أول فيلم "أنميشن" مصري في "كان".. "اتعمل في يومين" (فيديو وصور)

كتبت-إشراق أحمد:

صياد بسيط يدعى "سرحان"، تلاحقه المشاكل، لكن الحمد لا يغادر لسانه، يعطيه جاره –رجل جشع- "كوتشينة"، يحدثه أنها المخرج السحري لأزماته، وفي يوم يبحر الرجل الغلبان، فتظهر له ساحرة شريرة، يفزع لها، تخبره أن مشاكله ستنقضي "والحظ والسعادة تجري جنبه"، ثوان وينقلب البحر، يستيقظ الصياد في جزيرة، يؤمن أهلها بالسحر، ويصدقون في قراءة أوراق الـ"تاروت" لقدرهم ومستقبلهم، لذا حينما رأوا "الكوتشينة" في يد الصياد، قدسوه وأغدقوا عليه من النعم، فلما وصل الأمر إلى الجار، تساءل عما يناله إن جاء أهل تلك الجزيرة بأكثر مما أتى به "سرحان"، فباع كل ما يملك وبالفعل أعطوه أغلى ما لديهم وهو أوراق الـ"تاروت".. عن الطمع كانت قصة أول فيلم "أنميشن" –رسوم متحركة- مصري، ينطلق من القاهرة إلى "كان" أكبر المهرجانات السينمائية العالمية.

حلم صناعة فيلم رسوم متحركة طالما راود "أحمد رشدي"، منذ تخرج في كلية الفنون الجميلة –قسم الرسوم المتحركة-، لم تكن الدراسة تشبع شغف محب السينما "الانميشن في الكلية يعني كرة بتتنطط"، غير أن الشاب لم يتوقف، وجد عزاءه في أعمال الجرافيك والإعلانات حتى جاءت الفرصة، باقتراب موعد مهرجان أفلام 48 ساعة، تلك المسابقة العالمية التي تقام في قرابة 450 مدينة على مستوى العالم بينها القاهرة، التي انضمت إلى الركب منذ 4 سنوات فيما المسابقة عالميا معروفة منذ 2001، "لقيت أن مفيش ولا فيلم أنميشن شارك في المسابقة من ساعة ما اتعملت" قالها "رشدي" الذي قرر خوض المسابقة وتحقيق أمله.

"تاروت" اسم الفيلم الذي تم صناعته خلال يومين فقط، وهو شرط الاشتراك في المسابقة التي تنافس معهم بها 16 فريق، وحصد الفيلم خلالها 9 جوائز، في سبتمبر 2014 كانت البداية، أخذ "رشدي" يجمع الفريق، "كل اللي كنت حريص عليه اشتغل مع فريق نفسيا أكون مبسوط معهم" قالها مخرج أول فيلم رسوم متحركة مصري ينافس دوليا، وبالفعل تشكل "نوش"، اسم الفريق الذي اجتمع عليه الأصدقاء ليعبر عن الحالة "لأن كل هدفنا نعمل حاجة نكون راضين عنها.. قلت لهم يلا نعمل نوش بين الناس"، وقد كان.

قرابة ثلاثة أيام ظل بها "رشدي" يتمرن على كيفية إنهاء "اسكتش" في أقل وقت ممكن، يومان فقط هو التحدي المطلوب تخطيه، لإخراج فيلم قصير متكامل، لا يسمح بإرساله ولو بعد دقيقة واحدة من الميعاد، من ساعتين إلى نصف الساعة نجح مخرج فيلم "تاروت" في تجاوز تحديه الشخصي، شاركه به رسامين "حمدي حسن، رحمي صالح"، وخلال الوقت المحدد انتهى 11 فرد –أعضاء الفريق- من تنفيذ أول أفلامهم بتقنية الرسوم المتحركة.

لم يتوقف الفيلم المستوحى من قصة تراثية تسمى "قسم وأرزاق"، عند حصد الجوائز التسع من مهرجان القاهرة لأفلام 48 ساعة، بل شارك في مسابقة أفلام هوليود، بين أكثر من 500 فيلم، و180 دولة، حصد "تاروت" جائزة أفضل فيلم ضمن 13 آخرين على مستوى العالم، "الناس كانت مستغربة إزاي فيلم أنميشن وطالع من مصر" كان ذلك الانطباع السائد عن الفيلم القصير.

7 دقائق هي مدة فيلم "تاروت"، الذي جاء مستقلا بطابعه المصري، الملحوظ في ملامح الشخصيات، بشهادة كل من رأوه حسب قول "رشدي"، فالرسومات خالفت الطابع العالمي المعروف، وهو ما زاد لفت الأنظار إلى الفيلم المنفذ في فترة زمنية قياسية.

تنفيذ فيلم رسوم متحركة خلال 48 ساعة، لم يكن أمرا يسيرا حسب قول مخرج الفيلم "كنا بنعمل الفيلم في الوقت اللي كان النور بيقطع فيه كتير"، وكذلك إمكانيات مادية محدودة "سجلنا الصوت على اللاب توب بتاعي"، وفي ظل ثقافة تحصر أفلام الرسوم المتحركة فيما يُقدم للأطفال، بينما "فن الكوميكس أصلا بدايته سياسية مش بتاع أطفال بس" كما قال "رشدي".

من سينما هوليود الأمريكية، بعد حصد جائزة أحد أفضل الأفلام على مستوى العالم، إلى مهرجان "كان" الفرنسي أحد أكبر المهرجانات السينمائية العالمية، حيث تنتظر سينما "the palais" –أكبر قاعة عرض في المهرجان- عرض الفيلم المصري شهر مايو المقبل، فيما يبحث أعضاء الفريق عن داعم، يمكنهم من الذهاب وتمثيل مصر في أفضل صورة، بعد أن صدمهم رد وزارة الثقافة، التي رفضت دعمهم، بدعوى أنه سبق قيامها بذلك في المهرجان الأمريكي "وعدم معرفتهم مدى استفادة مصر من مشاركتهم" حسب قول "رشدي"، غير أن رضا نفسي عن الفيلم، وأمل في بلوغه مكانة مرموقة عالميا، ليكون خطوة بطريق صناعة سينما الأفلام المتحركة المصرية لا يغادر طموح فريق عمل "تاروت".

لمشاهدة الفيديو...اضغط هنا

تابع باقي موضوعات الملف:

أفلامنا في "كان".. أحلام شباب مصري "بيحب السيما"

"الدرويش.. مَلك في دنيا الصعاليك..صور

بالفيديو والصور.. "سكر أبيض".. تذكرة لعالم الأحلام

"حلوان.. أنا".. حكاية "محمد عادل" مع مدينة الباشوات في "كان" (صور)

بالصور.."الفاتنة".. السينما على جناح "حمامة"

بالصور.. "حياة طاهرة" ... مصر المؤنثة

بالفيديو والصور.. "العودة".. بطلة مكتئبة تذهب إلى "كان"

''الكلمة الأخيرة''.. حين يصبح الشيطان بطلا