لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إلى الأمان: كم أنا فخور بكم.. يا رجال المستقبل و حماة الوطن

محسن الفحام

إلى الأمان: كم أنا فخور بكم.. يا رجال المستقبل و حماة الوطن

12:08 م السبت 25 أبريل 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

 

بقلم - محسن الفحام

في إطار تواصلي المستمر مع طلبة السنة النهائية بكلية الشرطة هذا العام اتصل بي أحدهم و سألني عما اذا كنت قد أطلعت على ما جاء بجريدة المصري اليوم بعنوان "ثقوب في البدلة الميري" في تحقيق صحفي من تناول بعض السلبيات في أداء جهاز الشرطة وأن هناك أحكاماً قضائية لم تنفذ ضد بعض أفرادها وبعض العناوين المثيرة بها مثل "حاميها - حراميها" والأمن الوطني.. وأمن الدولة "وجهان لعملة واحدة"، وغيرها من العبارات التي تشكك المواطن في رجال الشرطة.. بل ولدى هذا الطالب وزملائه الذين ينتظرون الساعات قبل الأيام ليتخرجوا هذا العام وينضموا إلى كتيبة الأبطال من رجال الشرطة في كل المواقع التي يشغلونها.

وبمراجعتي لهذا التحقيق الصحفي وجدت مجموعة من شباب الصحفيين قد بذلوا مجهودا كبيراً في حصر بعض التجاوزات التي وقعت من أعداد قليلة من افراد هيئة الشرطة وكذلك في حصر بعض القضايا والأحكام التي صدرت في حق بعضهم وعناوين اخرى ملفتة للقارئ العادي.. ولكنها لم تكن بالنسبة لي كذلك فقد استشعرت أن وراءها اغراضاً أخرى قد تكون مقصودة وقد تكون غير ذلك و لكنها يجب أن تؤخذ محل الاعتبار في كل الأحوال.. كما وجدت أن وزارة الداخلية قد أصدرت بياناً للرد على هذا الموضوع كما تقدمت ببلاغٍ ضد بعض من قاموا به من منطلق أنهم قد اتبعوا أساليبا غير مهنية تسئ لهيئة الشرطة.

والواقع أنه لم يكن تركيزي على هذا الموضوع برغم أهميته وخطورته في هذا التوقيت بالتحديد والذي يجب أن تتضافر فيه جميع القوى والهيئات ومنها الصحافة و الإعلام للعبور بالوطن من هذه المرحلة الصعبة التي يحاول فيها الإرهاب تصدير صورة للعالم الخارجي بأن مصر في حالة غليان ورفض للواقع الحالي بعد طرد جماعة الإخوان من حكم البلاد و للداخل بأعمال التخريب و الترويع التي تستهدف فيها حالياً المواطن البريء قبل رجال الشرطة الشرفاء.. بقدر اهتمامي وتركيزي على رؤية أبنائي طلبة كلية الشرطة لهذا الهجوم غير المبرر على ذلك الجهاز الذي نتشرف جميعاً بالانتماء إليه.

وبدأت اتحدث مع البعض منهم عن تلك التضحيات التي يقدمها اخوانهم من رجال الشرطة يومياً وكيف يتصدون للأعمال الإرهابية التي يتعرضون لها والتي كان اخرها استشهاد العقيد/ وائل طاحون والعقيد/ شريف مناع ومعهما العشرات من الضباط و الأفراد. وأن تلك التجاوزات التي رصدتها تلك الصحيفة لا تمثل بأي حال من الأحوال اي انتقاص من الدور الوطني الذي يقوم به رجال الشرطة فالكمال لله وحده .. عندما نتحدث عن 31 حكماً قضائياً بحق بعض الضباط والأفراد من ضمن ما يزيد عن ثلاثين ألف ضباط وأربعمائة وخمسين ألف من أمين شرطة وفرد أمن بالوزارة هل تمثل هذه النسبة شيئاً يذكر؟.

عندما نتحدث عن النجاحات التي بدأ قطاع الامن الوطني في تحقيقها و الضربات الاستباقية التي استهدفت مؤخراُ قيادات تلك الجماعات الإرهابية و أدت إلي تفريق جمعهم و تخبطهم .. بل واعتراف بعضهم حالياً على بعض هل هذا يعني عودة أمن الدولة إلي ما كانت عليه؟.. عندما نتحدث عن قيام الوزارة بتخصيص ارقام تليفونات لاستقبال شكاوى عن تجاوزات اي رجل من جهاز الشرطة .. هل يكون ذلك احدى وسائل التهرب من المسئولية ام انها تؤكد على احترام حقوق الانسان بالرغم من كيدية معظم تلك الشكاوى للأسف من المغرضين و المرضى النفسيين؟.

و كم كانت سعادتي عندما تأكدت انهم جميعاً على مستوى المسؤولية وأن كل ما يحدث و يحاك حول جهازهم العتيد ما هو إلا محاولات يائسة لن تثنيهم عن أداء واجبهم تجاه وطنهم و لم اكن اتخيل ايضاً مدى إلمامهم بتفاصيل كثيرة حول ما يدور داخل البلاد من مؤامرات وشائعات تهدف إلى تقويض مسيرة التقدم و الأمن.. وكان من أهم ما جاء في حديثي معهم تلك المقارنة الذكية التي طرحها احدهم بين الاخوان المسلمين و الشيعة و ان هناك علاقة واضحة في توجهاتهما معاً فكلاهما يعتنق فكرة التقية وهي تبرير الكذب فالغاية عندهم تبرر الوسيلة.. وولاية الفقيه في الشيعة يقابلها ولاية المرشد في الإخوان ومعظم الإخوان لا يتزوجون إلا من بعضهم مثل الشيعة .. ومن منا ينسى تلك العبارة التي رددها الإخواني صبحي صالح عندما قال " اللهم أمتني على دين الاخوان" و ليس دين الإسلام .

هؤلاء الشباب لديهم قناعة بانهم جميعاً مشروع شهيد "ولكن فداءً للوطن و ليس فداءً للمال أو الإرهاب.. ولديهم قناعة أيضاً ان الإرهاب إلى زوال مهما زادت عملياته الجبانة والخسيسة.. وتحدثوا ايضاً عن ضرورة التعامل مع شباب الجامعات الذي تم استقطابه وتلويث افكاره بتلك المعتقدات المشوهة عن الدين والوطن.. و عن اطفال الشوارع وضرورة العمل على تحويلهم إلى أدوات فاعلة لصالح المجتمع وأن تتضافر جهود جميع الجهات المعنية لمواجهة اعدادهم المتزايدة ووضع حلولاً مقبولة و مجدية لهم و لوطنهم ."

هذه الدفعة يا سادة من طلبة كلية الشرطة التي سوف تتخرج هذا العام بإذن الله قد التحقت بهذا الصرح الأمني العظيم في ظروف بالغة الصعوبة والخطورة حين كان ذلك في شهر أكتوبر 2011 وفي ذروة أعمال الإرهاب والشغب و العنف الذي شهدته البلاد .. و لم يزدهم ذلك إلا اصراراً و تأكيداً انهم سوف يواجهون المخاطر بكل ثقة وشجاعة.

كم انا فخور بكم يا رجال الغد .. كم انا فخور بكم يا حماة الوطن انتم و معكم رجال القوات المسلحة البواسل الذين يتعرضون كل يوم للموت في مواجهة خفافيش الظلام...لقد تأكدت منكم ان اي محاولة من تلك المحاولات التي تستهدف النيل و التشكيك في رجال هذا الجهاز - برغم اعترافنا بوجود بعض السلبيات و من الشرف و الامانة الا نتجاهلها - .. لن تزيدنا إلا اصراراً على مواصلة الكفاح لدحر اعداء الوطن من تجار الدين و السلاح و المخدرات و الارهاب و لا يفوتني هنا الا ان اوجه الشكر و التقدير لقيادات وضباط اكاديمية الشرطة على هذا المجهود الذي بذلوه طوال العام لصقل هؤلاء الرجال و تهيئتهم النفسية و الذهنية و البدنية و رفع روحهم المعنوية لمواجهة اعداء وطنهم و المساهمة في تحقيق الامن و الامان لشعب مصر العظيم ... و تحيا مصر

 

إعلان

إعلان

إعلان