوايا التصوير تؤكد أنهم علي الأقل دارسين، ففيلم كرم القواديس تم تصويره من زاويتين، وهناك فيديو ثاني كانوا يسجلون فيه طائرة يقومون بإسقاطها تم تصويرها من ثلاث أو أربع زوايا، وهذا يعني أن هناك أكثر من شخص يقوم بالتصوير.''
وعن تعقب هذه الأفلام يقول العتر ''تعقب هذه الأفلام سهل ومتاح، مثلما تم تعقب متهم كرداسة، لكن ربما هناك حلقة وسيطة هي التي تقوم بعمل مونتاج الأفلام وتقوم بنشرها، فأنا ضد أن تكون هذه الجماعات هي التي تقوم بإنتاج هذه الأفلام.''
تابع باقي موضوعات الملف:
إرهاب 2014.. ما تيسر من سيرة الخايفين (ملف خاص)
بعد 21 عامًا.. مصراوي يسترجع تفاصيل اغتيال ''الشيماء'' ضحية إرهاب التسعينيات
حينما يتحول المواطن إلى ''إرهابي'' بدون أسلحة أو تنظيم
في 2014.. الرعب يبدأ من "يوم الجمعة والمترو والكاميرا"
بسمة عبد العزيز تحلل نفسية المصريين: المواطن مفعول به.. بمزاجه (حوار)
7 وزراء داخلية واجهوا ملف "الإرهاب".. (ملف تفاعلي)
من الإعلام إلى المواطن: ''سنة سودة يا جميل''
حكايات على الهامش.. اللي يجاور الإرهاب ينكوي بناره
مدير مفرقعات القاهرة: من يطلق خبرا كاذبا عن وقوع انفجار "عدو لمصر" (حوار)
ناجح إبراهيم: الشباب في حاجة للوقاية من التطرف.. وداعش تقرأ الإسلام من نعله (حوار)
"زمن الإرهاب الجميل".. وما أدراك ما التسعينات.. (ملف تفاعلي)
في "دولة المطرية".. الإرهاب رايح جاي
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: