لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''لقد جئنا كأصدقاء'' فيلم فرنسي يرصد معاناة السودانيين قبل وبعد الانقسام

10:00 ص الأربعاء 12 نوفمبر 2014

معاناة السودانيين

كتبت- هدى الشيمي:

''لقد جئنا كأصدقاء'' هذا هو الاسم الذي حمله فيلم فرنسي، والناقل أو الراصد لما حدث في السودان قبل الاستفتاء على الانقسام، وبعد الانقسام، والمعروض في أطار فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

ينقسم الفيلم إلى ثلاثة أقسام، قسم منهم يرصد ما حدث في السودان قبل الاستفتاء والانقسام، والقسم الثاني يعرض طريقة حياة الأمريكيين والصينين المتواجدين في السودان، أما الثالث فكان لرصد حياة السودانيين بعد الانقسام وظهور دولة جنوب السودان، التي تعد أحدث الدول في العالم.

استطاع الفيلم نقل الكثير من الظروف التي يعيشها الشعب السوداني، وطريقة تعامله مع تلك الظروف، وقدرته على التكيف مع الوضع الذي يمر به، كما أنه رصد بعض التفاصيل الموجودة في المجتمع السوداني.

ومن بين المشاهد التي تفاعل معها المشاهدين في المسرح الكبير، كان المشهد الذي تقوم فيه عائلة بدفن ابنهم المقتول على يد مجموعة من أبناء وطنه، بسبب الحرب الأهلية، فنقل مخرج هيبرت سوبر حزن عائلة المتوفى، بطريقة تبكي العين.

وأكد أحد الموجودين في جنازة المتوفى على أن أوروبا هي من علمت السودانيين القتال، ثم طالبت منهم قتال أبناء أوطانهم، وكل ذلك يأتي لمصلحتها لأنها تعلم أن الحروب الأهلية، سوف تساعدها على الاستيلاء على خيرات السودان.

''لا أحب يحب أمريكا هنا'' هذا ما قاله أحد العاملين في مصانع تكرير البترول السودانية، مؤكدا على أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب في شيء، إلا في تقسيم السودان من أجل الحصول على خيراتها.

ومن بين مجموعة من السودانيين الضعفاء ذوي الوجوه المرهقة، والملامح المتعبة، أكد أحد الرجال على أن العرب كانوا يرغبون في احتلال السودان، وأنهم لوثوا المياه بالبترول، وبعد حفرهم لها، مما تسبب في مقتل الأطفال، والدجاج والماشية.

حاول مخرج الفيلم توضيح كيفية انحصار السودان بين أمريكا والصين، والتأكيد على معاناة أهلها الذين يعانون منذ سنوات طويلة، بسبب الغزو الفرنسي والبريطاني، منذ فترات طويلة للسودان، والاستيلاء على خيراتها، ونهب ثرواتها.

وفي أحد المشاهد كان عدد من المهندسين الصينين يتابعون مسلسل أمريكي شهير، يدور حول الغزو الفضائي للأرض، ليقول أحدهم أن الأمريكان مهووسين بالغزو، وشبه ما يقوم به الغرب حاليا، ومحاولتهم المستمرة في السيطرة على السودان، وغيرها، بالغزو الفضائي للأرض، وأكد على أنه الصين أو أمريكا أو أي دولة من الدول الكبرى، تستطيع السيطرة على أي دولة من الدول النامية، بسهولة.

ويعرض وجه النظر الأمريكيين في تقسيم السودان، ليؤكد مبعوث الأمم المتحدة أنهم جاءوا من أجل السلام، وإنهاء النزاع.

ومع اقتراب موعد الاستفتاء، تزداد الدعوات في الاذاعات السودانية، من أجل المشاركة، والإدلاء بالأصوات، وعدم السماح لأحد بالتدخل في شئون الشعب السوداني، أو قضيته الكبرى.

ويتمكن المخرج من رصد ملامح الاستفتاء، وعرض مشاهد لم يسبق أن راها أحد من قبل أثناء اتمام عملية الاقتراع، فمن جه يوجد المصوتين الذين يهتفون ويغنون، مباركين لأنفسهم بالانفصال عن السودان، وتأسيس دولة جديدة خاصة بهم، فقالت واحدة منهم ''إلى اللقاء يا عبودية''، ومن جهة أخرى يوجد عدد من المشاهير الأمريكيين، فكان من بينهم الممثل الأمريكي ''جورج كلوني''، وقوات حفظ السلام التي كانت تحتفل في حانة بنجاح الاستفتاء.

وتبدأ المرحلة الثالثة في حياة السودانيين، والتي استطاع المخرج نقلها بحرفية شديدة، بعد نجاح الاستفتاء، فيرى المشاهدين المعاناة التي يعيشها الأهالي في جنوب السودان، الذين يعانون من نقص في الطعام، والملابس.

''يقولون جئنا لمساعدتكم، ولكنهم عندما يصلون يدعمون العصابات'' هذا ما قاله أحد الرجال الذي كان جالسا مع عائلته لمشاهدة اخبار الاستفتاء، ومتابعة ما يحدث في وطنه، ناهيا كلامه بجملة ''فرّق تسد''.

وقالت امرأة سودانية تجلس برفقة ابنائها على النهر ''البريطانيين أسسوا الدستور السوداني، جاءوا إلى بلدنا حاملين الأناجيل في أيديهم اليمنى، والأسلحة في أيديهم اليسرى''، مشيرة إلى أنهم حملوا كل الثورات والخيرات والشباب القوية وغادروا السودان.

وكان من بين مشاهد الفيلم، مشهد حصل عليه من أحد الجنود الذين شاركوا في حرب أهلية بين أهل شمال السودان، وأهل جنوبها، ليؤكد على أن الغرب لم يقوموا بأي شيء في تلك المنطقة الحساسة جدا في الشرق الوسط، إلا نشر العنف، وخلق الكراهية بين أهلها، وهذا كله كان من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية، ليثبت في نهاية فيلمه إنهم لم يأتوا كأصدقاء، بل أدعوا كونهم أصدقاء من أجل الحصول على ما يرغبون فيه.

وأنهى المخرج الفيلم بمشهد يوضح كيفية التناقض الموجود في حياة السودانيين والأمريكيين الذين يعيشون في السودان، فعلى الرغم من وجود عدد من الأمريكيين الذين يرغبون في مساعدة السودانيين، وحاولوا توفير الماء والطعام والملابس لهم، إلا أنهم كانوا مستلقين يسترخون في المنتجعات، والسودانيين يبحثون عن الأكل في الطرقات.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان