إعلان

محمد إبراهيم طعيمة يكتب: "الليلة الكبيرة" كبرت منكم

محمد إبراهيم طعيمة

محمد إبراهيم طعيمة يكتب: "الليلة الكبيرة" كبرت منكم

10:09 ص الإثنين 16 نوفمبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بداية لا أود أن أغفل أن سامح عبدالعزيز يعد واحداً من "أشطر" مخرجي جيله، فقد قدم مجموعة من الأعمال الهامة سواء في السينما أو التليفزيون كمسلسلات وبرامج، ولكن وكما هو معروف ليس شرطاً أن تكون قد نجحت في تجربة أن تنجح كل التجارب التالية طالما سرت على نفس المنوال، فللنجاح أسباب كثيرة.

بدأ سامح عبدالعزيز مشوار نجوميته بعدد من الأفلام التي حققت نجاحاً معقولاً لو نظرنا للقصة والممثلين، ولكن كانت النقطة الفاصلة والتي نقلته نقلة كبيرة فيلم "كباريه" الذي قدمه عام 2008 مع المؤلف أحمد عبدالله، وضم فيه عدد كبير من الفنانين منهم خالد الصاوي، وصلاح عبدالله، ومحمد لطفي، وفتحي عبدالوهاب، ودنيا سمير غانم، وجومانا مراد وغيرهم.

ورغم أن الفكرة الأساسية للفيلم وهي جمع الفنانين في مكان واحد لم تكن جديدة فقد سبقه إليها المخرج الكبير صلاح أبو سيف في رائعة الأديب العالمي نجيب محفوظ "بين السما والأرض" والذي عرض عام 1959 وضم نخبة كبيرة من نجوم زمن الفن الجميل هند رستم، ومحمود المليجي، وعبدالمنعم إبراهيم، وعبدالمنعم مدبولي، ونظيم شعراوي وغيرهم الكثير، إلا أن "كباريه" كان له إبهار خاص جعل الفيلم يحقق إيرادات كبيرة.

ولكن أبو سيف لم يكرر التجربة رغم نجاحها.. ترى هل كان يخشى الفشل؟ أم أنه وجد نفسه في أعمال أخرى تحقق نجاحاً أكبر.

دأب سامح بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم "كباريه" أن يكرر نفسه ويكرر تجربته الناجحة في أعمال أخرى فقدم فيلم "الفرح" 2008، ومسلسل "الحارة" 2010، ليأتي 2015 ويعلن عن مشروعه الجديد "الليلة الكبيرة" بنفس الطريقة ونفس فريق العمل ولتختاره إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليمثل مصر في المسابقة الرسمية.

لم يأت سامح عبدالعزيز بجديد في "الليلة الكبيرة" نفس الأسلوب، نفس حركة الكاميرا، نفس المؤلف، نفس المخرج، نفس النجوم تقريباً، ورغم محاولة سامح الإمساك بخيوط السيناريو في يده إلا أنه لم يتمكن من ذلك فخرج الفيلم أشبه بـ"المسخ" صورة مكررة من أفلام سبق تقديمها، شخصيات مشوهة، وممثلين يرددون نصاً حفظوه دون أن يكون لديهم أي إحساس بما يقولون، حتى المونتاج لم يكن بالصورة التي تجعلك تنسى المشاهد التسجيلية التي صورها المخرج في عدد من الموالد وبين مشاهد الفيلم.

عزيزي سامح.. ليس شرطاً أن تكون قد نجحت في تجربة أن تنجح كل التجارب التالية طالما سرت على نفس المنوال، فللنجاح أسباب كثيرة أنت تعرفها وتعرف كيف تنفذها.

إعلان