لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صُناع الموسيقى يكشفون سبب تحول الأغانى الوطنية لـ"سبوبة "

01:03 م الخميس 21 يناير 2016

الأغنية الوطنية

كتبت- منى الموجي:
الأغنية هي آلة الزمن التي يمكن للإنسان عند سماعها أن يغمض عينيه لتأخذه إلى زمن غير الذي يحياه، وتجعله يعيش الحالة التي كتبت لها، ومع ذكرى كل مناسبة وطنية يسارع أهل الموسيقى والغناء في طرح عدد من الأغاني الوطنية، احتفالا بهذه المناسبة وتذكيراً بها، ومع اقتراب الاحتفال بالذكرى الخامسة على ثورة 25 يناير المجيدة، بدأ عدد من الفنانين الإعلان عن استعدادهم لطرح أغانٍ جديدة.
القاهرة
بعد سلسلة من التأجيلات، استقر صُناع دويتو "القاهرة" على طرحه بالتزامن مع ذكرى ثورة يناير، والأغنية هي الدويتو الأول بين "الهضبة" عمرو دياب، و"الكينج" محمد منير، ووضع كلماتها تامر حسين، ألحان أحمد حسين، وتوزيع أسامة الهندي.
كما طرح المطرب عبدالفتاح الجريني أغنية وطنية بالتعاون مع قطاع الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية، وحملت الأغنية اسم "تعيشي يا بلادي"، ووضع كلماتها محمد شرشر، وألحان وتوزيع خالد عز.
سبوبة
ورغم كل ما صدر ويصدر بعد ثورة يناير من أغاني وطنية، إلا إنها أغان لم تستطع أن تحتل نفس مكانة الأغاني الوطنية القديمة والتي مازال يرددها الجمهور رغم مرور عشرات السنين على طرحها.
وقد يرجع السبب في ذلك إلى تعامل البعض مع الأغنية الوطنية على أنها "سبوبة"، فغلب على عدد من الأغاني طابع الصناعة أكثر من كونها عمل وطني نابع من احساس وطني صادق، وبالطبع هذا لا ينفي وجود أغاني شعر الجمهور بصدق صُناعها وتفاعل معها.
وعن عدم تحقيق الأغاني الوطنية الجديدة لنفس شهرة ونجاح الأغاني القديمة، قال الشاعر صفوت زينهم "السبب يكمن في وجود خلل في التعليم، الثقافة، والصحة، كما أن إعلام اليوم لا يرى غير الأبراج وبرامج الطبخ، زمان كان فيه ثروت عكاشة في الثقافة وعبدالقادر حاتم في الإعلام، أما الآن فلا يوجد مد ثوري يبني بيئة ثقافية معينة، ومحدش بينور لوحده."
تجارب جادة
ومن جانبه، يؤكد الموسيقار منير الوسيمي وجود أغاني لا تليق بعظمة الأحداث التي تتحدث عنها، مشيراً لوجود تدني في مستوى بعض الأغاني الوطنية التي ظهرت في الفترة الأخيرة لدرجة أن بعضها تحول إلى سبوبة وأغانى موسمية لا تعيش مع الناس".
ولا ينكر الوسيمي ظهور بعض التجارب الجادة والحريصة على أن تعبر عن الأحداث النبيلة التي يحياها الوطن، وعن الأفكار النبيلة التي تدعو لها الثورة.
سيد درويش
شهدت الأغنية الوطنية على مدار تاريخها مراحل متباينة، ما بين التوهج وقوة التأثير في المواطن، وبين ضياع هذا الوهج واختفاء بريقها، وجاء ظهورها مع ظهور مجدد الموسيقى العربية الشيخ سيد درويش، فقبله كان هذا اللون الغنائي غائبا وليس له أي أثر حتى جاء ليشعل به حماس المصريين ضد الاحتلال الانجليزي.
كما ناقشت أغانيه قضايا اجتماعية مثل غلاء بعض السلع فقال "استعجبوا يا أفندية  ليتر الكاز بروبية"، وإلى اليوم يتخذ المصريون من نشيد "بلادي بلادي" والذي لحنه في مطلع القرن العشرين نشيد وطني للبلاد.
وبعد رحيل درويش تواجدت الأغنية الوطنية على استحياء، وتصدرت الأغاني العاطفية المشهد، حتى قامت ثورة يوليو 1952 وتبارى المطربون والمطربات للتعبير عن فكر الثورة الجديدة، واحتل العندليب عبد الحليم حافظ الصدارة في عدد الأغاني الوطنية التي تغنى بها، فاستحق لقب "مطرب ثورة يوليو"، وسجلت أغانيه لحظات الفرح والانكسار في فترة مهمة من تاريخ الوطن منذ ثورة يوليو وحتى انتصارات أكتوبر، ومنها "صورة، بالأحضان، أحلف بسماها وبترابها، فدائي، عدى النهار، حكاية شعب، أهلا بالمعارك، عاش اللي قال".
وكذلك كان لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب العديد من الأغاني الوطنية وحرصت أم كلثوم على أن يحفل مشوارها الفني بهذا اللون الغنائي، فغنت بصوتها الذهبي "يا جمال يا مثال الوطنية، أنا الشعب، ثوار ثوار، مصر تتحدث عن نفسها، ...".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان