لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصراوي ينشر الرسالة الأخيرة من أسير فلسطيني قبل إضراب الكرامة

10:12 ص الخميس 04 مايو 2017

الأسير أشرف حنايشة

كتب- محمد زكريا:

ينشر مصراوي نص رسالة أحد الأسرى الفلسطينيين قبل ساعات من بدء إضراب الكرامة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

"وصيتي لأهلي الأحبة: أن لا تخافوا، والله سبحانه وتعالى يقول: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون)، وأدعوا الله لي أن يتقبل مني ومنكم، ولا تنسوا أن تتصدقوا دومًا باسمي مهما حييتم.. أما وصيتي لشعبي: آن الأوان أن يتحمل الجميع، صغيرًا وكبيرًا، مسؤوليته تجاه وطننا الحبيب فلسطين. إنني أدعو كل من تصله كلماتي، العمل على وضع حدٍ لكل من يتجاوز آهات الأسرى وعذاباتهم. وإنه لا يجوز أبدًا اعتبار الأسرى أموات لأنهم أحياء بكرامة، بل أن صوتهم المحبوس سيدوي على الدوام حتى ينير ظلمة السجن وقهر الاحتلال.. وفي ختام كلماتي، أذكركم أن لا تنسوا لف جثماني بعلم وطني فلسطين، بعد أن تحفروا اسمه على قبري تحت سورة الفاتحة".. ابنكم الأسير أشرف حنايشة.

بعد ساعات من وصول تلك الكلمات إلى مسامع أسرة الأسير أشرف حنايشة، نفذ الأسرى الفلسطينيون بداخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابهم عن الطعام تنديدًا بالتعنت الإسرائيلي ضد حقوقهم المشروعة.

بعدها انقطعت السبل أمام أسرة حنايشة في التواصل مع ابنها العضو بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، قبل أن ترد الأسرة أنباء عن نقله من سجن نفحة -الذي يبعد حوالي 200 كيلو متر عن مدينة القدس- وإيداعه الحبس الانفرادي داخل سجن آخر يجهله الأهل حتى اللحظة، حسبما يحكي ابن عمومته وائل حنايشة لمصراوي.

في الـ17 من أبريل الماضي، دخل ما يزيد عن 1500 أسير فلسطيني، بداخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، تحت قيادة الأسير مروان البرغوثي، المسؤول بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بعد أن استنفد الأسرى الفلسطينيون كل خيارات التصعيد المتاحة، في مطالبتهم بتحسين أوضاعهم بداخل السجون الإسرائيلية؛ بداية من زيارات عائلاتهم لهم، مرورًا بتحسين العلاج الطبي ونوعية الطعام، وصولًا بتوفير الدراسة الجامعية عن بُعد وتوفير الكتب، وليس نهاية بإلغاء الاعتقال الإداري والعزل داخل الحبس الانفرادي.

قبل أن يتم حنايشة 18 عامًا، انضم إلى كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، وفي العام 2000 شارك في الانتفاضة الفلسطينية الثانية "نفذ عملية ناجحة بالقدس، طعن صهيوني طعنات أدت إلى قتله"، تمت ملاحقته من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، نجح في الفرار وقتها واستمر نشاطه كمقاتل لكتائب الأقصى، قبل أن يتم القبض عليه من قبل وحدات النخبة التابعة للجيش الإسرائيلي في عملية مداهمة خاصة.

في جلسة محاكمته بالعام 2006، سأله القاضي الإسرائيلي باستعلاء "هل أنت مذنب؟، هل أنت نادم على فعلتك؟"، أجابه ابن بلدة قباطية بمحافظة جنين في ثقة: "بالطبع لست نادم، ولو قدر لي الخروج الآن من قفصكم هذا، سأمارس نفس ما مارسته.. فلسطين هي أمي، هل يقدم الإنسان الندم بخصوص دفاعه عن أمه، بالعكس فأنا اشعر بالتقصير لأنه لم يكن باستطاعتي فعل المزيد والمزيد"، بعدها نطق القاضي الحكم بالسجن له مدى الحياة.

داخل الزنزانة الأيام تمر ثقيلة، يغلبها حنايشة بالأمل "دايمًا في باله أبو عمار لما كان يقول سترفع زهرة علم فلسطين فوق أسوار القدس"، ورغم الزنزانة الضيقة "لا تستغرب إذ قولت لك أن معنويات الأسرى أعلى من معنوياتنا" يقولها وائل حنايشة في فخر، يزيد من فسحة نفس الأسير بداخل السجن "برنامج يومي يعده تنظيم فتح للأسرى داخل السجن؛ تبدأ بالرياضة صباحًا، وتنتهي بجلسات ثقافية وساعات لقراءة الكتب والقرآن".

في بلدة قباطية، تحاول أسرة صاحب الـ35 عامًا التعايش بشكل طبيعي "الأم بتشييد البيت عشان تجوزه"، يُصبر الأمل في عقد صفقة يُبادل فيها الأسرى الفلسطينيين بالإسرائيليين قلب الأم الموجوع على ولدها "بتحلم كل ليلة باحتضانه، لأن الزيارات في السجن بتكون عبر حاجز زجاجي ومن خلال التليفون"، فيما يعين دعائها نحو السماء شوقها المتلهف للقائه "الأم في كل كلامها تقول لما أشرف يخرج سأفعل كذا وكذا"، فيما يطمئن قلب بناتها عدل الخالق.

في إحدى زيارات الأسرة لأسيرها "قام جندي إسرائيلي بنزع غطاء رأس أخته بحجة تفتيشها، كعادة جنود إسرائيل في الخسة وعدم النخوة" يضيف وائل حنايشة، أبلغت الفتاة أخوها المحبوس بما جرى "اشتاط أشرف غضبًا، انتظر قدوم الجندي، وقام بطرحه أرضًا، وضغط على رقبته وقال له في غضب: رقبتك أمام ما فعلت"، بعدها تم إيداع حنايشة رهن الحبس الانفرادي "مع إجراءات تعسفية ضده"، قبل أن تصدر سلطات السجن قرارًا بمنع الزيارة عنه لفترة طويلة.

بعد أن وصلت الأسرة رسالة حنايشة التي أملاها ليلة دخوله الإضراب، تم إخفاء قرار الابن الشاب عن والدته المسن "لأجل أنها سيدة مريضة، وأخواته خافوا يجرى لها شيء لما تعرف أنه سيضرب عن الطعام"، دار بعقل شقيقاته إثناءه عن ذلك خوفًا على حياته، رجع الفتيات عن فكرتهم سريعًا "عندما طلبوا منه عدم المشاركة في إضراب ماضي، قال لهم حرفيًا: هل تقبلون لي أن يضرب رفاقي، وأبقى أنا بعيدًا عنهم، أتظنون أنني استطيع العيش سويًا وعاقلًا بعد خذلاني لهم. أتعتقدون أنني استطيع العيش للحظة دون الدفاع عن حقي وحق بلدي فلسطين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان