لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"اللي ميعرفش يقول عدس".. أكلة الغلابة يهددها الغلاء

03:27 م الثلاثاء 29 نوفمبر 2016

أكلة الغلابة يهددها الغلاء

كتب- يسرا سلامة ومحمد زكريا:

بأحد أحياء القاهرة الشعبية، يجلس عبد الصبور على كرسي متهالك، يتلقى طلبات زبائنه الدائمين، يسأله أحدهم عن سر ارتفاع أسعار البقوليات، يأتيه رد البائع "عشان معظمها مُستورد"، فيما يتحسس أخر حبات العدس الأصفر ويسأل عن السعر، يجيبه الشاب العشريني ضاحكًا "لا ده سعره بيعدي، بس أنا ببيعه بـ24 جنيه بس"، قبل أن يرحل "الزبون" سريعًا دون الحصول على أي كمية منه.

ارتفاع أسعار البقوليات وفي قلبها العدس، يعود إلى ارتفاع أسعار الدولار في الأسواق المالية؛ نظرًا لاعتماد الدولة على استيرادها من الخارج بديلًا لإنتاجها بالسوق المحلي، وبالتالي ترتفع أسعارها في الأسواق للمستهلكين، حسب الباشا إدريس رئيس شعبة الحبوب باتحاد الغرف التجارية.

هو الأمر الذي تلمسه العطار فاروق بدوي، في تعاملاته اليومية مع العدس، منذ عمله بمنطقة الدقي منذ 30 عامًأ. إذ يفسر البائع الخمسيني ارتفاع سعره في الآونة الأخيرة إلى استيراد مصر جميع مخزونها من العدس الأصفر من الخارج، مضيفًا أنه يعتمد بشكل أساسي في بيعه على العدس التركي -26 جنيهًا- والسوري بـ24 جنيهًا.

نفس الأمر يؤكده رئيس شعبة الحبوب باتحاد الغرف التجارية، من أن إنتاج مصر من العدس لا يتعدى نسبة الـ3% من المتوفر بالأسواق، لذلك ينتقد التصريحات الحكومية التي أرجعت ارتفاع أسعاره بالأسواق لجشع التجار القائمين على بيعه، مفسرًا الأزمة لفساد سياسات حكومية استمرت طيلة 50 عامًا، ضاربا المثل بالقطن الذي كانت تتميز مصر بإنتاجه الوافر وصارت تستورده . مؤكدًا في حديثه لـ"مصراوي" أن علاج الأزمة يقتصر على توجه الدولة لزيادة إنتاجها من البقوليات.

سبب أخر يُرجع له فاروق انعدام توافر العدس الأصفر- المحلي- بالأسواق. فعلى الرغم من وجود العدس الأسمر والمعروف بـ"العدس بجبة" بين أيدي المزارعين المصريين، وهو ذاته العدس الأصفر لكن تحيطه قشرة سمراء، إلا أن المزارع لا ينزع عنه تلك القشرة ويفضل بيعه على حالته؛ نظرًا لإن القشر "بيوزن" في الكيلو، وبالتالي يحقق مكاسب أكبر للمزارعين.

بمجرد أن سمع عبد الواحد محمد كلمة "العدس"، حتى انفجر غضبًا "العدس اللي كان بيعمل حرقان على المعدة بقى ب26 جنيه"، لم يجد العامل ببيع الترمس مبررا لغلاء أكلة الغلابة، التي ما دام يلجأ لها مع بداية فصل الشتاء، مضيفًا أن الغلاء أبعد عنه رائحة الظفر، لكنه الآن يأتي على أكلة بالأساس هي رخيصة الثمن، ويقول أن الطعام قليل التكلفة لم يعد متواجدًا بكثرة.

منذ القدم ارتبط العدس بكونه وجبة أساسية للبسطاء من الناس. حتى قبل آلاف السنين، استخدم العدس بوفرة كغذاء للمصريين القدماء، وكان من أهم الأغذية التي تقدم كطعام لبناة الأهرام من العمال والفنيين وغيرهم، حيث كان يصرف الملوك الفراعنة للعمال وجبة غذائية متكاملة من العدس والبصل والثوم والتمر وهي توليفة يفطرون بها يوميًا.

في الوقت ذاته تجد أميرة هيبة، كاتبة صحفية، في العدس أكلة موسمية ترتبط بالشتاء، تقول إنها منذ حوالي الشهر اشترته جاهزا كان بضعف ثمنه عن الشتاء الماضي، تعشق أميرة النبات الأصفر، لكنها تفاجأت بمضاعفة الثمن وتقول "إحنا من الطبقة المتوسطة مش عارفين نعمل إيه عشان نواجه الأسعار.. الناس الأقل هتعمل إيه؟".

يذكر فاروق أن عدد من الزبائن تقلل استهلاكها من العدس "اللي كان بيشتري كيلو بقى يشتري نص كيلو بس"، فيما وجد رئيس شعبة الحبوب باتحاد الغرف التجارية أن "طول ما انت مش بتنتج هتبقى تحت رحمة السعر الخارجي والدولار".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان