داخل عزبة عبد القادر بالإسكندرية.. الماء أفسد الجماد وعكرّ البشر - (صور)

كتب - محمود سليم:
تصوير - علاء القصاص:

سيدة ترفع سبابتها إلى السماء مناجيةً ربها أن يُخلصها ويُنقذها من الغرق، فيما يجلس رجلاً شريدًا داخل منزله الذي يحتويه منتظرًا الفرج القريب، ويحملُ أربعيني آخر أطفاله على كتفيه، وقدماه مُبتلة حتى رُكبتيه، حتى الأثاث طاله الماء وأفسده، الجميع طاله الماء، البشر والجماد.

مرة أخرى ضربتها الأمطار، وأخذت معها أرواح غرقت تحت زخات السيول في الإسكندرية، وأوقعت أهالي عزبة عبد القادر في اختيار صعب بين التضحية بشيء من أثاث المنازل الغارقة في سبيل آخر، ليُرجح الأغلى كفته دائمًا.

رصد مصراوي من داخل أحد المنازل الغارقة في القرية، رجل فضل التضحية بالفرن في سبيل ثلاجته ليضعها فوق الفرن الغارق تحت مياه الأمطار التي غمرت أرضية المنزل وارتفعت لعدة سنتيمترات.

مشهد من مسلسل تكرر كثيرًا خلال الفترة السابقة، والتي رصدت فيها عدسات المصورين أيضًا رجل احتضن ثلاجته لساعات لينفذها من غرق محتمل تحت مياه الضربة الأولى للسيول.

"الطبلية لم يعد بها مكان للأكل" احتلت الغسالة مكان الطعام لتفادي الغرق، بينما يقف صاحبها بجانبها مرتديًا "حذاء الجزارين الطويل" ينظر بأسى، ولا يدري بأي شيء يقول.