لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الأبنودي. مريض الجسد منتعش الروح ''بروفايل''

03:22 م الخميس 12 مارس 2015

عبد الرحمن الأبنودي

كتيت – يسرا سلامة:
بشرة سمراء كالحة، محترقة بفعل شمس الأصيل، ابتسامة مصرية خالصة، عينان لا تعرفان الكذب، ولسان انفرط عقده بكلمات الشعر، من قلب الصعيد الجواني تشكلت شخصية ''عبد الرحمن الأبنودي''، وبأشعاره شكل وجدان المصريين وألهب حماسهم، وأصبح ابن ''أبنود'' بقنا صاحب لمسة خاصة في الشعر المصري الحديث.

في الغرفة 1211 في مستشفى الجلاء العسكري بمحافظة الإسماعيلية، يرقد جسد الأبنودي، بينما روحه ''شئ آخر'' بحسب قوله هو عن نفسه، تصارع رئته أزمتها، ويصطدم بجلطة في ساقه اليمنى، يحارب الأبنودي المرض كما لم يحارب شئ قط من قبل، الهزيمة، النكسة، ''قلة عيش'' الشعر، ثم غدر الأصدقاء وطعنة ثورة انكسرت، أشياء حاربها الأبنودي صاحب السادسة والسبعين عاما.

''المرض في حال وأنا في حال''.. قالها الخال مازحا على فراش المرض في لقاء تلفزيوني، متابعا ان للمرض أبرة وعلاج، أما هو فيضحك ويمارس حياته، يلقى النكات، ولا يبخل بالضحكات على شائعات يسمعها عن وفاته، ''إزاي أموت قبل ما أقولكم؟!'' يطلقها مازحا رغم اعترافه بمرارة ''أنا بلا رئة.. زي السمك اتنفس من الخياشيم''.

لمشاهدة الفيديو.. اضغط هنا

تيار كامل، مدرسة شعرية صعبت المهمة على من بعدها، سلكها الأبنودي لنفسه منذ الصغر، خلقه الله لكي يكون شاعرا، قال عنه الكاتب الراحل ''خيري شلبي'': ''الأبنودي يوضع في كفة، وجميع شعراء جيله -فصحى وعامية على السواء- في كفة''، تقاوم الآن المرض بجانب زوجته المذيعة نهال كمال، وبناتيه، جل ما خرج من الدنيا.

شاعر الغيطان والناس الغلابة، الأب الروحي للسيرة الهلالية، ظل يرددها حتى نال منها ما لم يناله غيره من الشعراء في عهده، حتى اشتهر بسيرة الهلالي، والذي جمع قضى في جمعها ما يقارب من 25 عاما، ليصدرها كاملة فى خمسة أجزاء تتناول سيرة قبيلة بنى هلال ورحلتها من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى الأراضى التونسية شمال القارة الإفريقية، وبه ذاع صيتها لعمر أطول.

قبل الشعر، عمل الأبنودي لفترة في رعي الأغنام وبعض المهن المتصلة بالزراعة، واكتفى بالتعليم الثانوى ليلتحق بوظيفة حكومية فى محكمة قنا، وقد بدأ الاتصال بالشعر محاكيًا ما قرأ فى أمهات الكتب لكبار الشعراء العرب، فبدأ فصيحًا كلاسيكيًّا، ثم ما لبث أن تطور شعره إلى الكتابة باللهجة العامية، وفى هذا وقع خلاف كبير مع أبيه، ليقرر الانتقال إلى القاهرة.

تعاون الأبنودي مع صلاح جاهين وسيد حجاب، أسسا دار نشر واحدة، نشر بها عدة أعمال للأبنودي منها ''الأرض والعيال''، و''صياد وجنينة'' لتصل إلى أكثر من أربع وعشرين ديوانا، كما انحاز الأبنودي لثورة يوليو، ورغ إنه لم يكن معارضا لحلم يوليو، إلا أنه كان سجينا فترة قصيرة في هذه الفترة، كما خرج الأبنودي من سياق جيل رفض ثورة يناير، وصدح لها من شعره، لاعنا نظام ثار عليه الشعب، رغم علاقته الجيدة بمبارك.

بكلمات بسيطة لمس ''الأبنودي'' البسطاء، جعل الشعر بين أديهم، ومن ألسنتهم نسج سطور دواوينه، وكلمات أغاني أشهر المطربين، كتب أكثر من 22 ديوانا شعريا وعشرات الأغنيات التى تغنى بها المطربون مثل وردة الجزائرية وشادية وصباح وفايزة أحمد ومحمد رشدى ونجاة الصغيرة وعبد الحليم حافظ.

لمشاهدة الفيديو.. اضغط هنا

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان