بالصور- ليلة القدر فوق جبل موسى.. "حتى مطلع الفجر"

كتبت-رنا الجميعي:

تصوير: مصطفى الشيمي:

هي ليلة بألف شهر، اعتزموا ألا تفوتهم بركتها، وأن يتقربوا فيها إلى الله، لا بالذكر والصلاة فقط، ولكن بتسلق جبل ارتفاعه 2285 متر، كل خُطوة يتخذوها يميلون بها إلى الله، ربّ البشر الذي كلّمه النبي موسى منه، محتارًا كان، حتى وصل إليه يقين إلهه، ووصاياه العشر، فنزل إلى قومه يدعوهم، أمّا الاثنى عشر بدويا فتركوا الدُنيا ليُصلوا القيام فوق القمة.

مُنزهين قلوبهم عن صغائر الأمور، نائين عن بني البشر حتى مطلع الفجر، يتخذوا رُكنًا بجوار موقع الجامع على الحافة، لا يعلوهم شئ سوى سموات سبع، ولا يقع أسفلهم سوى تراب قدموا منه، لعلّ رجائهم يصل دون حجاب، إلى من لا يرد دعوة الداعي، لم يجلبوا معهم شئ سوى حبّات يبتهلون بها إلى الله.

في ظلام دامس صلّوا، لا يفلح كشّاف نور أن يحلّه، وسكون لا يُفسده صوت رجل يؤم، قلوب اجتمعت على محبته، ينتهون من الصلاة إلى الدعاء، يسمون الله بكل اسم يُحبّه، ألا يُقلّب قلوبهم، وأن يردهم إليه ردًا جميلًا، وينظر إليهم بعين الرضا والرحمة، ثُم يدعونه بما يشغل قلوبهم وبالهم، لا يبغون سوى عيشة هنية، وأكفّ لا تستجدي، وأقوام لا تنحني، يظلوا هكذا إلى أن يأتي الله بنوره، وينقشع الظلام عن ضياء يغمر الفضاء.