إعلان

ولو بقي فلسطيني واحد

سليمان جودة

ولو بقي فلسطيني واحد

سليمان جودة
07:05 م الأحد 27 أكتوبر 2024

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أعلنت اسرائيل تصفية هاشم صفي الدين، قيادي حزب الله الذي كان مرشحاً لخلافة حسن نصر الله، ولم يشأ الحزب أن يخفي ذلك من جانبه فنعى صفي الدين.

ومن قبل صفي الدين كانت تل أبيب قد اغتالت نصر الله، الأمين العام للحزب، ولم يكن اغتياله هو الأول من نوعه، لأن اسرائيل نجحت قبله في الوصول لعدد كبير من قيادات الحزب واستهدفتهم في عمليات نوعية دقيقة.

وفي ٣١ يوليو وصلت يدها إلى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فقامت بتصفيته في قلب العاصمة الإيرانية طهران، وكان هو قد ذهب إلى هناك لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وفي هذا الشهر وصلت يدها كذلك الى يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، فقتلته بينما كان يقاتل في رفح جنوب القطاع.. وقبل هؤلاء جميعاً كانت قد اغتالت كثيرين من القيادات، وبمن فيهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة.

السؤال الذي تهرب منه حكومة التطرف في تل أبيب هو كالتالي: هل أدت هذه السلسلة من الاغتيالات إلى وقف المقاومة الفلسطينية في غزة، أو في الضفة الغربية، أو في أي مكا ؟ الإجابة هي " لا " وبأعلى صوت.

بل إن العكس كان هو الصحيح على طول الخط، لأن حزب الله مثلاً كان في حياة نصر الله يستهدف مناطق في شمال إسرائيل، ولكنه بعد اغتيال أمينه العام أطلق طائرة مُسيرة أصابت النافذة في غرفة نوم نتنياهو نفسه في تل أبيب .

وفي مرحلة ما بعد اغتيال السنوار نجحت كتائب عز الدين القسام في اصطياد قائد لواء اسرائيلي برتبة عقيد في شمال غزة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها ضابط اسرائيلي بهذه الرتبة العسكرية الكبيرة، منذ أن أطلقت اسرائيل حربها الوحشية على القطاع في السابع من أكتوبر من السنة الماضية .

ليس هذا وفقط، ولكن المقاومة في جنوب لبنان اصطادت هي الأخرى ضابطاً كان يعمل نائباً لقائد كتيبة، وقد حدث هذا بعد اغتيال نصر الله، وصفي الدين، وجميع قيادات الحزب الأخرى الذين اغتالتهم إسرائيل.

أريد أن أقول إن سلاح العنف لم ينجح في إسكات صوت المقاومة في أي مكان ولن ينجح، لا لشيء، إلا لأن المقاومة فكرة مرتبطة في أساسها بوجود المحتل، واختفاؤها مرتبط برحيله عن الأرض المحتلة، وبينهما ارتباط طردي لا عكسي، والمعنى أنها مرتبطة به وجوداً وعدماً، فإذا رحل هو لم يعد لوجودها مبرر من أي نوع، وإذا بقي هو بقيت هي، حتى ولو بقي من الفلسطينيين فلسطيني واحد.

هذا ما يتمنى المرء لو يدركه العقلاء في تل أبيب، ومع افتراض أن تل أبيب لا يزال فيها عقلاء يمكن أن يدركوا ما لا يمكن أن يغيب عن عاقل .

إعلان